لعنة الدّمّ
اشتعل الضّوء الأخضر فانطلقت العربات تجري عبر خطوط متوازية، باستثناء خطٍّ واحد وقفت في مقدّمته سيّارةٌ لم يبال صاحبها برتل العربات وراءه ولا بصياح أبواقها المنبّهة...
ولحثّه على الانطلاق، نزل أحدهم من عربته في عصبيّة ملحوظة، وراح يقذف السّائق بعاصفة من السّبّ والشّتم...
نقر على البلّور... فتح الباب... أصابه الرّعب بغتة وعيناه ترتدّان في عنف...
سيزيف
تطلّعت إلى السّماء المظلمة ورحت أتأمّل حلقة صغيرة تتألّق في قبّتها..
تقدّم أحد الرّفاق وأطلق سهما إلى هناك. فرأيناه يشقّ الفضاء في قوّة ورشاقة حتّى مرق من تلك الحلقة فهلّل النّاس وكبّروا...
وجاء دوري فسدّدتُ سهمي وحبست أنفاسي ثمّ أطلقته، فمضى ضعيفا متذبذبا قبل أن يسقط دون هدفه...
سمعت صوتا لا أدريه من أين: لا تيأس...
أحلام لذيذة
إذا جاء الصّيف بتنا ليالينا في العراء... وكم يروق لي تأمّل النّجوم وهي تبدو كذرّات من الفضّة، ترشّها يد رسّام عبقريّ على ثوب أسود..
في لحظة لا أدريها أهي من بنات الغيب أم من غيرها، أحسست شيئا يدبّ على جسدي نصف العاري. يبدؤني من الرّقبة حتى منبت الحياة وسرِّها. تزورني الرّعشة على عجل ويتّقد في ذهني ألف سؤال...
منطق الطّير
والأمر رهين صدري نتفت ريش ديكنا الأسود وأهلي نيام... ورميته فُتاتا في أركان غرفتي المظلمة، بعد أن أطلقت بخورا وهمهمت بكلمات عُلِّمْتُها...
أخذت الرّيش والأمعاء وما تبقّى من الدّيك ومضيت بها إلى مجرى ماء بعيد وفي ذهني صورة وحيدة، هي صورةُ زوجي الذي سرقته منّي امرأة أخرى... وقفلت راجعة وقلبي يكاد يتوقّف من الخوف وصوت ذلك "الحكيم" يعاودني:
"لا تلتفتي. إيّاكِ"
ولكنّي لم أقاوم فضولي والتفتُّ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق