حكايةُ طَيفٍ/ جورج مسعود عازار



وحيداً أُحصي

 دَقَّاتِ الزَّمن الرَّتيبةِ

والصَّبرُ يتمَلْمَلُ

وصرخةُ الخَلَاصِ

 على مهلٍ تَنضُجُ

ونيرانُ اشتياقاتي 

 أجيجٌ يَتَّقِدُ


سواقي الحُلُمِ تَجُفُّ

وأنا مازلت هناك 

في أرضٍ غَبراء أَحرُثُ

بين أضلُعي سيلٌ جارفٌ

وسُدودُ الرُّوحِ واهنةٌ

فأين المَفَرُ

 من زوابِع إِعصارٍ

لاَ يُبْقِي وَلا يَذَرُ


تائِهاً شارِداً 

أتاني الطَّيفُ

يَنوحُ رَذاذاَ 

ويَرتَعِشُ

باهتَ الألوانِ

مثلَ أمطارِ نيسان

يَحملُ بين جَنَباتِه

رِسالةً عتيقةً

وبقايا ذِكرى

وآثارَ طَعنَةٍ


تَجَرَّعَ مِن خَمرتي

حتَّى فاضت الكُؤوسُ دَمعاً


حَدَّثني عن انتحارِ الجَداوِلِ

في البِحارِ القَصيِّةِ

وعن بَصيصِ ضَوءٍ

 كان شَمساً

ذات مرَّة

وعن وردةٍ يانعةٍ

قَتلَتْها الخَيبةُ

وعن جاريةٍ حَسناء

 اِغتَصبوها ألافَ المَرَّاتِ

ثم نّصَّبُوها 

أميرَةً

في زَنازينِ الشَّهوةِ


جاءَ المَساءُ مُهرولاً 

ولَفَظَ الطَّيفُ

 ألوانَهُ الأخيرةِ

وعلى جِدرانِ ذاكِرتي

أبقى لي أريجَ وَردةٍ

اِغتالَتْها رِماحُ الخَيبةِ

في البِلادِ البعيدةِ


ستوكهولم السويد

اللوحة بريشة الفنان السوري المبدع: يعقوب اسحق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق