إذا ابتسم الذّئب
لم تكن نظراته تُرِيحُني. كانت تلتهب بشيء غامض تجعل منه مجرّد حيوان مفترس...
- ماذا؟ تحبّني يا دكتور!
- وكيف لا وأنتِ ساحرتي!
- ألا تكفيك زوجتك؟
- دعينا منها الآن.
- إنّني في عمر ابنتك!
- تذكّري أنّ مستقبلكِ بيدي!
- لكن...
وأسمعتُه التّسجيل... لم تثر ثائرته كما توقّعت، بل ابتسم في هدوء مريب قبل أن يربكني بقهقهته العالية...
منطق الغاب
الشّارع ساكن مهيب، وضوءُ فانوس بعيد بالكاد يلامس ثلاثة شبّان ما انفكّوا يتطلّعون إلى ذاك الذي يسبقه إليهم وقع حذائه الرّتيب...
"سيجارة من فضلك!"...
وأحاطوا به...
"آه... نعم!"
وفي هدوء أدخل يده في جيبه وتقدّم نحو أحدهم...
فرّ اثنان منهم بعيون ملتاعة غير مصدقّين ما حدث بالضّبط، مخلّفين صاحبهم يتخبّط في دمائه وذاك الشّيطان يمسح موساه على ثيابه...
هكذا غرقنا
دسست في يده ورقة نقديّة وأشرت إلى رجل يعرض بضاعة على الرّصيف...
"تلك الحقيبة لي. "
تقدّم نحوه ببذلته الرسميّة وعلى كتفيه تلتمع نجمتان... صفعه على قفاه وذهب يدفعه أمامه... حمدت الله إذ لم أفقد من حقيبتي شيئا. غير بعيد رأيت اللّصّ يدسّ في جيب صاحب النّجمتين أضعاف ما أعطيته...
"أنت!"
التفتُّ، فإذا اللّصّ يحصر الهواء بين شدقيه ويعفِّط !!
ماذا لو...؟
السّماء من فوقي يجلدها البرق، وأنا تحتها أشقّ اللّيل متذكِّرًا تلك المكالمة الطّارئة: "أدرك غابتك"
واتّخذت مسربا أعرفه جيّدا في النّهار ولم أبال بالكلاب... من بعيد رأيت أشباحا تتحرّك وراء النّخل فامتشقت هراوتي وانطلقت نحوها مشتعل الدّماء...
"أفق. إنّه الظُّهر! "
فأنزل من مركبة الخيال للمرّة المائة، وأتمطّط في فراشي متثائبا متسائلا كعادتي: "ماذا لو كانت عندي غابة؟!"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق