بقلم مُرجان أسعد مرجان السراوي الدنفي، 1943–2022
Be Careful with Honouring the Dead
A Story by Murğān As˓ad Murğān al-Sarāwī al-Danafī, 1943-
جامعة هلسنكي
בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון 2021, כרך ב’ עמ’ 324–326.
زمن مناسب لقصص شعبيّة
ما أنوي أن أقصّه عليك على عجل، هو قصصٌ عن الحياة في نابلس. بعضها حصل قبل ولادتي وبعضها كنت شاهدَ عَيان لها، بالرغم من أنّني ما زلتُ حديثَ السنّ نسبيًّا، في العقد الخامس من عمْري. قسم من هذه القصص القصيرة، متداول بين أفراد عائلتي. يمكن الاستماع لها ولأُخرى كثيرة شبيهة، في ليالي الشتاء الباردة عند تحلّق العائلة حولَ مَنْقَل/كانون/طبّاخ مملوء بالجمر، أو إبريق الشاي الكبير، أو عند استنشاق دخان الأرجيلة؛ حينها تتدفّق القصص.
في العام 1928 توفّي بَرْهوم الدنفيّ، ابن عمّ أبي أسعد؛ تلك السنة التي تلت الهزّةَ الأرضيّة الشديدة، التي دمّرت الحيّ القديم في نابلس. حينها كان السامريّون في مرحلة الانتقال، من الخيام التي أقاموها في مقبرة راس العين في نابلس، والعودة لبيوتهم المرمّمة قليلًا في الحيّ القديم، أي حارة الياسمينة. وفاة برهوم زادت الحزن واليأس في أعقاب الهزّة الأرضيّة.
اِمرأة حائض غسلت ميتًا
في تلك السنين قلّما غسل السامريّون الموتى، تفاديًا للنجاسة، فكلّفوا نساء مسلماتٍ بأجر زهيد للقيام بمهمّة الغسل. وللسبب ذاته، حمل مسلمون أجيرون الميّت إلى قبره. الوضع الآن مختلف، والكثير من أقرباء المتوفّى يتطوّعون للقيام بالأمرين. بعد ذلك يتطهّرون وينضمّون إلى المعزّين.
باختصار، كانت بين النساء اللواتي غسلن برهوم امرأة حائض، ومن المعروف أنّ الطاهر أو الطاهرة فقط بإمكانهما القيام بهذه المهمّة الضروريّة. رجعت تلك المرأة إلى بيتها، ومنذ ذلك الوقت، لم تذق طعم الراحة. كانت تتقلّب كلّ ليلة على فراشها وتتألّم، لأنّها كانت تراودها أحلام مروّعة عن ملائكة الشيطان (الخراب/الدمار)، كانت تهاجمها في نومها وتضربها ضربًا مبرّحا. وقد أرعبَ صراخُها أفرادَ عائلتها وكلَّ الحيّ. إنّها لم تعرف ما معنى ذلك، وعجز كلّ الأطبّاء الذين اُستدعوا إليها، عن إيجاد علاج لعذاب نفسها وأحلامها.
تكرّر هذا المشهد كلّ ليلة. ما أن تستلقي المرأة لتنام، وإذ بها تستيقظ بصراخ مخيف. تُنادي أفرادَ بيتها ليخلّصوها من أيدي ضاربيها على كلّ جسمها.
قرّر زوجُها بعد أن لم يجد أيّة إمكانية أُخرى، أن يأخذ زوجته إلى القاضي المسلم، لعلّ نصيحتَه الطيّبة تفيد أكثر من كلّ الأدوية التي كانت تبلعها كلّ يوم.
تعاويذُ الكاهن الأكبر إسحاق عِمْران
حقّق القاضي مع الامرأة حولَ ما فعلته في الأسبوعيْن الماضيين، وتبيّن له السرّ رأسًا، أنّها غسلت ميتًا سامريًّا وهي حائض. قال لها القاضي: لا دواءَ لك إلّا التوجّه إلى كاهن السامريّين الأكبر، إسحاق عِمران سلامة، كلّ يوم لمدّة شهر. اِشْتري منه كلَّ يوم تعويذةً لعلاج مرضك.
فعلتِ الامرأة ما قاله القاضي المسلم. ذهبت كلّ يوم إلى منزل الكاهن الأكبر إسحاق، فكتب لها تعويذةً لعلاج مشكلاتها. وفي كلّ يوم، كانتِ الامرأة تدفع للكاهن ثلاثة أضعاف ثمن التعويذة. في الليلة الواحدة والثلاثين لامتثالها اليوميّ بين يدي الكاهن، اِختفت ملائكة الشيطان (الخراب) من أحلامها. في اليوم التالي، اصطحبت زوجَها إلى الكاهن الأكبر وقدّما له الهدايا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق