صدرت عام 2023 عن دار الرعاة للنشر والتوزيع في رام الله، ودار جسور الثقافية في عمان، مجموعة "على شرفة حيفا" للمحامي حسن عبادي، وتقع المجموعة التي تحوي 38 قصة في 108 صفحات من الحجم المتوسط
الإطلالة الجميلة على بحر حيفا حيث شرفة بيت الكاتب حسن عبادي أوحت له بكتابة سرديات حياتية، تعبر عن مواقف يومية حصلت وتحصل، حسن المسكون بحب الوطن المتشبث بأرضه، الحامل لهمّ قضيته، صاحب المبادرات الإنسانية والوطنية لنصرة أسرانا البواسل.
هذه النصوص قريبة إلى الحكاية، فالحكاية: ما يحكى أو يقص حدثا واقعا أو متخيلاً، وتشترك تلك النصوص مع الحكاية بكونها نتاجاً فكرياً جميلاً، سردت ببساطة، وانتهت بإعطاء الإنسان درسا للحياة
يعزز هذا المعنى ما كتبته زوجته سميرة على الغلاف الخارجي "من على هذه الشرفة أطلقنا العنان لأفكار كانت حبيسة الموقف فصارت قصصا، هذه القصص القصيرة تحكي عصارة مرارة هذا الشعب الشقي"
غلب على عنوان المجموعة الأمثال والعبارات المتداولة يوميا، وكان مغزاها وقوتها في الخواتيم، الاحتلال شكلّ طقساً لحياة الفلسطيني ومعاناته، منذ النكبة وما لحقها من تشرد ولجوء، ومعاناة للفلسطينيين في الداخل المحتل، وتبعات النكسة الباقية في الروح والجسد، وانعداماٍ لأبسط حقوقنا في التنقل من بلد لآخر داخل الوطن بحدوده بين نكبة ونكسة.
وكذلك تناولت بعض النصوص الحالة الاجتماعية التي فرضها الاحتلال، بعد أن خسر الفلسطيني أرضه وبيته ووطنه، مصدر رزقه ورزق أولاده، ليعود عامل بأجر يأخذه ممن اغتصب قوت يومه، وسكينة حياته.
نقد الكاتب تناقضات المجتمع الإسرائيلي الذي يدعي المثالية والحرية، حيث يشكّل جمعيات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وهم يستقرون في بيوت الفلسطينيين المسلوبة...
وأيضا نقد - بأسلوب ساخر- ظواهر سلبية تضرب نسيج المجتمع الفلسطيني، وتحلق الضرر بهم وبغيرهم وبالوطن برمته.
كان للمكان دور كبير في المجموعة، فقد ركز الكاتب على قرى الروحة، التي تضم 39 قرية، دمرت وضمت أراضيها إلى مستعمرة زخرون يعقوب، ذكر عددا من من قراها : اللجون وإجزم، وخبيزة، السنديانة، أم الشوف، البريكة، صبارين وغيرها.
استخدم الكاتب كلمات عامية، وذلك يحسب للكاتب، النصوص استدعت هذه الكلمات وبثت فيها روح موسومة بالبساطة، مثال ذلك: فلنكحياً، شاشت، مشرّق، خردعة، هيّصصنا، غبّ، هي كلمات كانت على لسان الأجداد والجدات وكادت تنسى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق