لا أتوق الى زبد الرمال
المنتحرة على الشواطئ
فأنا لا أرى الا غرابيب سود
تنطح غمام المرافئ
وليس عندي قصائد ثورية
تعبث بها أجهزة المباحث السرية
ولا أسعى الى التكريم والجوائز
فليس لدي الوقت الكافي
لأتسلق المنصات
واحضر الامسيات الشعرية
لشعراء مجهولين
وليس في قلمي حبر فائض
لأوقع به دفاتر المعجبات
ولااحتفظ برهان الخيول الجامحة
فحتى سرعة الضوء
لها كبوات بين مسافة الظل وقوس قزح
ليس هناك شيئ اسمه شعر افتراضي
كما يزعمون
لم أكن أعلم أن مفسري الاحلام
هم ايضا شعراء من الغاووين
وكنت أظن بأن الشعر
ليس سوى صعلوك في زي الراهبات
أو انسان آلي ينتظر قدوم دبيب الحياة
طقوس القصيدة قد تتغير في كل لحظة
كأنها طلاسم وتعاويذ
في مبخرة ساحر متصوف
يذهب بعقول المريدين
عندما أدخل في منطقة الكسوف
مع قصيدة غجرية
أفقد كل ملامحي
واختبأ وراء سترة واقية
فأنا شيخ هرم
كل مرايا الدنيا
ملت من تجاعيدي الكثة
احاول أن أقف على رأسي
لكي لا أفقد توازني
ومن عادتي أن أمشي خلف ظلي
وأجر ورائي عربة بلا عجلات
ولا التفت الى الوراء
كي لا أوقظ الالم من جديد
أنا مثل ذلك الشاعر المعتقل
الذي يحمل بين يديه شمعة تحتضر وساعة رملية
كلما نزف رملها
الا وتأخروقت سراحه ملايين الاعوام
الى الوراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق