الذكرى السنوية الاولى لرحيل الدكتورة زينة المير/ د. مصطفى الحلوة

 


7كانون أوّل 2021-7كانون أوّل 2022

في ذكرى رحيلكِ الأولى لا زِلتِ ساكنةً منّا القلوب!

"صباحك، عزيزي، تُوفّيت زينة، لكَ طول العمر!"..الساعة التاسعة إلّا دقيقتين، صبيحة الثلاثاء(7كانون أوّل 2021)، جاءني نعي د.زينة المير، من قِبل الصديق د.أدونيس العكره، فوقع عليَّ هذا الخبر وقوع الصاعقة، مع أنّني كنتُ أرتقبُ، بين ساعة وأخرى، ذلك اليوم المشؤوم، جرّاء التدهور المريع، لوضعها الصحيّ!

أجل!..رحلت زينة المير، ولكن لن يرتحلَ عنّا ما غَرَسَتْه في نفوسنا، وما ترسّخ من ذكريات جميلة ومشهديات، عشناها سويّةً، تحفرُ فينا ما حيينا!

إنّه القَدَرُ، يفجعنا بأعزّ ما لدينا، ولا رادَّ لحُكمه، مهما كان ظالمًا!

لقد عايشتُ زينة، على مدى ثلاثين عامًا، أستاذًا في الجامعة اللبنانية، ومن ثمّ في "المركز الدولي لعلوم الإنسان"في جبيل، بإدارة د.أدونيس العكره، ومؤخّرًا، في جبيل أيضًا، عبر، "مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنيّة". وبعد الظلم، الذي لحق بها من قِبل القيّمين الجُدُد على "المركز الدولي"، كان رهانُها كبيرًا على "مركز تموز"، ولم تَسَعْها الدنيا، حين اتّخذ مقرًّا له في عمشيت. وقد اصطحبتني إليه، ذات يوم، كي تُريني كيف نسّقَتْ كلّ زاوية من زواياه، وعملتْ على تجميله، وكأنّه بيتها الثاني! ولكن، من أسفٍ، لم تدُم فرحتها، فقد كان القدرُ لها بالمرصاد!

..ماذا أقولُ فيكِ، زينة، فقد قُلتُ الكثير يوم رحيلكِ وفي ذكرى الأربعين، وما زال لساني يلهجُ بكِ، عندما يعصفُ بي اشتياقٌ إليكِ!

لقد كنتِ، يا زينة، مثالًا للعطاء غير محدود، تُعطين من غيرِ مِنّة، تُعطين من قلبك، من حواسكِ، ومن كلّ خليّة من خلاياكِ!

ولقد كنتِ رمزًا للإقدام والشجاعة، ذات حضور آسر، تبثّين الحياة حيث تكونين، وتنشرين الفرح أيّان تتواجدين!

وا أسفاه على شبابكِ، يا زينة، فقد كنتِ تستحقين الحياة، بل المزيد منها!..عجبًا كيف تُقصفُ أعمار الأحياء الأحياء، وهم في ذروة عطائهم، وتُستطالُ أعمار الأحياء/الأموات!

رحِمكِ الله، زينة، وجعل جنان الخُلد مأواكِ، والصبر والسلوان للوالدة أم ديب، ولأشقائك وسائر العائلة، وللحبيب مجد(مجّودة، كما كان يحلو لكِ أن تناديه، وهو بمنزلة إبنك)، والعزاء لكبيرنا د.أدونيس العكره، ولكلّ "التمّوزيين"، الذين أحبّوكِ، ولكلّ قادريكِ، الذين لا يحصرهم عدّ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق