قبلة يهوذا تُخرِّش وجنتي
تحاول أن تُعيد
تشكيل ملامح وجهي
أحاول التخلُّصَ منها
أغتسل عشرات المرَّات
وأسرف في استخدام
كل المُعقِمات والمُطهِّرات
فتزداد ظهوراً
وتتضح وتتسع
وتمتد إلى حدود جبيني
تُضحكني أحلامي
وأشمئز من هوامش أمالي
ومن بلادتي وسخافاتي الغبية
كُلُّهم سواسية
يهوذا أو بروتوس
أو حتى كاسيوس
في بُرقعٍ أو حجابٍ أو قِناع
بذقنٍ حليقة أو بلِحية
كلهم سواسية
نهوداً مندلقة
أو ذكوراً فتية
تذوب الفوارق
في أنصال خناجرهم
في لهفة انتظارٍ
لِظَهرِ ضحية
بالأمس معاً كانا هنا
رفع نخباً شرب بمتعة
ثم سقاني مُراً وخلاً
وعجَّل برحيلِه
مخافة قدومِ الفجر الآتي
وكُلّ الزنابق
كانت حينها ماتزالُ غافية
تسلَّل مثل لُصوصِ الَّليل
غادرت دليلة معه
أمسك بيدِها
سحبها جرَّها خلفَه
مثل شاةٍ أو مَطية
وأخذا يعدوان
يهرولان بسرعة
وأنا أصغي بصمتٍ
إلى أصوات أقدامِهما العارية
تهرسُ عُشبَ حديقتي
فينامُ مرغماَ ذليلاَ
ومُنصاعاً بلا حولٍ ولا قوُّة
أسمع حسيساً في أعماقي
يفوحُ في وريقات الرُّوح المُصفرَّة
أتأملُ فنجانَ قهوتِها الباردة
وعَقبِ سيجارتِها
الممهورِ بأحمرِ شفاهِها
وأريجُها يتسرَّبُ
في فضاء عوالمي الدَّاكنة
أدارت رائحةُ شذاها رأسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق