أخترقُ الصوتَ القاسي في رأسي
وأجسُّ الزمنَ القاضي حاجاتي أوتارا
لا أشربُ لا أمضي
لا أدخلُ وهْماً مهما كانا
اسألُ ما طعمُ الطعنةِ في صدري
لأغيّرَ مسرى ليلاتِ الأنّاتِ
يا ضاربَ طبلاً في الليلِ
لا تكشفْ للماشي سِرّا
الطلقةُ أقوى
حوصلةٌ ملأى بالفوضى
شاءَ القنديلُ وما أخفى
وأقولُ وداعاً يا شمسي
مِسّي الكوكبَ أنْ يحملَ مفتاحا
الركبُ يخبُّ وراءَ حصوني
والنجمُ الأعرجُ ميزانُ الحظِ الغافي
يا حاملَ تمثالِ الصدرِ العاري
خفّفْ من عبء الأثقالِ ...
صوتٌ يتفرقعُ جمراً مصهورا
طَمّنْ هذا الماثلَ قُدّامي
أَمْهلهُ الوقتَ الكافي ليشُدَّ حِزاما
لا تضربْ طبلاً أو تنفخْ بوقا
الطعنةُ ــ مهما كانتْ ــ نجلاءُ
هَبْ أني غادرتُ مكاني
وجعلتُ الجوَ الماطرَ همزةَ وصلِ
ولِجاماً للرأسِ الغارقِ في نشوةِ خمرِ
ليتَ الغائبَ يستثني
يتمدّدُ عرْضاً في طولِ
إياكَ وصفراءَ الحُمّى
الضربةُ فأسٌ في أُمِّ الرأسِ ...
رحلوا ...
غابوا .. ناموا أحياءَ
القاهمْ لأُعدِّلَ ميزاناً مُرتابا
وأُقوِّمَ حفلَ نكوصِ الأعلامِ السودِ
وأُقلّبَ أوراقي
شأنَ الرافعِ في الرملةِ رُمْحا
وأجسَّ مقابضَ شمعاتِ الضغطِ العالي
وأُسافرَ شرْقاً غربا
لأرى الدنيا الأخرى أفلاما
فالسيرةُ شوكٌ صِرْفٌ مقلوبُ
والمُقلةُ كفٌّ مجذومُ
غربالٌ منقوعٌ بالسُمِّ
آهٍ لو أنجو من بطشِ اليمِّ
تتعثرُ فيهِ أقدامي شِبْراً شِبرا
قالَ الطبُّ حذارِ
المُقلةُ خبطةُ ذُلٍ عشواءِ
سيّدتي غابتْ
تركتني محمولاً أشباها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق