سيّدةُ اللوز/ كــــريم عبدالله



كلَّ اللواتي راودنَ قلبي حينَ غفلة حبستهنَّ في قُمقمِ اللامبالاةِ وأطلقتكِ مارداً يكتسحُ رمالَ الخديعة , في مواسمِ العشق ينمو اللوز متكاثراً في قلوبِ العشّاق لا أدري هلْ إنَّ قلبي يجذبكِ أمْ أنَّ قلبكِ يجذبني فتشرق الأرضَ بنورِ المحبوب ؟! , لا أدري أيهما أشدّ اخضراراً شجرتنا الوارفة الظلال أمْ شجرة اللوز النابتة عميقاً جذورها فينا ؟! , لا أدري أيّ العيون أشدّ لمعاناً بمعشوقها عيون قلبي أمْ عيونكِ المهيمنة على سماواتِ أفراحنا ؟! , الأفراحُ كرنفالٌ تهزُّ أغصانها أحلامَ أيامنا فتتساقطُ العِجافَ إلى غيرِ رجعةٍ فتنمو السكينة وتسكنُ الأرواح في ظلِّ محبوبها , المحبوبُ يمنحنا هذا التوحّدّ والتولّهَ والتماهي والوجودَ بعد رحلةِ سيرٍ حديثةِ الخُطى صوبَ بساتينِ عشقهِ , عشقهُ وما أجملَ هذا العشق تحفُّ قلبنا أزهار اللوز تغمرُ حناياهُ كماءٍ فراتٍ يغسلُ كلَّ آثارِ الزيغ وقسوةِ  الحروب , ما أبشعَ حروب الكراهةِ إذا احتلتْ وتربّعتْ تتحصنُ بعيداً خلفَ أسوارها البغيضة في النفسِ العليلة تطردُ السلام منها وتعلنُ الحقدَ , الحقدُ طريق الضعفاء الأسود لا مصابيحَ تزيّنهُ ولا شعاعَ في آخرِ مشوارهِ يهدي القلوب , يا ربَّ الأرباب وموحِّدَ القلوبَ وواجد الحبَّ فيها هلّا نظرةَ نظرةَ عشقٍ يملأها الأمل إلى هؤلاءِ الغرباء عن حياضكَ ؟ , نحنُ على يقينٍ بأنَّ حياضكَ مترعة وكأس محبتكَ لا يظمأ مَنْ شربَ منها نطمحُ بكأسٍ خمرةٍ نراكَ بعدها فينا , وأنتَ فينا فإننا نهذي يحسبنا الناس مجانينَ وما نحنُ بمجانين إنَما سكرة العشق سلبتنا منّا إليكَ فكنتَ نحنُ وكنّا أنتَ .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق