ظهر سيء الذكر النتن في آخر اجتماعات عصابته منشرح الصدر ، على وجهه مسحة رضا منبسط الأسارير، يتحدث بأريحية واضحة ، تقفز من عيناه نظرات فاضحة معانيها يفقهها الغبي قبل اللبيب.
كل شيء تكشفت أسراره في الأيام التالية ، عمد الكيان الصهيوني ليلة الجمعة الماضية إلى توجيه ضربات جوية شديدة في كل اتجاه مستهدفا في دفعة واحدة قصف قواعد جوية في سوريا وبغداد وأصفهان في إيران وأهداف أخرى في لبنان ، لقد كان قد حصل على الضوء الأخضر من أسياده في واشنطن لكسر أنف عيونه المعروفة في هذه الدول.
ولكن ما يثير الانتباه حقا هو ما وقع في إيران ، فبعدما خذل نظامها الهش شعبه وعدد من الشعوب العربية والإسلامية الساذجة في رؤية إيران " البعبع" يلقن الكيان المحتل درسا في فنون الحرب والانتقام للكبرياء المخدوش وفي كيفية التوثب للانتصار لقضية القضايا كما يقال ، لم تر هذه الشعوب المغلوبة على أمرها سوى وصول صاروخ إيراني واحد فقط أصاب كما كان مقررا من قبل قاعد مهجورة بصحراء النقب من مجموع 301 صاروخ باليستي مجنح وكروز ومسيرات... ولم تحدث أي خسائر تذكر، ومع ذلك خرج الإيرانيون إلى الشوارع مبتهجين بالنصر المبين ويتوعدون أن لو عدتم عدنا !!
يعلم النتن أن واقع الكثير من الدول العربية تعيس، وأن وضعهم سيء ومرير، الغني فيهم لا يجيد فنون الحرب والقتال الحديث، وهناك الفقير والضعيف جدا الفاقد للاعتبار في كل مستويات النزاع السياسي ،وفي أي شكل من أشكال صراع العسكري. لذلك فهو الآن يمتلأ غرورا وثقة بأن القادم أفضل، لم يبق أمامه في الشرق الأوسط أحد يقارعه عسكريا واقتصاديا ، هذا باستثناء بعض القلاع الحصينة التي تمثل بصدور أفراد شعوبها قبل سلاحها سدودا عالية منيعة، تغشى قواتها المسلحة مشاعر الإيمان والثقة والاعتزاز والفخر، شعبها في حالة تأهب مستمر لأن قدرها أن تبق في رباط إلى يوم الدين. النتن سيحاول اختبار ما مدى تأثير السنوات في القوة والقدرة، هل كان هناك استرخاء ؟ هل ضعفت الهمة وفترت الحماسة ؟هل تخلفت الخبرة العسكرية وتراجع مستوى الجاهزية ؟ سيحاول أن يقف على حقيقة كل هذا ، لقد آن الأوان حسب تقديره لاستغلال النجاح للتقدم المحموم نحو كسر شوكة أهم نقاط القوة وقلعة المقاومة العربية ، إنها الفرصة النادرة حيث لا سند نافع ولا عون مفيد ، الأزمات أرهقت الشعوب وأضعفت قدرات الحكومات وطبيعة المواقف السياسية لن تغامر بالتحليق بعيد اعن دائرة الضعف والهوان .
هذه من أسوأ نتائج خذلان الأنف الإيراني الذي جر على عيون منظماته كل أمراض الرمد والعمى .لم يتبق في الشرق الأوسط بعد ان نأت بعض الأنظمة بنفسها بعيدا وقد كانت فيما سبق رائدة النضال في كسر الحصار البحري عن غزة وغرته في الدنيا كل مظاهر الضلال والطمع حتى في سواحل جنوب البحر المتوسط، ولكن هناك من لا تغفل عيونهم ، وليس بينهم وبين الواقعة سوي " مسافة السكة "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق