الهروب اللاواعي/ يونس عاشور

 


لا تتوارى هَرباً عنّي.. 

أو تبتعدَ خوفاً منّي..

فهذا هروب لا واعٍ يُثقِلُ قلبي..

فأنا لستُ غريباً حتّى لا تعرفُنِي..

أو شيطاناً أسلبُ منكَ حياتك فَتُعاقِبني..

أدنو منّي خطوة..

كي نتحدَّ بالقوّة..

ونردمُ هوّة.. كانت بينِي وبينكَ لا تُجدي نفعًا..

هيا تقدّم.. لا تتأخّر.. أو تتقاعس في كلّ مرّة..

لنكونَ بذلكَ في أسمى المجد الأسمى..

مدَّ يديكَ إليَّ  وأرفعْ رأسكَ للأعلَى مُفتَخِرا..

وتطلّع للغايات هَدفاً تَسمو بها نصراً مُقتدرًا..

لا تتقهقر أو تتراجع عمّا تَصبُو إليهِ في نفسكَ فكرًا..

لا تنفي نفسكَ قسراً..

لا تُرغم نفسكَ شرًا مُرّاً..

فهنالكَ ثمةَ من ينتظرُ منكَ خيرًا..

ويعرفُ معنىً لِقدومكَ سرّاً لا يُنسى..

فأنتَ مناراً نمشِي خلفكَ كي نُهدى..

نحو طريق نسلُكهُ لا يُفنَى..

يبقى رمزاً وكرامةَ مجدٍ للجرحى..

المتعثر في رؤيتهم آفاق شتّى..

وجراحات تُنهكهم تبدأ وتتعدّى كلّ نطاقاتٍ عُرفية..

لا ترحمهم .. لا تؤنسهم .. لا تكونَ لهم خيرَ عُقْبى..!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق