أسفاً [ بابا ] فاتن عبد السلام بلاّن/ د. عدنان الظاهر



أرثي فيكِ الشعر والموهبة والسمو الأخلاقي الذي عرفته فيكِ وجُبِلتِ عليه .

أسفاً بابا فاتن الإنسان العالي الذي ارتفع فوق الحياة وسما فوق سطح الأرض ! 

كانت المراسلات بيننا مستمرة نناقش فيها الكثير من الأمور وعلى رأسها الشعر . كانت طموحة في مساعيها لتطوير موهبتها الشعرية وكانت تراسل الشعراء وتستشيرهم وتناقشهم بأدب جم وطبيعة جُبلت على الخير والتواضع والنبل الأخلاقي. كانت سامية في كل أمر . لم يترك لها والداها مالاً ولا عقاراً في السويداء حيث أنهم من دروز السويداء والفنان المعروف فهد بلاّن عمّها . عاشت لزمن مع شقيقتها في مدينة الزرقاء في الأردن في أوضاع مالية غير مريحة . إفتتحت مرةَ ما يشبه روضة أطفال خاصة لفترة من الزمن في الأردن ثم أغلقتها إثرَ وفاة أخيها الوحيد . لم تعرف الزواج ولا الصداقات السائدة اليوم بين الشباب والشابات إنما صداقاتها كانت مع أهل الشعر والأدباء المحترمين تتبادل معهم الآراء وتناقش أموراً شتى . كانت دوماً السيدة النبيلة والعالية المقام . كتبت لي في بدايات تعارفنا إنها أجرت عملية جراحية لإزالة تسع كيلوغرامات من أحشائها . سألتها عن بعض التفصيلات لكنها لم تجب. ترسّخت العلاقات بيننا فكتبتُ فيها قصيدة شعر وغدت تناديني [ بابا عدنان ] وطوّرتها مع مرّ الزمن إلى [ بابيتو عدنان ] وكم كنتُ مسروراً بهذه التسميات والكُنى [ بابيتو ] . وقفتُ إزاءها بأجلال وخشوع لنبلها واعتزازها بنفسها وشرفها ونقاء أخلاقها . بعد توقفها عن مراسلتي خطياً شرعت بإرسال رسائل صوتية أسمع فيها صوتها وأخبارها وآخر رسالة صوتية منها كانت في شهر حزيران من هذا العام قالت فيها إنها تعاني من تسلّخات في المثانة ولم تزدْ. كنت أُلح في تساؤلاتي عن صحتها وممَ تشكو لكنها ولكِبر نفسها لا تُجيب . أمّا أنْ تغادرنا الشاعرة فاتن فذلكم أمر لا يُصدّق ولا يُطاق ! بابا فاتن مَن تكتب لي بعدكِ رسائل صوتية وتخاطبني [ بابيتو عدنان ] ؟ لا أُرثيكِ بابا فاتن إنما أُرثي نفسيً حيّاً وميّتا.  سلامٌ عليكِ والرحمة لك والصبر على فقدكِ لنا ولكل من عرفك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق