غرفة سريّة/ وقصص أخرى قصيرة جدّا /حسن سالمي



حصاد الشّوك

- من أنت؟ 

- حُقَّ لك أن تنسى ضحاياك فهم كُثْرٌ!

- ماذا تريد؟

- إيّاك... ارفع يديك واخرج من وراء المكتب.

- أبعِد سلاحك. إنّي أحذّرك!

- ما زلتَ متعجرفا كما عرفتك.

- أرجوك!   

- مرّت عشر سنوات كاملة وأنا أحلم بأن تقتصّ لي منك العدالة. لكن يبدو أنّ هذا مجرّد وهم... 

- أقبّل قدميك! لا تفعلها. أرجوك!   


الحضيض

    تألّقت عيناه بالظّفر وهو يقرأ ذلك الخبر على أحد جداران الفيسبوك. 

"جدّ هذا اليوم حادثٌ مرير أودى بحياة عائلة بأكملها..."

    وكالعادة عجّ الفضاء الأزرق بصور الضّحايا قبل أن يُفضوا إلى ربّهم.... 

    كوّن رقما:

"ألو... هل سمعت بِ... علينا اغتنام الفرصة... اطمئن البيت خال تماما..."


نجاساكى

    امرأة غريبة في كلّ شيء... نظرات جامدة وسحنة طَبْشوريَّة اللّون... 

"هل أنا جميلة؟"

تتلعثم الطّفلة مستعيدة حكاية ما... "نعم"

وتنزع اللّثام فتبدو بشاعتها أكثر وضوحا بفمها المشقوق أفقيّا...

"والآن كيف ترينني؟"

تزداد الطّفلة رعبا... "جَ. جَ. جميلة!"

تتألّق عيناها فرحا…

"إذن سأشقّ فمك لتكوني جميلة مثلي!"


غرفة سريّة

    كلّ شيء على غير عادته... الظّلام حالك يُخرج المرء يده فلا يراها... كان وحيدا وسط هذا السّواد المترامي والرّعب يعتصر أنفاسه... رأى ضوءًا ضئيلا من بعيد فركض غربا، وعندما بلغه كان يتدلّى من يد بلا جسم... ركض شرقا... ضوء آخر يشعّ من بعيد. هذه المرّة تحمله امرأة فاتنة. حدّق فيها، كانت بلا نصفها الأسفل...

صرخ...

    من الغرفة الأخرى جاءته أمّه على عجل...

"حبيبي ما بك؟"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق