تكشفُ صبري أسفاري أو تُخفي
الصبرُ الشاحبُ يخطفُ أبصاري
مرآةُ العينِ تُبرّئُ محكوماً بالعزلِ الفردي
أشعرُ أني لا إنّي
الطبُّ هزيمُ هزائمِ قصفاتِ الرعدِ
الحزنُ طريقتهُ المُثلى
لا مُنتَظرٌ يأتي
يضربُ أجراساً في بيتي
موصدةً تبقى أبوابي
إسوّدَ القنديلُ وغابَ الموعدُ في يومِ الميلا دِ
ذَبُلتْ أورادُ الإكليلِ الحُمرُ
دارتْ عجلاتُ حديدِ الناعورِ وصرَّ صريرُ
قَدَرٌ منذورٌ لا رؤيا فيه
صفحتهُ حالتْ لوناً .. جرداءُ
يا صاحبَ هذا الدولابِ الدوّارِ تمهّلْ
وقّفْ هذا الصخبَ الصافرَ غلّقهُ فورا
شابتْ نسوانُ مدينتنا تلقائيّا
ذبُلتْ قبلَ أوانِ تفتّحِ تيجانِ الأوراقِ الخُضرِ
ساقيةٌ جفّتْ بين النهدينِ وبين الثغرِ
حزنُ الحبِّ ثقيلُ
سعيكَ يا هذا مشكورُ
حجّكَ حَجُّ العاشقِ مبرورُ
نبّأتُ الأخضرَ واليابسَ خبّرتُ الجيرانا
أني أرحلُ والحزنُ مُقيمُ
أطفأتُ شموعي كي لا يأتي عيدُ
الكوكبُ مِشكاةُ النارِ
والنجمةُ في مصرٍ بُشرى والقدسِ
عهدُ الأعوامِ التسعةِ مِخبارٌ سيّارُ
عَرَباتٌ للشحنِ ومنظارُ
روّضتُ نواطيرَ جسورِ خطوطِ الإمدادِ
ما أسِنَ الكأسُ ولا جفَّ نقيعُ شرابي
إنتظري ما يأتي
أنباؤكِ جُلّى لا تُحصى
ليلُكِ في الأثوابِ السودِ
ساقيني من مائكِ مسفوحاً ساقيني
مدّي لقواعدَ أخرى جسرا
يجمعنا حدّاً حدّا
وسّعتُ الساحةَ بين الدمعةِ والشمعةِ للحدِّ الأقصى
تعبتْ ..
أنهكها الترحالُ وبعدُ محبيها عنها
مدّتْ ساقيها في ماءِ النهرِ الجاري تطهيرا
شربتْ .. أصغتْ .. يتبعها ظلّي ممدودا
القلبُ جريحٌ قالتْ
لا ينفعُ طبٌّ للصبِّ المعطوبِ
لا تُجدي شكوى من حُمّى
فتعالَ نمدَّ سُرادقَ يومِ الميلادِ معا
التكاثرُ بالتراكم
( ألهاكمُ التكاثرُ .. )
تتراكمُ أكواماً أكواماً حُبّا
لكني لا أبصرُ شيئا
ما الذكرى ؟
الذكرى ليستْ وحياً يوحى
الذكرى أعوامٌ كرّتْ والمرُّ المرُّ وقودُ شرابي
أتكلّمُ عن دُنياها
عن شَفَقٍ يحمرُّ إذا ما غابتْ أو مالتْ
أوراقُ الدفلى عنوانُ ربيعِ الأوراقِ
فيها شمُّ الصبرِ المُرِّ
شَفَةٌ تزحفُ نحوي زحفا
الدفلى يقفزُ قفزا
رفيفُ الجفون
العينُ مرايا من خَزفٍ مصقولِ
تتقافزُ فيها أنوارُ شراراتِ خِداعِ الرؤيا
لا يرسبُ منها شئٌ إلاّ فيها
رفرفةُ الجُنحِ الكاسرِ والآسرِ أهدابٌ سودُ
عيناها مطرٌ يتعددُ ألوانا
يتغيّرُ فصلاً فصلا
أربعَ مرّاتٍ في العامِ
يتبدّلُ ما شاءتْ مملكةُ الأنواءِ
تَرَفٌ رفرافُ
شفتاها أقواسُ النصرِ على أقوامٍ بادتْ
خَذَلتني فانهارَ الثابتُ من جسري
لم ترسلْ تبريراً حرفا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق