لقد أعجبني هذا البيت من الشعرمن قصيدة على صفحة أحد الاصدقاء في الفيسبوك:
( يمُرُّ العابرون أمامَ عيني = وفي عينيَّ لا أحدٌ سواكِ )
فنظمتُ هذه القصيدة ارتجالا ومعارضة لهذا البيت :
ألا تيهي اختيالًا في عُلاكِ فكم نجمٍ تألّقَ من سناكِ
وإنَّ الشَّمسَ تبقى في خشوع أمامَكِ كم سيخشعُ من ملاكِ
ولم أرَ مثلَ سحرِكِ يا حياتي فعُمري كلهُ دومًا فداكِ
نساءُ الكونِ لا تُغري عيوني وعيني لا ترى أحدًا سواكِ
ولو مرَّتْ نساءُ الأرضِ حولي فلا أسلو ولا أنسى هواكِ
فإنّكِ مُنيتي ومنارُ روحي وقلبي لا يودُّ سوى رضاكِ
وإنَّ البُعدَ قد أذكى سُهادي ويومُ السعدِ عندي في لقاكِ
وإنَّكِ من جميع الغيدِ أحلى وأشعاري تُحلّقُ في سَماكِ
أحبُّكِ كم أحبُّكِ يا حياتي فرفقًا ثمَّ رفقًا في فتاكِ
أشقراءَ الأماني أنتِ عُمري وإنَّ الكونَ يُشرقُ من ضياكِ
وفيكِ العيشُ يزهُو والأماني أرى الترياقَ .. شهدَ الخلدِ فاكِ
لأجلِكِ أملأ الدنيا أريجًا وَوردُ الرّوضِ يسكرُ من شذاكِ
أنا أرضُ الأغاني وَهْيَ تزهُو وتزدادُ اخضِرَارًا من نداكِ
أنا أحلى من الشعراءِ شكلًا وأشجعُهُمْ وفي يومِ العِرَاكِ
وإنِّي شاعرُ الشعراءِ أبقى وَشعري في الجمالِ لكم شجَاكِ
إلى عينيكِ فانطلقتْ قلوعي ودومًا سوفَ أبحرُ في مدَاكِ
لنا لغتانِ من جسَدٍ وروح جناني كم يُجاريهَا عطاكِ
لنا جسدانِ من نور وَطهر ٍ طيورُ الشّوق ترتعُ في فضاكِ
لنا ظلّانِ من وردٍ وَقمح ويختالُ العبيرُ على رُباكِ
وَأنتِ الشَّمسُ والدنيا فصولٌ مدى الأزمانِ لا ينضُو بهاكِ
وحيثُ حللتِ يفوحُ الجوُّ عطرًا وقلبي الصَّبُّ يمضي في خطاكِ
وَإنّي هائمٌ للوصلِ أصْبُو وإنّي كم سأطمحُ في سَخاكِ
وفنّي فيكِ قد بلغَ الدّراري وَإبداعي تجسَّدَ في رُؤاكِ
وأشعاري تُردِّدُها شعوبٌ وَوَحْيِي أنتِ لا أحدٌ سواكِ
لقد فُقتِ النساءِ بكلِّ حُسن فتيهي ثمَّ ميدي في حُلاكِ
نساءُ الكونِ أسلوها جميعًا وقلبي يا حياتي ما سَلاكِ
جمالُكِ لا يُضَاهيهِ جمالٌ إلهُ الكونِ من حسَدٍ حمَاكِ
وإنِّي فارسُ الأحلامِ أبقى وقلبُكِ في الغرامِ لكم دعاكِ
لنا الأيامُ تبسمُ لو أردنا فلا شيىءٌ عنِ الدنيا نهَاكِ
كبرتُ على هواكِ وكان عُمري وَسَعيي وانطلاقي في رضاكِ
وَإنَكِ موطني وملاذ روحي وهيهات التّنائي عن حِماكِ
إلى الأمجادِ أمضي في اختيالٍ تُشيِّعُنِي النّسائمُ من ثراكِ
وَطيفُكِ دائمًا في كلِّ صَوبٍ يُلازمني ومن دونِ انفكاكِ
وَإنِّي في الرَّزايا مثلُ طودٍ وقلبي يا مُنايَ قدِ اصْطفاكِ
وَإنَّ الحُبَّ بالإيمانِ يزهُو وآمالي تُحقَّقُ في دُعاكِ
وَنارُ الحُبِّ يُطفئُهَا وصالٌ وَيصفُو العيشُ من بعدِ ارتباكِ
أرى في الحُبِّ فجرًا وانطلاقًا وَيسمُو المرءُ فيهِ للسُّكاكِ
وتبتسمُ الزهورُ وكلُّ ثغر ٍ وَشدوُ الطيرِ يحلو في الأرَاكِ
هُنا الإبداعُ يرويهِ بياني عذارى الفنِّ تشدُو في فضاكِ
أنا ربُّ المثالثِ والمثاني وأعطي الكونَ أجواءَ الصَّفاءِ
وهذا عصرُ لكع وابنِ لكع ٍ وَلسنا نحنُ في عصرِ الرَّخاءِ
شعاريرُ البلادِ فلا حياءٌ أمامي يصمتُون بلا حراكِ
مُسوخُ الشعرِ قد سجدُوا لشعري مهازلهُمْ ستبقى في لواكِ
وَنُقّادٌ كشَسْعِ النّعلِ عندي وَهُمْ في العمالةِ والتباكي
نوادي الخزيِ يأتيهَا مُسُوخٌ وَتُكرِمُ كلَّ مَعتوهٍ وَشاكِ
نوادي العُهْرِ تنضحُ بالمخازي وليسَ هناكَ من شاكٍ وَحاكِ
غدا التطبيعُ سُلعةَ كلِّ وَغدٍ وَمع طغمِ التآمرِ في اشتراكِ
هنا العضريطُ يمرحُ مثلَ ثورٍ هَبَنَقةٌ يُرَفّعُ للسّمَاكِ
هُنا المَعْتُوهُ قد جعلوهُ فذّا هُوَ الخنزيرُ بل ضَبْعًا يُحاكي
وسيفي سوفَ يشفي كلَّ حُمق ٍ كما القطران يشفي للحكاكِ
عليَّ تكأكأتْ أهوالُ دهرٍ وأسيافُ المنايا في اصطِكاكِ
قطعتُ فدافدًا واجتزتُ بيدًا وكم نصَبُوا بدربي من شراكِ
ولم أحفلْ لطارقةِ الليالي وَوحدِي كم نجوتُ من الهلاكِ
وَإنِّي فارسُ الفرسانِ أبقى نبيُّ الشعرِ في عصرِ انتِهاكِ
هنا تربُ النَّدى ربُّ القوافي فكم غيداء تُلقى في شباكِ
فتى الفتيانِ نبراسُ المعالي وَفيَّ ترينَ يا حُبِّي مُناكِ
بفكرٍ ثاقبٍ زدتِ ائتِلاقًا تفوقين النساءَ وَفي نُهَاكِ
وإنٍّي في غرامِك ذبتُ وجدا وقلبي رغمَ بُعدٍ ما نسَاكِ
وَمهمَا غبتِ عنِّي يا حياتي بروحي إنّني دومًا أراكِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق