لا قطارَ عودة يمرُّ على سواحل اللوعة/ كريم عبدالله



 وكمْ مِنْ امرأةٍ لعنتني في سرّها وعَلنها لأنّني كنتُ أمجدُ جمالكِ الفذَّ حينما كنتُ ضريراً وأنتِ تقوديني إلى جنائنكِ المعلّقة وتُلقينَ عليها قميصكِ الورديّ بـ ( سبّاحْ ﮔــلبي )*, منقّبٌ أنا بالحزنِ أضحكُ مِنْ كثرةِ دموعي موغلٌ تستبيحني الطرقاتُ المجهولة بوصلتي سرابٌ صداهُ معاولَ تهدّمُ ظلّي الشاحبَ الأنين , في المنعطفاتِ تتلاشى أقدامنا ينحرفُ الطريق يشاكسُ اللوعةَ مَنْ ترى سيعيدنا إلى سيرتنا الأولى نلملمُ الباقي مِنْ كنوزنا المنهوبة ؟! , سواحل الهزائم تلمّعُ أصدافَ خساراتنا تفترسُ الذكريات الجميلة العطر لتمنحنا تغريبةً أخرى أكثرَ أنيناً يجتاحُ وحشةَ نبضاتِ القلب , يتربعُ هذا الغيابُ الطويلَ الأسنان فوقَ صدرِ أحلامنا ينهشُ ذخيرتها متهكماً يطردُ الصباحَ وينسجُ حولنا جدرانَ ندمٍ غليظَ القلب , على شغافِ الأمنياتِ كتبنا معاً إنَّ العشقَ يمشّطُ سلالاتَ الغربةِ وأغنياتهُ تفيضُ سعادةً تنتشلنا مِنْ هاويةِ القلق , أولادنا الظرفاء يا سيّدتي ستلتهمهم الخنادق أخشى عليهم مِنَ الغرباء وعليكِ أنْ تجعّدَ وجهكِ الريحَ بوشاحِ البارود والّا يأتي قطار العودة ونتلاشى جميعاً . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق