"ملاذ الحُب .. الذكريات المتوقّدة في لوحة الرسّام شوقي دلال"
تمرّ السنون آخذة بأعناق الأيام,وتتذكر صاحبة المنزل التراثي في قرية مُتاخمة لضفاف نهر العاصي البهيّ كل الذكريات المتهادية على ايقاع ذاكرة الوجدان.
حيث ينطق كل حجر في حنايا المنزل بحروف حكاية خالدة,وتبتسم أزهار حديقته كل يوم ألف ابتسامة للشمس (مركز الكون).
يكلّل شعاع الحُب سطح البيت,وتكتسي جدرانه بسُلطان الشوق,أمّا أعمدته فترتكن على الحُب في زمن الشقاء المتعدد الوجوه.
تُلفت أنظارنا على يسار اللوحة الأشجار الغضّة والسامقة بشُموخ راسخ ,تلك الأشجار التي زرعتها أيادي مُكافحِة ولم تكن تتوانَ البتّة عن الانغماس في حُب الارض والتفاني بحُب الطبيعة.
وبالمُوزاة تتوسّط زهرة اللوز لدُن الأيقونة ,فتنبهر الأنظار بسُطوع جمالها الأخّاذ,وتتموّج الأعشاب الخضراء في بهو الحديقة على ترنيمات عالم السّحر الغريب.
وفي اطار استقراء فلسفة الألوان : يعكس اللون الأحمر للقرميد مبلغ العطاء السّاطع في زمن الجحود العاطفي ,وينطوي البني المتناثر في أرجاء اللوحة على عمق التجذّر وشعور الانتماء.
ونشعر في حنايا الأزرق بألق الاطمئنان الوهّاج ,وفي الوقت عينه يتماهى الأبيض بلون النقاء بعيداً عن أصناف الشوائب الحالكة للعُقد النفسية السلبية.
وبالفعل, فقد تم تشييد البيت الاستثنائي بمداميك الحُب قبل الحجارة,لتردّد القلوب التي تحوم في موطن الذكريات البهيّة عبارة خالدة لفيلسوف الريشة والقلم جبران خليل جبران في كتابه دمعة وابتسامة:" لا تحفظ الأبدية الاّ المحبة لأنّها قبلها..."
*الدكتورة بهية الطشم باحثة واستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق