العقل زينة/ شوقي مسلماني



يُقال بحقّ: مرعى غزال بين المناضل وبين الموظّف. 

**

صحفي أميركي قدّمته فضائيّة "أجنبيّة" أنّه سبق وعمل صحافيّاً في لبنان"!" وقالت: "وهو خبير عسكري في آن"!!. وسألته عن انفجار مرفأ بيروت؟، قال وأسهب أن "النيترات" المخزّنة ليس لها قوّة الإنفجار الذي شاهدناه في التلفاز ورأينا آثاره على الأرض شهداءً، دماراً، جرحى، بل هو "لأسلحة ومتفجّرات كانت موجودة في العنبر"!!. وأضاف، فضّ فوه، إن "الحزب!" معروف "بتهريب السلاح عبر المرفأ إلى الداخل اللبناني"!!، وهو حزب "إرهابي"!! "كاره لدولة إسرائيل"!!. ودائماً هكذا يطلّ الإعلام الغربي بالدجل حتى يكاد ينطبق عليه القول: "كاد المريب أن يقول خذوني". 

**

وحين دخل لبنان غرفة العناية المركّزة واحتاج للأوكسجين، لم يجد من ينجده ويوفّره له في وقتها سوى سوريا. إقرأ ما ذُكر في حينه عن عشرات أطنان الأوكسجين إلى لبنان من الجمهوريّة العربيّة السوريّة التي كانت في ذلك الوقت في حرب دمويّة شاملة شنّتها عليها أميركا وشركاؤها وأغبياؤها لسنوات طوال، كثيرة، عجاف، ولا تزال، ولو إقتصاديّاً بالغالب. 

**

اتّهمه أنّه غير منصف وقال له: "أنتَ قلتَ: علي بابا والأربعون "محامي" ولو أنصفتَ ما قلتَ ولكن تقول: "علي بابا والأربعون "عمامي". فأفرخ روعه من تهمة عدم الإنصاف وشكره وختم ناقلاً عن الفاروق عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه قائلاً: "رحم الله من أهدى إليّ عيوبي"!. 

**

"التبشير بإقتراب الإنهيار المالي خطأ"، قال قبل أشهر قليلة من "الإنهيار المالي" في لبنان، قبل أشهر قليلة من سرقة أموال المودعين في المصارف في واحدة من أكبر عمليّات النصب والإحتيال في تاريخ لبنان والمنطقة.. وربّما العالم. 

**

وهو في موقع المسؤوليّة منذ أكثر من عقد، وربّما من عقدين، ويقول إنّه، وبعد هذا الخراب وتلك المسارات الخاطئة التي أوصلت البلاد والعباد إلى هذا المسار المهلك، وهو عاين كلّ شيء، لم يكن يعلم؟!.  

**

لا وزير، لا نائب، لا صحيفة، لا راديو، لا تلفزيون، يوماً تابع جديّاً أن 2700 طن ـ نيترات ـ مادّة قابلة للتفجير ـ في مرفأ العاصمة ـ بيروت؟.  

**

تعرّض لبنان إلى "أتّاك" ـ عدوان ـ هجوم، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أوّل تعليق له على "إنفجار"، وبالأحرى، وكما قال الكاتب د. حسن حمادة، "تفجير" مرفأ بيروت ـ 4 ـ 8 ـ 2020، مثلاً.  

**

القبض بالجرم المشهود على المدعوّة زوراً وبهتاناً: "الجمهوريّة اللبنانيّة" المرتكبة بطوائفيّتها وكومبرادوريتها ـ برجوازيتها الذيليّة أو التابعة ـ وهمجيّتها الإقتصاديّة بجريمة موصوفة هي "انتحال صفة دولة"، مثلاً.  

**

و"هناك من يبحث في بدء الحياة مثل العلماء الطبيعيّين ـ الفيزيائيّين ـ  الكيميائيّين ـ وهناك من يبحث في نهاية الحياة مثل رجال دين. وبين العلم وبين رجال دين، كما يبدو، كلّ شيئ مقلوب رأساً على عقب".      

**

غادر للتوّ مكتبه في بيته حيث يقرأ، يكتب، يدخّن، ويُقال أنّ الرسول الكريم أطفأ نار المجوس وشوقي مسلماني "شعّلها". جلس في الصالة مستلقياً في حضن كنبة يشاهد التلفاز، شاء أن يشعل سيجارة وذلك على رغم قراره "البليون" ألاّ يدخّن بين السيجارة وأختها أقلّه نصف ساعة، وعوض أن يشعل سيجارة، وهنا يدّعي أنّه أفلح، قام إلى مكتبه الذي كان فيه للتوّ قبل دقيقة يدخّن ولا تزال رائحة الدخان من دون شكّ عالقة فيه وفتح الباب وتنشّق عميقاً مرّة و2 و3، ورجع إلى كنبته فالتلفاز مكتفياً، وللهّ الحمد، بل راضياً مرضيّاً. 

**

سأله أخيراً وهو يقول لذاته: "1 + 1 = 2" مرّة بعد مرّة إذا هذا "قصاص" كما في أيّام المدرسة ـ أطفالاً ـ عندما كانوا يتعرّضون للقصَاص بكتابة جملة ما عشرين مرّة مثالاً لا حصراً. وإمعاناً في الوعظ ربّما أن يكتبوا  مرّات كلّ كلمة في كلّ سطر بلون مختلف لأنّهم لم يحفظوا الدرس. قال لذاته إنّ التكرار هو للحفظ وعسى يتعلّم "الحمار" أو ليظلّ في إبن آدم عقل والعقل زينة. 

ـ "كلّ ما هو بين مزدوجين منقول أو مترجم عن الإنكليزيّة وبالحالتين غالباً بتصرّف". 

Shawkimoselmani1957@gmail.com 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق