كانت إيزابيل ايبهارت رحالة سويسرية من القرن التاسع عشر ، ومن أهم الذين كتبوا عن الصحراء الجزائرية ، وعن سكانها وثقافتهم ، اشتهرت في العالم بكتابها " في ظلال الإسلام الدافئة "...
وعلى الرغم من القيود التي كان معمول بها في ذلك الوقت والتي كانت تحدُ من تحركاتها كإمرة سواء من طرف السلطات الاستعمارية التي تُراقب وتتوجس من أي شخص ، أو في المجتمع الجزائري المحافظ ،فإنها سافرت ، ودرست وفهمت جزءا من ثقافة البدو وقيمهم ...
سافرت لأكثر من مدينة داخل الجزائر ، شرقاً ، غرباً وجنوباً ، الى عين الصفراء ، وادي سوف ، البيض والمشرية ... وعايشت الجزائريين فأُعجبت بشخصيتهم وقيمهم وتقاليدهم .
في تلك الحقبة كان جميع المسافرين الأجانب أو المقيمين في الجزائر خاضعين لقيود شديدة على الحركة والسبب مفهوم وواضح وهو منع أخذ أي صورة حقيقة عن المعاناة والبؤس الحقيقي التي كان المواطنون يعيشونه إذ كانوا دائما مُطاردين من طرف العساكر الفرنسيين المتحالفين مع المعمرين ..
تلقت ايبهارت مساعدة مهمة من طرف العديد من الشخصيات الجزائرية ، وكان سليمان أهمها ، وهو جندي فرنسي مسلم ، ساعدها وخفف عنها قيود الإدارة الفرنسية بل إنه تزوجها فيما بعد ، وبعد القران اعتنقت هي الإسلام ...
وكذلك شيوخ الطرق الصوفية المُهابين الذين عاملوها بالود والتسامح ، وأيضا فعل فرسان المقاومة الشعبية...
غالبا ما كانت أخبار ايبهارت ورحلاتها ومقالاتها تظهر في الصحف المحلية في سويسرا ، وكان القراء يهتمون لمقالاتها بشغف ...
اهتمام الرحالة ايبهارت بالجزائر والدفاع عن الجزائريين إنما يؤكد على أهمية هذا البلد الجميل، و أهله الطيبون والمسالمون الذي كانوا يُعانون من ظلم وتعنت الإدارة الفرنسية المتحالفة مع المعمرين ...
وبعد وفاتها بسنوات أخذت ايبهارت مكاناً مميزا في عالم الأدب الأوروبي ، عالم الاستشراق وأدب الرحلات ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق