وحيدٌ هُوَ الشِّعْرُ مِنْ دونكَ يَا روميو
فَقَدْ كُنتَ لَهُ قصيدةً
فِي ليالِ أُمْسِيَّاتٍ
ستَظَلُّ بعدكَ بِلَا ضوءٍ
ودُونَ كلمةٍ!
فَكَمْ غريبٌ أمرُ الفايروسِ
صرعكَ وأنْتَ ترفعُ كأسَ الشِّعرِ!
أوَلَمْ يُعَانِقْكَ الموتُ
أكثرَ مِنْ مرّةٍ
دُونَ أن يقنعَكَ بالرّحيلِ مَعَهُ!
فَمَا بالُكَ هذه المرّة يَا ابنَ عويس
اتّفقتَ مَعَهُ عَلَى مفارقةِ الحَيَاةِ؟!
أ هَكَذَا يُغْري الموتُ الشُّعرَاءَ؟!.
.....
يَا روميو
طُيُورُ الْفَجْرِ كَانت تبكي
وَلَا أحدَ مِنْ مُحبِّيكَ
كان يدري عَلاَمَ تبكي!
لكَنَّ الشَّمْسَ أبلغتنا
أنّها اِقْتَفَت أثرَ شاعرٍ
حَلَّقَتْ رُوحهُ إِلَى السَّماءِ!
فرَثَتْكِ بِالدّموعِ
عَلَى طولِ طريقٍ
بحجمِ لبنانَ.
.......
أعلمُ أنّكَ رحلتَ
وَفِي قَلْبِكَ
أملٌ ميؤوسٌ مِنْهُ
على بلدةٍ
تمنيّتَ أن تُكَحِّلَ عينَك بِهَا !
ولَكِنْ ليتكَ تعلمُ
كم حزينةٌ هي " رشعين" يَا روميو
لأنّكَ لَمْ تمتْ حيثَ ولدتَ فِيهَا !
وَعَلى كلماتِ وداعٍ
نسيتَ أن تقولَها لهَا!
......
عجيبٌ أمرُكَ يَا بن لبنانَ!
لَقَدْ رحلتَ كَالْوَمِيضِ
تاركًا أعماقَنا مُتَّشِحَةً بِالسَّوَادِ...
ولَكِنْ مَنْ ذا
سيُجَفِّفُ دموعَ حُزنِنا عليكَ؟
سِوَى صلواتٍ مفتوحةٍ
وأَدْعِيَةِ شموعٍ مريميّةٍ
وَشِعرٍ زَجِليٍّ
يُردَّدُ مِنَ الْمَنَصَّاتِ:
لَا أريدُني مِنْ بعدِكَ يَا روميو.
ارقدْ بسلامٍ لرُوحِكَ النّقيّةِ الرَّحَمَةُ والسّلامُ الأبديّان .
* كُنتُ قَدْ التقيتُ بِالفقيدِ " روميو عويس" رحمه الله
فِي مؤسسة الغُربةِ الإعلاميّة فِي أكثرِ مِنْ لقاءِ مصادفةً؛ وتوطدّت وَشَائِجُ الْمَعْرِفَةِ والْمُحِبَّةِ مِنْ خلالِ أستاذنا الشِّاعر شربل بعيني أمدَّ الّلهُ بِعمرهِ. ومِنْ ثُمَ شاركتُهُ والتقيتهُ فِي أكثرِ مِنْ أمسيةٍ شعريّةٍ . كما حصل عَلَى شهادةِ تقديرٍ لمنجزهِ الأدبي مِنْ رابطةِ البيّاتي عام ٢٠١٦؛ فعرفتُه دمثالخلق نقيَّ السّريرةِ، اشتراكيَّ الابتسامة، وشاعرًا زجليًّا لَا يُشَقُّ له غبارٌ. عليه كلُّ الْمَرَاحِم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق