وَجميلٌ أن نُغَنِّي للغَرامْ
وَجميلٌ أن نُغَنِّي للوَطَنْ
يا فتاةَ الدَّربِ يا نبعَ الهيامْ
إنَّ قلبي لبلادي مُرْتَهَنْ
يا فتاة َ العُمرِ قد طابَ الكفاحْ
في سبيلِ الفجرِ لي تحلُو الجراحْ
نحنُ سرنا وَتحَدَّينا الصّفاحْ
شعبُنا صلدٌ ويبقى ...
حَقُّهُ ليسَ يُبَاحْ
يا رَفيقَ الدَّربِ إنَّا صامِدُونْ
قد شربنا الصَّبرَ جمرًا
وَنزَعنا النَّومَ عن هذي الجُفونْ
يا غريبَ الدَّارِ عن أرضي فلا عزمي يَهُونْ
..لا ولا قلبي يَهُونْ
إنَّ روحي في سبيلِ الحَقِّ يا شعبي تَهُونْ
أيُّهَا الحُبُّ المُغنِّي في دَمِي
أيُّهَا اللّحنُ المُسَافِرْ
حاملا أحلى البَشائرْ
زارعًا أغراسَ وردٍ في شرايينِ الوجودْ
حاملا أغلى الاماني مُعلِنًا بَعثا جديدْ
يا نشيدًا قادمًا من خلفِ أسوارِ الغروبْ
إنَّ إنجيلَ المآسي نقشُوهُ فوقَ أخشابِ الصَّليبْ
كَتَبُوهُ فوقَ قضبانِ السُّجونْ
إنَّني ما زلتُ رَهْنَ المَحْبِسَينْ
غارقا ما زلتُ في بحرِ الشَّجَنْ
فأسيرٌ لِغَرام ٍ وأسيرٌ للوَطَنْ
أنا احيا رُغمَ جرحي ... رغمَ قيدي خلفَ عينيها أسافِرْ
...خلفَ عينيها أهَاجِرْ
لمتاهاتٍ بعيدَة ... لمسافاتٍ قصيَّهْ
أنا لحنٌ يتهادَى فوقَ أهْدَابِ القضيَّهْ
أنا للأرضِ انتِماءٌ ، هي أّمٌّ .. وَهويَّهْ
أنا عبدٌ لمُنَاهَا للعيونِ العَسَليَّهْ
أنا عبدٌ للبراري العَسْجَديَّهْ
وفدائيُّ الربيع ِ العذبِ والحُلم ِ المُهَجِرْ
كعبة ُ العشقِ لها طابَ سُجودي
قِبلةُ الرُّوح ِ ستبقة مَنهَلاً عذبَ الوُرودِ
إنَّني ما زلتُ من خلفِ الخيامْ
أرقبُ الفجرَ الحبيبْ
ما الذي عيناكِ تُوْحيهِ أيا حضنَ الوِئامْ
ما الذي تخفيهِ أشباحُ الظلامْ
" فمسيحُ " العصرِ لا بدَّ سيأتي
مع شعاع ِ الشَّمسِ يأتي
مع صلاةِ الرَّبِّ يأتي
مع دمُوع ِ الأهلِ يأتي
يمنحُ الأرضَ اليَبَابْ
أملاً عذبا وَعَدلا مُستطابْ
يَمْسَحُ الآلامَ عن قلبِ الشُّعوبْ
تنْمَحِي من فوقِ أرضي كلُّ هاتيكَ الحُروبْ
جَسَدي قد صارَ متراسًا فَعلَيْتُ البيارقْ
وطريقي كانَ وَعرًا نتصبوا فيهِ المشَانِقْ
حاصَرُوني فتحَدَّيْتُ الحصارْ
وَنما فوقَ جبينِ المجدِ زيتونٌ وَغارْ
إنَّني ترنيمة ٌ للعشقِ ما زالتْ تُرَتّلْ
أنا قربانٌ لأجلِ الحقِّ يُبْذَلْ
ثلثُ قرن قد مضى
وذراعي حاملٌ عبءَ الصَّليبْ
..أرقبُ الكشفَ القريبْ
أطفأتْ عينيَّ أضواءُ اللّهيبْ
إنَّ موتي هُوَ بَعثٌ لحياةٍ أزليَّهْ
إنَّني أشدُو وأمضي نحوَ ميلادٍ مُبكِّرْ
نحوَ ميلادي أكَبِّرْ
لم تزلْ ازهارُ روحي بُرعُمَا
لم تُفَتِّحْ إنَّما
هيَ ما زالتْ رَهِينَهْ
لم تُفتِّحْ قبلَ أن يشتاقَ نورُ الرَّبِّ أسوارَ المَدينهْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق