رملٌ ورمادٌ/ الدكتور عدنان الظاهر

 


حوّلتُ مجسّاتِ حياتي

ونصبتُ النجمَ إماماً قُطبيّا

ماءً في كأسِ رَمادٍ دوّارِ

الوجدُ المأمولُ شريكُ

جاشَ الرملُ وغطّى

غاضَ الماءُ وشحّا

زارَ الموتى في زورقِ ماسِ الأرواحِ

ردّوا بلسانِ رمادِ النارِ الأخرى

جازوا البرزخَ حَشْدا

كسروا أدراجَ خزائنَ كِسرى

الرملُ المُرُّ رمادُ

لا أدخلُ قبواً – دهليزا

لم تتركْ أُمّي لي فيهِ شيئا

لا ريحاً لا ذِكرى

لا نَفَساً يتردّدُ قدّيساً يتعبّدُ مذبوحا

ضمّيني أُمّي ضميني

صدري خَشَبٌ يتكسّرُ عوداً عودا

 لا شمسٌ تشرقُ بعدَكِ لا نجمٌ يَهديني

هزّي مَهدي تسقطْ أوراقُ خريفي

ناءَ القنديلُ بدمعِ الأيامِ السودِ شموعا

واهتزّتْ جُدرانُ هزيعِ ظلامِ الأيامِ

ذَهَبتْ تبحثُ عنّي

وجدتْ نُصباً تذكاريّاً منحوتا

يحملُ قُرصاناً وشراعاً بحريّاً مطويّا

قرأتْ إسمي حرفا

حَفَرتْ حقلَ رمادِ سِنيِّ الشاراتِ العجماءِ

الكونُ عواصفُ سودُ

لا نجمٌ فيها يختمُ عُقبى ماضيها

لا الأرضُ نشيدُ هزيمِ الطيفِ الباكي

بين الكوكبِ والعرشِ الهاوي

ما فرَّ وما دارَ وسدّدَ سَهْما

لونٌ يدخلُ لونا

والبابُ المفتوحُ حرامُ ...

كِفّي عنّي صَدْعاً في رأسي

يؤلمُني جِدّاً جِدّا

الكونُ تساقطَ فوقي كابوسا

لا مهربَ لا ثُقبٌ في نَفَقِ الرؤيا

الفجوةُ بين شقوقِ الأشداقِ الحُمْرِ منارةُ أحزانِ

والنورُ الأزليُّ محطّةُ إنذارِ العُشّاقِ

عيناها أقمارُ الكينونةِ في البعدِ النائي

لا لونَ يُضاهي سِحرَ الأطيافِ الخُضْرِ

فيها أزميلُ رياشِ الضرْبِ على أوتارِ الإبداعِ

 لا تعرفُ نوماً أو خَدَراً أثناءَ الإيقاعِ

البرقُ يؤاتيها إنْ شاءَ الرعدُ

والهمسُ الواطئُ يؤذيها

يخترقُ السمعَ ويُطفي جَمراتِ الأحداقِ

سئمَ القنديلُ رتابةَ ما يجري في الدارِ

الشمعُ هزيلُ

( طالَ التجوالُ وضلَّ سبيلا )

لا أقربُ عينيها فالبابُ جِراحُ

والبرزخُ مسحوقُ كسورِ زُجاجٍ مفلوجِ

أهوى صوتَ سقوطِ النيزكِ في حلْقةِ بؤبؤِ نجميها ... أهواها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق