نيرونُ في أنفِهِ
رائحةُ شِواءٍ
وفي عينَيهِ براكينُ وهاويةٌ
على قبرِهِ سَيفٌ
وعُودُ ثِقابٍ
والذِّئبُ النَّبيلُ
في عَقلِهِ لَوثةٌ
وعلى أكتافِهِ نُسورٌ جُوَّعٌ
وجماجمُ
ونجومٌ عطشى
أرادَ يَومَاً
أنْ يُطوِّعَ دُودَ الأرضِ
فصارَ هو الوليمةَ
عقاربُ في البَسيطةِ
تَسعى وتَلدَغُ
وعَقارِبُ الزَّمنِ
تقفُ لَحظاتِ صَمتٍ
لعلَّها تَنسى
(بول بوت) مَعذِرةً
أتحوَّلَ خَمرُ الخِمِّيرِ
إلى جِعةٍ
أم ما زال مِن الدِّماءِ بقيةٌ؟
بين (تيموجينَ) و(جنكيزَ) قاهرِ الكونِ
بِضعةُ مَلايينَ مِن الرُّؤوسِ
صارتْ إهراماتٍ تصرخُ
(نيسابورُ) خاويةٌ
لا أحدَ يبكي ولا أحدَ ينوحُ
(هولاكو)، أما زِلتَ تَجهلُ العَدَّ؟
كم رأساً صارُوا في بغدادَ؟
ولِمَ في دجلةَ زُرقةُ الحِبرِ
بالدَّمِ تمتزِجُ؟
مِن تحتِ أظافرِهِم
تنبتُ النَّوائِبُ
وفي قاعاتِ استقبالاتِهِم الرَّسميةِ
يضحكُ المَكرُ
وفي عيونِ المَوتى
تنبتُ شَتلاتُ رَيحانٍ
والتَّوابيتُ تُورقُ
أغصاناً وسلالِمَ مِن رياحٍ
ونجوماً لا تعرفُ خُموداً
وناراً مِن غيرِ رَمادٍ
ملكُ المَوتِ: سلاماً
بالأمسِ ماتتْ الشَّمسُ
وعلى النُّورِ قرَأنا الفاتِحةَ
عَفوَكَ، ملكَ المَوتِ
ما استطعْنا الانتظارَ فبادرْنا بالتَّحيةِ
وأنجزْنا على عجَلٍ
كُلَّ ما أُوكِلَ، وما لم يُوكَلْ إلينا
ولَبِسنا منذُ دُهورٍ
أطماعَنا مِن غيرِ خجَلِ
ورسمْنا بأيديْنا
تضاريسَ الفاجعةِ
على مَن نقرأُ سَلامَنا؟
على أصواتٍ بَكماءَ في التَّوابيتِ
أم على آذانٍ بها صَمَمٌ؟
ما عادتْ صُروفُ الدَّهرِ ولا النائباتُ تَعنيْها
مآثرُ في القُبورِ تَغفو
والمثالبُ مَكرُماتٌ
والذِّئابُ تعيثُ في الأغنامِ
والقومُ، يا سيِّدي
"لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ.
لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ"
ستوكهولم السويد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق