قصيدة غنَّتها القصائِد: الكاتبة ميّ طبّاع مع الشاعر شربل بعيني/ شوقي مسلماني



   "قصيدة غنّتها القصائد" كتاب الكاتبة والأديبة ميّ طبّاع ـ خرّيجة جامعة دمشق ـ إجازة في آداب اللّغة العربيّة ـ هو في شاعر الغربة الطويلة شربل بعيني الإنسان، وفي تكريمه لأخيه الإنسان بغضّ النظر عن لونه أو جنسه، وفي الوفاء للوطن الأمّ ـ لبنان و"مجدليّا" بلدته في الشمال والتي باتت شهيرة في أستراليا بشهرة إبنها الشاعر شربل بعيني. مبارك لك يا مجدليّا هذه الشهرة. 

   وأنقل ما نقلتْه الكاتبة في "قصيدة غنّتها القصائد" عن صاحب "الديوان الملكي" الراحل الشاعر عصام ملكي: 

يا مجدليّا كْبارنا قالوا

شربل بعيني وين تمثالو"؟.

   ومن جماله يقول أيضاً بصديقه في مركب الغربة الطويلة: 

يا مجدليّا بقول وبْتنّي

بشربل بعيني ألف تتهنّي

عندو نثر عندو دِنِي أشعار

هنيّال قلبِك ألف مرّه فيه

ترانزيت بدّو يروح ع الجنّه.

   شربل بعيني إبن "راهبات العائلة المقدّسة" المارونيّة في منطقة "هاريس بارك" ـ غرب سيدني. وعلى الرغم، وهذا صدقاً، كنت أعرف النبيلة الراحلة والدة شربل "أم جوزف" واسمها بترونلة، ولها قصّة طريفة معي كتبها مرّة الشاعر شربل ذاته، كانت تختلط عليّ الأمور، وأنا لطالما رأيته محاطاً بأخوات من راهبات العائلة المقدّسة، ولطالما اعتقدتُ أنّ الأخوات جميعهنّ أمّهات له: برقّة الراحلة المرحومة بترونلة وعطفها وسخائها. 

   الشاعر شربل بعيني إبن الكنيسة المارونيّة البار، إبن العالم الروحي العالي، وتنقل الكاتبة من أجواء المسيحيّة في ما كُتِب فيه. وها هو الشاعر سمير نخّول يقول: 

شعرك يا شربل معروف

نبيذ معتّق بقْناني

وسْميَّك شربل مخلوف

شِربو بعد القربانه.

   ومن الشاعر لطيف مخايل تنقل: 

شربل بعيني للبلاغه والأدبْ

وقِدِّيس شربل للعجايب والصلا.

ومن الشاعر د. مروان كسّاب تنقل:

شربل بعيني بخزنتكْ خزناتْ

وحِبرك دهبْ مش عايز نجبلك.

   وتتوسّع في خصال الشاعر: هو إبن أسرة كريمة نشأت على راحة الضمير والطِّيبة ومحبّة الأهل والأصدقاء والوفاء،  فلسفته العطاء، البذل والتضحية، وقوله وعمله في كلّ ما يؤمن به هما واحد وأبداً مع الجديد من أجل النهوض، وكم نلحظ ذلك فيه، وكان تثمينه للآخرين عالياً يعود عليه، وهذا من نِعَم راعي الرعاة السيّد المسيح، تثميناً لا يقلّ. وتنقل عن الصديق المشترك الراحل الشاعر روميو عويس: 

بْسِيرتكْ وبْكلّ أفعالكْ

لا الوطن خِنتْ ولا صداقه خِنتْ.

   وما قاله فيه الأديب سامي مظلوم: 

الحبّ عهدو بينك وبيني

باقي عطر فوّاح بجنينه

كبيره عليّ كتير هالدَيْنِه

كل ما حْملت معزوفتكْ رح قول:

يا ربّ خلّي شربل بعيني.

   وما قاله فيه صاحب "الجرح الثالث" الشاعر سايد مخايل: 

مهما عليك تبدّلت الظروف

الشاعر اللّي جوّا بينفخ لبرّا

قلبك على وهج الحرف ملهوف

حتى القصيده تضلّ مخضرّه

ومطرح ما شكّ البعض فيك سيوف

ضمّدت جرحك بالوفا ومشيت

وصار الشعر ع الجرح يتمرّى.

   ونقلتْ ما قاله فيه سعادة السفير مصطفى مصطفى شعراً: 

مأكَّد كلامكْ مستواه كبير

ما دام إسمكْ شربل بعيني.

   وما قاله فيه الصديق الراحل أيضاً الشاعر عصمت الأيّوبي: 

ما شربلُ إلاّ فتى أحلامِنا

حملَ الرسالةَ داخل الوجدان.

وما قاله فيه الشاعر الزجلي الكبير أسعد سعيد من إرتجال في مرّة: 

وْلولا بيحطّوا للشِعر ميزان

الدِني بْعيني وشربل بْعيني

...

لكن قلبي ما بيرتاح

تا َشوف شربل بعيني

   كما وتنقل عنّي صاحب هذه الكلمة: 

أيُّ

عمرٍ

معاً

معاً نحنُ

عُصفور ذهب

وناي قصب

صنيعُكَ

هو يدُ الأحلام

ضحكةُ الزمان

لمعانُ الشهب

في الليل العالي

هرجُ البحر ومرجُه

وحكمتُه الرصينة..

فيك تغرّد البلابلُ

وترعى الغزلانُ النسائمَ

تَقُولُ:

يَا بَحْرُ اتَّسِعْ أَيْضاً

لِلْمَعاوِلِ شَرَاراَتٌ

للشَّجَرِ نَسَائِم

وَللبَحْر قُدْسِيَّة

أجراسٌ، أطفالٌ

فَرَحٌ

وَمَلائِكَة..

لِلْجُموع

أَلاَّ يُمْسِكَها فَردٌ

لِلفردِ

أَلاَّ تَطْغَى عَلَيْه الْجَماعة

تقولُ:

كوني رفيقتي يا سماء

يا صوتُ كُنِّي

يا حُلمُ احْلمْنِي

المدى

هُوَ خطوُكَ

تَتَفتَّحُ في المسافةِ

البراعمُ

كُلُّ عَينٍ تَتَّسِعُ

وَكُلُّ فَمٍ يُغَنِّي

أقطفُ النجومَ

وأملأُ سلّتَك ضحكاً".

   غيض من فيض شعراء وشاعرات وأهل ثقافة، فكر وفن كُثُر، من دون نسيان الكاتبة مي توجيه الشكر العميق لرابطة إحياء التراث العربي وللأديب كامل المرّ للفضل في إنجاز ما تمّ. ومنّي باقات ورود، وكما يقول صديقي الشاعر أنيس غانم، وهو الآن في حال صحّي سينهض منه: "يدي إلى قلبي تحيّيكم". والشكر الجزيل لإصغائكم.

حفل جائزة شربل بعيني 2022

**


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق