سيِّدة أقداري/ جورج عازار



خاطئ أنا 

مُذنبٌ ومُدان 

إن جئت يوماً 

أحمل أثامي 

هل أطمع منك 

بصكٍ من الغفران 

أم أنتظر صابراً مستكيناً 

حكم إعدامي 

أتجود عيناك 

بأنشودة صفحٍ 

أم تقتلُني آلاف المرَّات 

دعيني أعود 

أضناني البُعادُ 

ورعشتي الأُولى تتوق إلى أُخرى 

دعيني أعود 

يتم الوحدة يشقيني 

لا توصدي بوابات الحنين 

أمام إشتياقاتي وجنوني 

أعود إليك لا كما يعود فُرسان الحِكاية 

أعود ببضع خصلاتٍ من مشيب 

تفرُّ مرغمة من ليل السَّوادِ 

رقصات السنين 

فوق أشواك الغربة 

أنهكتني فضُمّيني 

مُدِّي ذراعيك تسابق الريح 

 عانقيني 

أتضور حُضناً 

 أتضور دفئاً  

فاشبعيني 

أعيتني أفكاري 

 فأريحيني 

مدي ذراعيك تسابق الريح  

تعبر المسافات 

فتسبقها ذراعاي 

تخنق المتاهات ... تغتال البعاد 

يشدني التَّوق للتوغُّل في حناياك 

وصدى الماضي في خاطري 

 ارتسام وتأوهات أنين 

قبل بضع سنين 

 أو ربما قبل ألف عام 

لملمت أوراقي وجمعت أشيائي 

وسجنت عمري في حقيبة سفر 

وأعلنت بدء ارتحالي 

وعلى عجل عانقتك فغسلت دموعك 

وجه أحزاني 

غبت عمراً ركبت بحراً 

أغرقتني موجة 

قالوا تنسى: إن تعشق أُخرى 

ولما نظرت إليها  

 وجدتك بين عينيها 

ناديتها باسمك تلك الليلة 

ففرت هاربة من غير رجعة 

فأيقنت أنَّك سيدة أقداري 

أحن إليك يا معشوقتي 

أحن إلى حبَّات المطر فوق وجنتيك 

وإلى أغنية عشقٍ تنشدها شفتيك 

وإلى ليلٍ يضمُّني في عينيك 

والى سراجٍ ينير أُمسيات الوْصَال 

وإلى حكاية سمرٍ تَقصيّها  

في ليلة شتاءٍ تشرينية 

وإلى دفءِ أنفاسك المتغلغل في شراييني 

دعيني اعود ... يتم الوحدة يشقيني 

وصقيع الفُرقة يدميني  

 وحريق الاشواق 

لا يؤمن بحدودٍ  

أو يعترف بمسافاتٍ 

دعيني أعود سيدتي 

إن شئت ضُميني أو أطلقيني 

لكن لا تنسي أبداً 

أنَّ أحكام العفو  

ما تزال سارية المفعول 

في مختلف البلدان 



جورج عازار ستوكهولم السويد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق