أراد غراب أن يقلد رشاقة سير طائر الحجلة ، تعثر والتوت أعصابه وفشل في التقليد كما عجز عن العودة لخطواته الأصلية، هكذا أمريكا أرادت أن تتخلص من ماضيها الأسود وزمن الكاوبوي بادعاء نشر الديمقراطية والدعوة لحقوق الانسان،ولكنها خاضت الحروب تحت مبررات كاذبة ولأسباب واهية فلا هي حققت ادعاءاتها ولا هي أمكنها التراجع لكسب الاحترام الدولي ،
لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية في الماضي طرفا في التفكير لإقامة وطن قومي لليهود، كما لم تشارك في اختيار فلسطين وطنا لهم عام 1948، ولكنها اليوم أصبحت يهودية أكثر من اليهود أنفسهم ، فهي حريصة على أمن اسرائيل وحماية سلامتها ، متمسكة بدعمها وضمان تفوقها العسكري على كل جيرانها العرب، تعزز نظامها السياسي وتنعش اقتصادها وتقيم معها علاقات تعاون علمي حديث وتكنولوجي متطور، وتؤيد احتلالها لفلسطين وأراض عربية أخرى، وتدفعها للحرب، ولا ترى غضاضة في معارضة المشاريع الأممية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والضفة الغربية برغم إعلان اسرائيل أن هدفها القضاء على حركة المقاومة الإسلامية " حماس" ، والحاصل هو القضاء على وجود شعب فلسطين بأكمله، وتهجير ما بقي من أرضه إلى خارج القطاع ، إنه العقاب الجماعي والتهجير القسري تحت مبرر الدفاع عن النفس !
ـ منذ متى نسمع أن من حق عصابة مسلحة الادعاء بالدفاع عن النفس ضد مقاومة أصحاب أرض احتلتها هذه العصابات واغتصبتها منهم ؟!
ـ منذ متى نرى دولة تدّعي القيام بنشر وضمان السلام العالمي ثم تعارض علنا وبمفردها داخل مجلس الأمن الدولي مشروع وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية في غزة ؟
ـ الرئيس الأمريكي بايدن يؤكد لو لم يكن لإسرائيل وجود، لأوجدناها !!واسرائيل حاليا تقوم على مدى أكثر من شهرين بعمليات عسكرية إجرامية واسعة لتصفية قضية شعب وهدم وتدمير مدنه ومستشفياته ومدارسه على رؤوس أطفاله وأبنائه، فهل حقا تريد أمريكا بالقتل تحقيق السلام لدول العالم ؟؟ أم إنه الأمن المزعوم والاستقرار الوهمي.
لقد أذاق النظام الأمريكي أبناءه على مدى عشرات السنين الويل والعذاب في كوريا وفيتنام والصومال والعراق.. وقاست العائلات الأمريكية طويلا مرارة الفراق بعد مقتل أبنائها في حروب لا تدري سببها الحقيقي، ولا بأي ذنب قتل أبناؤها.
السياسةالأمريكية الإسرائيلية القائمة على الخداع والكذب تقود حتما إلى دائرة المنطق المقلوب، فلا شيء معقول في السياسة الأمريكية الخارجية، فهي تدعو إلى شيء ولا تلتزم هي به !تطالب المجتمع الدولي بمواقف ثم تتخذ موقف الضد منها خاصة في علاقتها بالكيان الصهيوني ! لا يمكن معاقبة شعب يدافع عن أرضه وعرضه،لا يمكن نكران حق أمة في الوجود لأنها تكافح من أجل استرداد حقها في وطنها، وفي الحياة ، لا يمكن أن يدّعي طرف مغتصب الحق أن يدافع عن ما اغتصبه !
لقد أقام حثالة أوروبا وأسافلها وطنا لهم في الأراضي الجديدة على أنقاض أهلها الأصليين ،الهنود ، فلا عجب أن يكون التأييد الأمريكي لموقف الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين مشابها ، لذلك لا تريد أمريكا وقف إطلاق النار حتى يتسنى للكيان الصهيوني تمام إكمال مهمته بالسيطرة الكلية على الطريقة الأمريكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق