لم يترك الدكتور مروان كساب مناسبة توقيع كتاب الدكتورة بهية ابو حمد "شربل بعيني منارة الحرف" في مدينة ملبورن مساء الاحد القادم في السابع من أيار 2023 الساعة الرابعة والنصف مساء، تمر دون أن يزيّنها برائعتين نثرية وشعرية، ليجعل المناسبة في ملبورن مناسبة مشرقة تنير الأدب في كل مكان.
وقد أدهشتني مقاطع كثيرة من القصيدة، لم أقرأ مثلها من قبل مثل:
وإني إن سألت القلب عنها
يردّ القلبُ للقلبِ السؤالا
بهيّةُ إسمها أضفى بهاء
وفي أعمالها الشعر تعالا
جمال الشعر مهما قيل عنه
جمالها أعطى للشعر جمالا
وإليكم ما كتب:
كلمة نثرية، وقصيدة شعرية، بمناسبة الاحتفال بتوقيع الكتاب الشعري للدكتورة بهية ابو حمد تكريماً للأديب والشاعر والاعلامي عميد الادب المهجري الاستاذ شربل بعيني، الجزيل الاحترام. والمؤلف الشعري وارد تحت هذا العنوان: شربل بعيني منارة الحرف.
عنوانان يتألقان في سماء الشعر الوجداني والادب الانساني، وقد أسارع لأقول إن هذين العنوانين كادا يختطفان معظم العناوين اللافتة، ألا وهما صاحبة هذه الدراسة الدكتورة بهية أبو حمد، التي زيّنت الألقاب التي نالتها حقاً واستحقاقاً، شعراً وأدباً، علماً وثقافة، وقانوناً وإبداعاً في كل شيء.
حتى ما يمكن إطلاقه عليها بأنها قد أبدعت في الابداع، والمثير للاعجاب أكثر فأكثر، إن هذه الدكتورة المبدعة قد كتبت هذا المؤلف الثري، والمترع بروعة المعاني والمباني بعنوان متألق" "شربل بعيني منارة الحرف".
وهنا أراني أستنير من شعاعين يتهاديان على بوارق منارتين، وكأنهما المقلتان الناظرتان الى السماء، على وجنات الحضارة الانسانية، والثقافة الشعرية والادبية على حد سواء.
وإذا أردت أن أتناول بالشرح والتحليل أياً من هاتين الشخصيتين اللتين قلّ نظيرهما، لوجدت نفسي مضطراً أن أؤلف ليس كتاباً فحسب، بل مكتبة كاملة متكاملة، لكي أستطيع أن أفيَ عندها ولو قسطاً واحداً من التقدير لأي منهما، وهما في قلبي نبض الحنين، واختلاج العاطفة، ووثبة الخيال، وفي عقلي الرؤية الراجحة، والرأي العلمي الموضوعي، والمنطق المتوج بالرصانة والرقي:
دعوني أملأ الدنيا خيالا
ولن أرضى بشعري الإعتدالا
بهيّةُ في البهاء أراها شمساً
تضيءُ وتزرع الدنيا آمالا
فإني إن سألت الشعر عنها
هيَ الشعرُ، ضميرُ الشعرِ قالا
وإني إن سألت الحقّ عنها
لأطلق عنها في الحق مقالا
وإني إن سألت العقل عنها
لقال بعقلها تزن الجبالا
وإني إن سألت القلب عنها
يردّ القلبُ للقلبِ السؤالا
بهيّةُ إسمها أضفى بهاء
وفي أعمالها الشعر تعالا
جمال الشعر مهما قيل عنه
جمالها أعطى للشعر جمالا
ذكاؤها إنه بحرُ نبوغٍ
وقد فاضت ذخائره كمالا
وواجهتِ الصعاب بكل وعيٍ
وزادت في الرسالة إحتمالا
رسالتها عطاءٌ في عطاءٍ
خلودُ الشعر لا يرضى زوالا
"بعيني" منارة الحرف نراه
بسدني أنجمَ الآداب طالا
بغربته حنين الشعر يتلو
زغاريداً أجادها إحتفالا
لقد أحيا كلام الضاد شعراً
عذارى الروح زادته دلالا
نراه باتضاعٍ لا يباهي
ومنه الحرف قد عاش ونالا
بحقٍ إنه في الغرب أحيا
تراثاً زاد مجده إختيالا
بغربته أطلّ يحيّي أرزاً
وألبسه من الأمجاد شالا
بموقع "غربة" قد صاغ منه
لقاءاتٍ بها الشعرُ تتالا
وبيدرُ فكره أعطى كثيراً
غلاله زادتِ الشعرَ غلالا
وإن جئنا لنحصي كم كتابٍ
وكم ديوان شعرٍ فيه جالا
لضاقت كل مكتبةٍ وكادتْ
تقول مجاله فاق المجالا
"فشربلنا" منارة كل حرفٍ
الآدابُ عليه ألقتْ إتكالا
نراه شاعراً ونرى خطيباً
بنبرة صوته يفري المحالا
ونحن نقول ما قال "البعيني"
ويتحفنا بما أوحى وقالا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق