بصائر القلوب/ يونس عاشور



وقلبكُ البريء النّقيُ كماءِ الزُّلاَل..

تنبجسُ منه أهازيج الفرح بانشراحٍ وارتياحِ..

وتتجلّى فيهِ نفحاتُ الخيرِ وخير الخصالِ..

وبشائرٌ تَسْمُو كلَّ حينٍ من فؤادٍ فيهِ وعيُ وجمال..

كيف تسمُو .. كيف تغدُو.. كيف ترنو بأبصارِ الرجالِ..؟

في زمانٍ قد غدا فيه الغدرُ شراً للوصالِ..

أي نورٍ في سماءِ الليل يضوي ثم يهدي للكمالِ..

من قلوبٍ تبصرُ الحقَّ بصيرة..

وتُنادي كلّ قلبٍ.. اقتفي حقَّ المَسِيرة..

بثباتٍ ورسوخ وشموخٍ كالجبالِ..

***

أفتشُ عن حبً منسيٍ في الآفاق..

أتطلعُ دوماً نحو سُمُوٍّ الغايات..

أغرسُ في قلبي شَمعةَ حُبِّ كي تتجذرُ في الأعماق..

أمشي سيراً وهروباً من أنفاق..

مبهمةٌُ .. مُقلقةٌٌ.. غاويةٌ..!

لا أرى فيها شيئاً من إشراق أو إرشاد..

أتبصّرُ في معنى آيات الإنفاق..

أستوعب درساً منها في العفو والاعتاق..

***

غمرةُ ماءٍ في قلب نابض..

تُحييه من قسوةِ تفكيرٍ غامض..

وركام الجهل يتبعثرُ من عقلٍ سائد..

لا يتطلع أو يتصنّع لأعمال الخير بها كي يترفّع..

نحو مقامات مقصُودة..

ومسافاتٍ زمنية مشهودة..

وعلاقات بشرية لا معدودة..

بكثرتها من حبِّ القلبِ المتشبّع..

بفنون الحبّ الروحي..

وأسمى غاياتُ الشّعر الهادف..

النّابع من قلبٍ تتجلى فيه كلّ معانٍ خيرية..

***

أيلينُ قلبكُ القاسِي من تراكمات المآسي..

أم يبقى قلباً ناصعاً لَيِّناً يحنو كالمواسي..

في مواساة الضعفاء..

سيبقى قلبكُ صامداً كالجبال الرواسي..

لا تشوبه شائبةُ من حُقدِ العتاة..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق