برجٌ من العاج المرصّعِ بالنجومِ وبالسخامِ
ومزارعِ البُنِّ المُحمَّص في فناجين الغرامِ
أسطورةٌ تتفككُ الملكاتُ فيها
والدموعُ شموعُ هزّاتِ الأغاني
تتصفّحُ التأريخَ منبطحاً على رملِ الأماني
تمشي فتنفتحُ الدوالي والعطورُ على بخورِ عبيرِ آلِ
تمشي الهوينا كالغزالةِ حيث تنزلقُ العيونُ على حفيفِ ريشاتِ النعامِ
وخرافةِ الليلِ البهيمِ وجرجرةِ الثعالبِ والسحالي
في ظُلمةِ القدَرِ المُهوِّمِ حولَ ربّات الجمالِ .
ليلى ...
ومَن في الليلِ يغرقُ في شهيقِ الصوتِ عالِ
تتحدّرُ الرُكبانُ والغلمانُ في نَسَقٍ من الأقمارِ في عُمقِ الليالي
تتوجّهُ العرَباتُ خلفَ أسودِ الصيدِ تجري
والسياطُ قِسيُّ خافيةِ الجمالِ
ليلى ... ومَن في الليلِ يفهمُ لغُزَها السحريَّ مَن يشكو اليها سُقمَ حالي ؟
مَن يرفعُ العلمَ المُمزّقَ والمُلطّخَ في سوادِ الأنعزالِ ؟
مَن يذبحُ الثورَ المُقيَّدَ في السلاسلِ وهوهزّامُ الرجالِ ؟
مَن يأكلُ اللحمَ المقرَّبَ أضحياتٍ للهلالِ ؟
أو يرفعُ الأنخابَ والقدحَ المُعلّى
في ساعةِ السُكر المُطوَّقِ بالسيوفِ وبالعوالي؟
حالٌ من الحنّاءِ يقبسُ لونَ مُختبيءِ الأصيلِ
فوقَ الفراتِ وجبهةِ القمرِ المُبارَكِ بين سعفاتِ النخيلِ
والنِسوةُ اللائي جبلنَ من الكرومِ كؤوسَ ليلى
يصدحنَ بالصلواتِ والطرَبِ المُصعّدِ بالهلاهلِ والطبولِ
يا عُرسَ دخلتها ويا نوحَ الحمامِ على نشيدِ الأنسجامِ
أصداؤها ساحاتُ أزمنةِ الفتوحِ على شراعِ الإقتحامِ
تتقلّبُ النجوى على نارِ الشواءِ وريشِ أجنحةِ الحمامِ...
عِشتارُ في الصُبحِ المُغرِّدِ ندُّ ليلى
جاءت وطابورٌ من الخَدمِ المُوشَّحِ بالسيوفِ وباللئالي
زُمَرٌ على ذَهبٍ من العرباتِ والخيلِ المُصعِّرةِ النواصي بالصهيلِ
عشتارُ زينةُ قومِها
دخلت تهنئُ بالزُمرَّدِ والأضاحي عُرسَ ليلى
في قِمّةِ البُرجِ المُضمَّخِ بالفراتِ وبالنخيلِ .
الدكتور عدنان الظاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق