صحوتُ أمسِ على حدث مفجع، حمل إلينا من سيدني، خبر وفاة أحد كبار شعراء المحكية اللبنانية، الصديق روميو عويس. فقد صرعته كورونا، بمتحوّر (دلتا)، إثر غيبوبة إمتدت لبضعة أيام، وليغدو، بحسب صديقنا شربل بعيني -أطال الله عمره- الضحية الشعرية المهجرية الأولى لهذا الداء الخبيث!
معرفتي بالشاعر روميو عويس تعود إلى العام 2016، حين دُعيتُ من قِبل نادي شبيبة بيادر رشعين إلى المشاركة في ندوة حول ديوانيه بالمحكية: كاس نبيد وعناقيد شعر. وقد كانت مراجعةٌ نقديةٌ، إستأثرت بإهتمام الشاعر والحضور، مؤسّسةً لتوثيق علاقة أخوية بيننا. علمًا أن هذه المراجعة نُشرت في موسوعتي المعرفية "80كتابًا في كتاب". وقد استُتبعت هذه المحطة بكتابة تقديمٍ لديوانه الأخير "وين الخطية؟". وقد كان راحلنا ينوي المجيء إلى مسقطه لعقد ندوة حوله وتوقيعه. وهذا ما درج عليه عند صدور أي ديوان له. وهذا التقديم نشرته في كتابي الموسوعي، الذي صدر منذ أيام، بعنوان "مُطارحات في أروقة المعرفة".
برحيلك، أخي روميو، أفقدُ ركنًا ركينًا، في المغترب الأسترالي، وأنت الذي شرّعتَ أمامي أبواب سيدني لأتعرّف على كوكبة من الأصدقاء المبرّزين في عالم الفكر والأدب، في عِدادهم الأديبة المحامية د. بهية أبو حمد، وكبير شعراء المغترب الإسترالي شربل بعيني، وسواهما الذين يُعدّون بالعشرات.
بيادر رشعين في حزن، فسنابلها حانيةٌ الرؤوس، وناديها، الذي لطالما دعمته، منكّسةٌ أعلامُه، والزاوية في حِداد!
برحيلك، أخي روميو، نفقدُ صوتًا لبنانيًا أصيلًا، يصدح وطنيةً، ويصدح إنسانيةً غامرةً، ويصدح حنينًا قاتلًا إلى ربوع وطنك الأم!
سيبقى كاس نبيد(ك) مُترعًا بِ عناقيد شِعر(ك)، ولن يُقال "وين الخطية؟"، فنبيذك حلالٌ، بل من نبيذ الجنة، التي وُعِدَ بها المؤمنون أمثالك!
العزاء لأسرتك في الوطن والمهجر، ولجاليتنا اللبنانية في سيدني وعموم استراليا، والعزاء لنا، نحن محبّيك وقادريك.. ولك عليّ دين سوف أُسدّده، عبر وضع مراجعة نقدية لديوان كنتَ تُزمع إصداره، ومسوّدته، كما علمتُ، بحوزة صديقنا الشاعر شربل بعيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق