من بيت لحم مهد السيد المسيح ومن الناصرة في الجليل يستقبل الشعب الفلسطيني عيد ميلاد السيد المسيح وسط أجواء من الفرح والتطلع الى مساندة الحقوق الفلسطينية والي موقف دولي يضمن دعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وبهذه المناسبة التي تأتي في ظل تواصل العدوان الاستعماري وبناء المستوطنات وتوسعتها ومصادرة الاراضي الفلسطينية تعم أجواء الغضب الفلسطيني حيث يعكر الاحتلال الاسرائيلي وممارساته وإجراءاته على الارض وما يقوم به عصابات المستوطنين ومنظمات الارهاب اليهودي المنظم في المستوطنات والبؤر الاستيطانية وتصاعد اعتداءاتهم على المقدسات الاسلامية والمسيحية صفو احتفالات هذا العام مثلما عكرت صفو احتفالات الاعوام الماضية .
من مدينة بيت لحم بشكل خاص وفلسطين بشكل عام يحمل الشعب الفلسطيني هذه الايام رسالة السلام والمحبة للعالم ويذكرون شعوبه ودوله برسالة العدل والمحبة والسلام التي حملها السيد المسيح وهم يحلمون بانتصارهم في معركة العدالة الانسانية والتحرر من الاحتلال والعدوان، ويحملون في الوقت نفسه مشاعر الاخوة والمحبة والمصير الواحد لمسيحيي المشرق العربي في الاردن ومصر والعراق وسورية ولبنان الذين شكلوا على امتداد تاريخهم مع اخوانهم المسلمين وجه حضارة المنطقة وكانوا على امتداد السنوات الماضية هدفا لإرهاب أسود يستهدف زعزعة ارتباطهم بأرض آبائهم وأجدادهم وما يترتب على ذلك من استمرار دائرة الارهاب والقمع والعدوان .
تتواصل التحديات الصعبة التي يواجها ابناء الشعب الفلسطيني في أعياد الميلاد المجيد حيث يتطلب المزيد من الوحدة ورص الصفوف بين أبناء الشعب الواحد وجميع المؤمنين في مواجهة سياسة حكومة الاحتلال العدوانية الاستيطانية التوسعية وما تتعرض له مقدسات المسلمين والمسيحيين في المسجد الأقصى المبارك وفي المسجد الابراهيمي كما في كنيسة القيامة من انتهاكات واعتداءات واستفزازات تقوم بها قطعان المستوطنين وتقييد لحرية ممارسة المسلمين والمسيحيين لشعائرهم الدينية وفي مواجهة هذه الموجة العالية من التطرف التي تؤججها قطعان المستوطنين ومنظماتهم القائمة على ممارسة الارهاب والتي تتخذ من المستوطنات مواقع آمنة في ظل حماية جيش الاحتلال، ولا بد من المجتمع الدولي في الوقت نفسه العمل على توفير الحماية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وممارسة سيادته على اراضيه المحتلة .
في هذه الايام المجيدة ومع حلول العام الجديد ما زال الاحتلال الغاصب للحقوق الفلسطينية يتواصل مما ادى الي ارتفع عدد الشهداء في الايام الاخيرة في أنحاء الضفة على يد قوات الاحتلال دون أي اعتبار للأعياد الميلاد وللرأي العام الدولي ولقوانينه ومواثيقه حيث يواصل الاحتلال ممارسة سياسة التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني لتقويض إرادته وترويعه والدفع به نحو الاستسلام لواقع الاحتلال وقوانينه وإجراءاته .
وبرغم مما يمر به الشعب العربي الفلسطيني من مأساة تتكرر عبر السنوات الطويلة فلا يسعنا هنا الا وان نتقدم بكل التحية والتقدير وعظيم التهنئة للإخوة المواطنين المسيحيين في فلسطين والأردن وفي بلدان المشرق العربي وفي جميع انهاء العالم بحلول عيد الميلاد المجيد ونؤكد وبهذه المناسبة العظيمة على اهمية التوحد الفلسطيني امام هذا العدوان والاحتلال والاستيطان والعمل على تعزيز حالة الصمود والثبات بكل ما يتطلبه ذلك من واجبات ملقاة على الشعب الفلسطيني من اجل العيش بحرية وعدالة وضمان انهاء الاحتلال الاسرائيلي الغاشم ووقف كل اشكال العنف وتجسيد رسالة السلام والمحبة المبنية على الحق والعدل وكرامة الإنسان من فلسطين للعالم اجمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق