مقدِّمة
(( مُثقلٌ بالبريدِ
وعبءِ الأسى في القيودِ ... أهمُّ وأكبو ... فدربٌ يصدُّ ودربٌ يردُّ ... ولا مُنتهى ... تقاعسَ في الردِّ قيدٌ وجيدُ ... مشاكلُ تقصمُ ظهري ... وأُخرى تقضُّ مضاجعَ عيدي )).
1 ـ الدورةُ لا تعني شيئا
أَحسبها ضِرْساً مكسورا
فيها من سوءِ الوحشةِ ما فيها
يكفيها أنَّ الراغبَ فيها لا يعنيها
لا يَأبهُ إنْ غابتْ أو حطّتْ أثقالا
الكونُ يدورُ على قُطبٍ مثقوبِ
يتفتّتُ منذورا
يتمنى ألاّ يشفى
لا يتضايقُ من شمعٍ مصهورٍ في ناري
هذا أو هذا لا ذاكا
فاخترْ بين الرحمةِ والعِهنِ المنفوشِ
2 ـ لا أخرجُ من قوقعةِ الإحراجِ
أبحثُ عمّنْ يحملُ أوزاري عنّي
جَثَمتْ لا تبرحُ صدري
ضاقتْ أنفاسي
حَمَلتْ عسفَ الأنواءِ
رَحَلتْ لا أدري ما أوصتْ
غابتْ عنّي فتهدّمَ صرحي
هذا شأني إنْ غابتْ عنّي
الجرفُ الصخريُّ طليعةُ بُهتانِ الإنسانِ
لم يألفْ هولَ الصدمةِ في الميزانِ
لم يُطلِقْ صيحةَ إبهامِ
خفّفَ وقعَ الطرقةِ في نابِ البابِ
حاقتْ بالساكنِ والماشي بلوى
نَفَذتْ أوراقي حَرْقا
ما الحاصلُ يا { جبريلُ }
لم أتَلَقَ جوابا
سوءٌ في خطِّ طقوسِ التخمينِ
رحنا نبحثُ عن ضوءٍ أو حلِّ
خيّبتَ الآمالَ وحطّمتَ جدارَ التوصيلِ
لا تَسبرْ أغواري { جبريلُ }
مَنْ لي بَعْدكَ يا نورَ القنديلِ ؟
3 ـ إندحرَ الجحفلُ شدَّ وِثاقا
وتدحرجَ من أعلى قاماتِ مقاماتِ الإخفاقِ
لولا قمرُ اللونِّ المُزرَقِ
لعرفتُ الأقدارَ وكيفَ تُفوّتُ ساعاتِ الموتِ
أجزعُ لا أشكو حالا
أعزِلُ نفسي عمّنْ يُفشي أسراري
وأُقلِّبُ حاجاتي في موجِ النورِ المخفي
هل جاءتْ ؟ كلاّ
لو جاءتْ لانهدَّ الأصلُ وما فوقَ الأصلِ
وتحرّكَ ميزانُ الشَفَقِ المتدلّي للنصفِ
لو جاءتْ قامتْ ألواحُ الدارِ
مدّتْ أثوابي فِسطاطا
خاتمة :
4 ـ صَفّرتُ المعنى
ومَدَدتُ الحالةَ حتّى آفاقِ التصفيرِ
فاضَ الروحُ وطاحَ أسيرا
ينفثُ في أنفِ الريحِ دُخْانا
وشواظاً من نارِ الفانوسِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق