فِجـــــــــــــــاج
على ضوء القمر انتبهت إلى ثغرة غريبة تنبت في الهواء. وضعت عصاي في عينها فتألّقت مليّا...
عندما ولجتها بهرني النّور الشّديد في باطنها، لكنّي استطعت أن أتبيّن أنابيب ملتوية لا حصر لها ولا نهاية. شفطتني إحداها وأخذت تتحرّك بي في سرعة الضّوء...
ووجدتني في أرض جدباء قاحلة، وقد أحاط بي بشر شُعث غُبر. عليهم ثياب من جلود الحيوان...
**
PEGASUS
تحرّكت أيديهم نحو مقابض سيوفهم وهم يتطلّعون في تحفّز ورهبة إلى ذلك الجواد الضّخم، وما لبثوا أن تراجعوا مذعورين وهو يخفق بجناحيه العظيمين في منتهى القوّة...
****
وتحرّكت مدافعهم إليه فرفع قائمتيه الأماميّتين وصهل بشدّة...
****
زعموا أنّ صاحب تلك السّطور اختفى فجأة...
الماضي يعود
وراء الجبل هالة من ضوء تبعث نورا حالما. السّماء خالية من النّجوم لكنّها مضاءة هي الأخرى...
ثمّة حمرة تكسو كلّ شيء حتّى العشب والشّجر... يتشقّق التّراب فتخرج مخلوقات عملاقة بشعة ذات عيون واحدة في منتصف الجباه. تهتزّ الأرض تحت أقدامها وهي تهتف:
"المجد لخرونوس... المجد لخرونوس..."
الرّجع
داعب عنق جواده في لطف وهو يتطلّع إلى المضارب في خطّ الأفق... هناك لمح عجاجة من غبار تعلو وتهبط فانقبض قلبه...
وما إن اقترب حتّى سمع حمحمة وجلبة قويّة تتخلّلها صرخات نسوة... استلّ سيفه ولكز جواده وصرخ صرخة قتاليّة عالية...
في لحظة مّا يلتفت حوله فيجد كلّ شيء قد اختفى. فقط الصّحراء بصمتها الأبديّ وامتدادها اللاّنهائي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق