منذ هزيمة اسرائيل المذلة في حرب أكتوبر 1973 وضع الجيش المصري قوة اسرائيل المزعومة أمام العالم في حجمها الذي تستحقه ،وفي وزنها الذي لا يتجاوز جناح بعوضة،وهو ما بدا جليا في عدوانها على قطاع غزة حيث أكملت كتائب القسّام المهمة وفضحت وهم القوة الإسرائيلية الذي لم يتعد حدود الادعاء الفارغ .
الحديث عن أسطورة اسرائيل العسكرية مرادف للخرافة القائمة على الكذب الذي ظلت الدوائر الإعلامية الغربية والموالية للصهيونية تردده وتمجده وتعيده وتكرره أملا أن يتأثر الناس بقولهم فيصدقونه وبالتالي يتحقق هدفها بأسط الوسائل وهو ترهيب الشعوب العربية ببعض المقالات المنمقة لمن يدفع أكثر وهي لا تتضمن سوى القليل من المعلومات البسيطة والكثير من الكذب تخاطب بها عقول البسطاء لتثبط عزائمهم، وتخور قواهم وتضعف إرادتهم ، وعليه يسهل تحقيق هدف آخر للصهيونية وهو تشكيل رأي عام واسع داخل المجتمعات العربية يمثل فيما بعد قوة اقتراح انهزامية تدعو إلى تجنب إحداث دمار وخراب العواصم والمدن العربية، والحقيقة عدم سفك الدماء الإسرائيلية لأنهم يعلمون أن الدماء العربية هي مداد تكتب به شهادات التضحية والاستشهاد، والأكثر أن دماءهم لا تسطر سوى بضعة أسطر فارغة تصف أبعاد الأسطورة الكاذبة . طبيعة الخرافة أنها ضعيفة المنطق لا تقوى على الصمود أمام الحقائق الناصعة، ولا تقوى على الاستمرار أمام الحجج الكاشفة، لا يمكن لإسرائيل بهذه الصورة المهزوزة الخالية من الملامح الأساسية للدولة أن تدوم، فلا بقاء لها وخوفها يقتلها في النهار ألف مرة ، و وجودها زائف حتى ولو توارت خلف الأسطورة.
الوهم مرض، ولا شك أن الطرف الواهم أنه قوي، متكبر متجبر يجلب على نفسه المتاعب، ويعرض نفسه ومن معه للخطر. عاشت إسرائيل منذ ان احتلت الأراضي العربية في فلسطين على كذبة ساعدت بعض الظروف القاهرة والمؤامرات الخارجية عام 1948على تأكيدها فأصبحت حقيقة ثابتة في الوجدان العربي وهي أن القوة العسكرية الإسرائيلية لا يمكن أن تقهر، وبرغم أن من أهم نتائج حرب تحرير سيناء عام 1973من المغتصب الإسرائيلي هو سحق الجيش الإسرائيلي وقهر قوته في حرب شاملة بالقوات المسلحة البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي خلال مدة 6 ساعات فقط، فقد بقي القادة الإسرائيليين أسرى وهمهم الأبدي بأنهم قوة لا تقهر، واليوم ونحن في أواخرعام 2023 ما زال هناك من يردد مع كل دبابة تقصف وكل جندي إسرائيلي يقتل نفس المقولة وبذات المفردات، إنهم كالمرأة القبيحة التي تظل تردد أمام المرآة من أعماق قلبها أنها هي أجمل الجميلات..
صورة إسرائيل تختصر ملامحها في كلمة واحدة . الكذب، الخرافة كذب، والوهم كاذب، ولا يكون الحديث كذبا إلا في غياب الصدق ، والكذب شر، ولا يكون الشر شرا إلا في غياب الخير.
**
الصهيونيـة النازيـة
تماما مثلما فعل زعيم النازية أدولف هتلر باليهود خلال الحرب العالمية الثانية يريد الصهاينة اليوم استرجاع كرامتهم التي لم يجد لها هتلر حينها أي وجود ولم يعثر لها على أثر وعلم وقتها أنهم حيوانات ليس لهم إلا المحرقة ،كذلك يفعلون بأهالي غزة وبالفلسطينيين ويتمنون أن يفعلونه بالعرب أجمعين فجعلوا غزةمحرقة اسرائيل الكبرى،وجردوا الشباب من ثيابهم في الشارع واقتادوهم في عربات مكشوفة الى جهة مجهولة !!
حقيقة لقد فعلت النازية الألمانية باليهود ما يندى له جبين الأحرار، ولكن أن يستأسد بني صهيون على الشعوب المسالمة بعد أن عاشوا قرونا آمنين وسطهم فهذه مصيبة، وأن يستعينوا بالعدو الغربي من الضالين والمغضوب عليهم من أهل الكتاب فهذه مصيبتين، حرق المدن وتهديم المساكن فوق رؤوس المواطنين ليلا، والتفتيش العاري للنساء داخل الزنزانات الانفرادية ! وتجريد مئات الشباب الفلسطيني من ثيابهم في الشارع في شهر ديسمبر البارد من عام 2023 وقتل الأطفال والنساء وتهديم المستشفيات والعيادات فوق رؤوس المرضى بعد قطع الكهرباء والأدوية عنهم ثم نزع أعضاءالشهداء وضحايا التعذيب الوحشي بالسجون وسلخ جلودهم،كلها من ممارسات الصهيونية الوحشية اللعينة المأخوذة من مخلفات النازية القميئة، لم يقمع جبروت النازية الألمانية وحليفتها الفاشية الإيطالية وباقي دول المحور مثل اليابان إلا التحالف البريطاني الفرنسي والتدخل العسكري الأمريكي ، ويخطئ من يظن أن دول الحلف الأوروبي كانت تهدف استرجاع السلام والأمن الدوليين ، لأن كلا من بريطانيا وفرنسا كانتا دولتين استعماريتين تستعبدان الشعوب وتحتلان أكثر من ثلثي دول الكرة الأرضية ، ولم يحيد الكيان الصهيوني عن الخط عندما شارك بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر خلال حرب السويس عام 1956 واعتمد على الدعم الأمريكي المباشر في حرب 1967على مصر أيضا، كما لم يسبق أن تجرأ على الانفراد بقراره بعيدا عن الإدارة الأمريكية صاحبة الأمر والنهي في شؤونه ، بمعنى أوضح أن ما يجري في فلسطين هو بعلم أمريكا، وقدّر الكيان الصهيوني في غض بصرها وإصابتها بالطرش أنها فرصة للتمادي أكثر.
ما أسعد ألمانيا وهي ترى الكيان الصهيوني يمارس نفس أساليب النازية القديمة في حق أجداد وآباء هؤلاءالصهاينة والتي بسببها اتهمها العالم بالإجرام في حق الإنسانية ووصموهم بالوحشية المفرطة على من كانوا بالأمس ضحاياها، والآن صار أبناؤهم بإجرامهم يعيدونها كالتلاميذ النجباء بأيديهم في حق الفلسطينيين العزل.
الصهيونية النازية مزيج بين إيديولوجيتين مضطربتين ، غير مأمونتين،مهووستين بالذاتية القميئة والعنصرية القبيحة، ويتميزان بجوانب خفية شديدة العداء للإنسانية لا تفصح عن نفسها سوى في النزاعات السياسية و الصراعات العسكرية ، إن ما يفعله الصهاينة بأهالي غزةc'est deja vuشوهد من قبل مطبقا على جدودهم اليهود في ألمانيا، ويجب عليهم أن يشفقوا على أنفسهم وعلى أبنائهم منه ،وهم يعلمون مدى الألم أن يرى المرء أهله ضحايا الحرق أوالموت تحت الأنقاض ، والجميع يعلم أن ما قهر الألمان عام 1945 ما زال هو نفسه صالحا للاستعمال في 2023وفي كل وقت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق