(مرآة مهشّمة) "إهداء إلى شوقي مسلماني"/ عبد الحسن عواضه


كنّا صغيرين 

وكانت البراءة مرآتنا الناصعة، 

نرى فيها أنفسنا ونرى الإنسان.. إنساناً. 

كنّا نرتاد الحقول الشرقيّة، 

التلالَ.. وقمّةَ  جبل "الباط" ـ جبل عامل  

وعند كتف غابة السنديان 

نشارك عصافير "الحسّون" و"الزكنن" تحليقها وزقزقاتها، 

والبلبل الصدّاح يشدو، يلقي القصاىْد، والحجال تسحج. 

عند كتف "الباط" الجنوبي يحلّق الهدهد، يتفقّد، ويملأ المكان سلاماً. 

عند قمّة "الباط" مطلاًّ على الشيخِ الجليل ـ جبل "الشيخ"، 

مطلاًّ على جبل "الجولان"، على فلسطين، فلسطيننا الحبيبة. 

  

توالت الأيّام والسنون، 

اتّسعت مداركنا، أحلامنا وأمانينا، 

اقتدينا بأخلاق كبار في الإنسانية.. 

ننشد الحريّة والخير للإنسانيّة جمعاء.. 

لا تمييز، لا عنصريّه، لا طائفيّه، لا استكبار. 


خدعونا مراراً، حطّموا كلّ مرآة، 

سلّطوا "فرماناتهم"، ساقوا شبابنا الى حروبهم، 

سطوا على مقدّراتنا، رمونا وسط التيه والجراد والجوع والداء 

قبل رحيلهم ومجيئ من هم أكثر مكراً.. 

احتلّوا العقول الساقطة، أشعلوا الفتن والحروب.. واستحكموا. 

 

خسئوا، نحن الأقوياء، 

نصنع مرايانا نقيّة، نرى أنفسنا، 

ننسج بصيرة فكر وأخلاق حكماء، 

نعرف أنفسنا، نعرف الاعداء الذين 

أوهى من بيت العنكبوت.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق