رحل هامة الشعر وحامي حماه.
رحل ميزان القوافي، وبيادر المعنْى.
رحل سيد الهجاء، ونبع الكلمة.
رحل الأب الحنون، والرجل المعطاء.
رحل ابن الاصل ذو المواقف المشرفة.
ايها الشاعر الكبير عصام ملكي. ايها الصديق الصدوق، والأب الحنون. يا ابن بشمزين الأشم.
لم ولن اصدق أنك رحلت.
انت الذي تلمذت الشعر والقوافي على يديك.
انت الحارس الأمين للوزن والشعر والكلمة.
انت سيد الهجاء والحرف والقلم.
كيف لهذه الهامة ان ترحل؟
كيف للشعر بان يستمر؟ وقد غاب حارسه الأمين، وحامي حماه.
كم هي كبيرة خسارة الشعر والمعنْى؟
كنت على موعد الاتصال بك اليوم، لاشكرك على قصيدتك للمرحوم روميو عويس الذي ما زلنا نذرف دموع الالم على رحيله الفجائي.
رحلت عنا اليوم، وكم هو مؤلم هذا الرحيل.
لقد قلتها لي مراراً بانك لن توقع كتابك:
انا بالارتجالي والكتابة
عاوزن الشعر عم أكتب كتابي
راكض ورايي عالدرب تشرين
يمكن مااقدر وقع كتابي
وبانك باق في المنزل حتى تموت:
بالبيـت رح ابقى تـا حـتى مـوت
مـا بحـب اني ازعــل الحـيـطـان
حـيـطـان بيتـي عَــز اصـحــابي
كيف انساك؟
كنت لي الأب الحنون، والمرشد الكريم، والمدافع القوي.
في نجاحي كنت السباق على تهنئتي بشعرك الجمبل.
في حزني كنت الشاعر المدافع بهجاء يهز كيان المتسلط.
في فرحي كنت الأب الحنون الذي يبارك كل خطوة اقوم بها.
لن ابكيك يا استاذ عصام ملكي.
لن ابكيك ايها الشاعر الكبير، بل ساذكرك في كل مجلس ادبي وثقافي اتواجد فيه.
ساستشهد بقدرتك على الهجاء:
وتا يصير بيت الشعر عا كل شكل يمون
وصيّت حرف الهجا تا يجيب رسمالو
منشان كلما انشلح عا الاهتامام عيون
نخلـّي نجوم السما بالايد ينطالو
***
لو كل نبحة كلب رميولا حجر
كان صخر الصم أغلى من الدهب
***
مين اللي منك طالب شهاده
ومينك تاحتى تعمليلي خطاب
رح جبلك من الزبل زواده
تا يصير فيكي تريحي الاعصاب
سدي شي مره النيع لا تنادي
(العيله خساره) وعاملي اخراب
الشيطان إنتي بتعبدي عباده
تخمين عقلك بالخرف مناصب
لا تشارعي ولا تهبهبي زياده
مَش عارفه محلك من الاعراب
وعلى كتابة الشعر الجميل:
كاس التلاقي اشربو ما زال عنا مجال
الراعي بسابع سما ونحنا خواريفو
بركات منو بيجو وبيدبر الاحوال
حتى زمان الحلو نجمع شقاقيفو
وعلى حماية الشعر:
ان عد حالو شاعر بقول افترى
شهادة شويعر متل طالع من ورا
***
عَ أصول بدنا التسميه عَ أصول
كتار البيقولو عمامُن خـــْـــوالن
يقولو الاسد إنـُّو اسد مـــقــبـول
الحمار لا يقولو بقا يــــا حمار
يْقولــــــــو لَهل بيفَجّرو حـالـُن
وعلى كتابة الشعر الفكاهي :
اينـاس متـــــل ديـاس جـربـوعــه
وبــــــالكنفشه عـم تـنـفخ ضـلوعـا
يـــــا حباب قلبي اعطوهم العنوان
بـيـوم الفلانـي بشــــــارع فليتـان
فـــــــاتح انــا دكانــة دروعـــــــا
***
يا دعد صاير شقَف عنِّي مــا بقـْدر ذِيع
مــن بعد وقعَه لِها مــــــا بيلتِقي تانــي
عينين مـــــــــا فــي بَقا للغمز والتطليع
والبوز حــــــالو بَرَم تــا يجعلِك كْلامي
***
وزِندي اليمين انعطَب ما ساقبو الترقيع
وهمِّه مــــــــا عندي بَقا عا قـَول إيّامي
والخصر كلّو انلَوَق مـا عاد شكلو رْفيع
والبال طُولو انقطش بالآخ قـِــدّامــــــي
ايها الشاعر الكبير،
سيفتقدك الشعر والوزن والمعنْى.
سيفتقدك كل مجلس ادبي وشعري.
سيفتقدك كل شاعر تاق الى وزن سليم لقوافيه.
هناك في العالم الأخر، حيث انت اليوم، وحيث يتواجد كبار الشعراء، انظر اليهم بفرح، ونظم الحفلات، واطلق العنان للزجل، ولاجمل ابيات الشعر، والقوافي الرقيقة والمرهفة التي تمجد الرب الخالق.
المسيح قام ، حقاً قام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق