رجالٌ من ذاكرةِ التّاريخ..!/ يونس عاشور

 


أستذكرُ في ذاكرتي ذكرى طيبة عن ماضي الأنساب..

فتذكّرُّني بعراقةِ ماضيهم بالقولِ والإطناب..

وترسمُ لي صوراً فيها محطاتٌ سامية..

فيها المجدُ والرّفعة والسؤدد وكلّ معاني الخيرِ في الأحباب..

فيها مقامات وعلامات تتّسمُ بالأوصافِ والألقاب..

كم كانوا خُلَصَاءُ بينَ أُناسٍ ليس لهم أحساب..

كانتْ تتجلّى فيهم كلَّ سمة مشرقة بالأفعال والأعمال..

فتعطي القاصي والداني حسنات الأقوال..

الأقوال ذات المعنى الهدفي المنطوق..

الصادرُ من أفواهِ ذوي الألباب الموثوق..

هم دُّرَرُ كيفَ لي أنْ أصفَ مآثرهم قولاً بالإعجاب المسبوق..

إن قاموا أو قعدوا كانَ لهم مفخرة ومآثر ترسمُ واقعهم في الحسبان..

سباقُ للخير يأتي منهم للفقراء والأيتام بالإحسان..

أعمالٌ كانت شتّى تبني أجيالاً للمستقبل..

عبر النّصح والإرشاد وقول المعروف بالإنصاف..

رجالٌ من ذاكرة التّاريخ المرموق..

تجلّت كلّ مآثرهم في نُظمِ المعقُول..

أعطتْ إنفاقاً لا يتوقّف من جيبِ الخير لا يترددُ إنفاقا..

كم نتمنّى أن نتحدّث عن جيلٍ نستلهم منهم عبرَ التّاريخ الماضي..

فنقومُ بغربلةٍ فكرية جامعة لكلّ قضايانا الفكرية..

نبدأ بنقدٍ يصحّحُ كلّ عثراتٍ فيها مثالب لا تُسمن لا تغني من جوع..

حتّى نضع حجر أساس لبداياتٍ تنقلنا نحو الآفاق..

ونغّير من أسلوبٍ كنّا قد أعتدناه وأمضيناه عملاً بالإجحاف..

هكذا نحتاجُ لقراءاتٍ نستوعبُ منها قراراتٍ في الأعماق..

حيثُ المعرفةُ المتجذّرة في عقلِ متألّق خلاّق..

العقل السامي .. العقل المُنتِج .. العقل الفعّال..!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق