خريف يُعرِّش فوق أيامي/ جورج عازار



بُرعُمٌ في غاباتِ عَتمتي 

يتراقَصُ

وفَراشةٌ فوق وريقاتي الصَّفراء

تداعبُ تاريخَ النِّهايات

وتعاينُ لونَ اليَباسِ 

حِيرَتي وجَعٌ

ونفحةُ الطِّيبِ من خَديها تنسكِبُ

كالبَدرِ في صَحنِ السَّماءِ

وأنا ما تَبقَّى من الهِلالِ

خريفٌ يُعرِّشُ فوقَ أيامي

والربيعُ صَوتُ ذِكرى

فأين المَفرُّ

من صاعِقةِ البَرقِ

وهَديرِ الرَّعدِ

ليتَ من رَتَّبَ الفُصُولَ

كان قد صَاغَ

من ربيعِكِ تؤامين

وبَدَّدَ خريفاً

بِكُلِّ مَكرٍ في سَالفي

قد تَبَدَّى

جراحُ الحَسَراتِ تَستفحِلُ

فلا آسٍ يُداوي

ولا أعشابُ العَطَّارِ باتت تَنفعُ

هل أبطأتِ في القُدومِ

أم أنني قد حَضَرتُ قبل الآوانِ

ليتَكِ كُنتِ قد أبكرتِ

وليتَ قِطارَ عُمري

 من أجلِكِ

 كان قد تأخَّرَ

تلتهمُ مني السُنونُ ما تَبقَّى

والتَّوقُ يَفضحُ حُرقةً

 بين الأضلاعِ تَشتعِلُ

هادرَةٌ أمواجُكِ

وزورقي عَتيقٌ

ومن غيرِ مَجاديفٍ

فكيف إلى موانئِك الوصولُ

وأنا أخشى الإبحارَ 

في لُججِ الإِعصَارِ 

وكُلُّ المنارات مُطفأةٌ

 والدربُ عسيرٌ

فكيف من تُوهِ عينيكِ تكونُ النَّجاةُ

أنا صمتُ الخريفِ

وأنتِ ضَحكةُ الرَّبيعِ

في فضاءاتِ الياسمينِ

تُغرِّدُ

صار البِشْرُ جَوَىً

وأضحى الفِرارُ هو الظَّفَرُ

عجبا كيف تُبدِّلُ الأزمانُ

 كُلَّ المُعادلاتِ

فيصيرُ الانهزامُ

انتصاراتٍ

والنأيُ بالنَّفس ِ

هو المطلبُ وهو المُرادُ 


 ستوكهولم السويد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق