ـ 1 ـ
هل يتخلّفُ عني رَكبي ؟
كلّا. ظعنتْ رُكبانُ سفينةِ هَجري قبلي
فركبتُ الدمعَ كموجاتِ غضونِ مياهِ الوجهِ البحري
أدفعُ بالرمحِ المكسورِ تضاريسَ المكتوبِ على صدرِ القهرِ
أجهدُ أنْ لا يتخلفَ بعضٌ منّي عن بعضي
الهجرُ يُمزّقُ أعضائي عضواً عضوا
فإلى أينَ أوجّهُ مركبَ قارِ طِلاءِ الأحزانِ
وبأيّةِ قافلةٍ يأخُذني قرصانُ البحرِ لكارثةِ الوحشةِ في ذلِّ الأوطانِ
عبداً مثقوبَ الأنفِ بسوقِ تجارةِ سُودِ الأبدانِ
أتكسّرُ أعواداً من قصَبٍ جُوفا
كي يعلوَ صاري قرصانِ مصيبتنا أعلى من راياتِ الغدرِ
وأظلُّ أدورُ أدورُ مع الإعصارِ الضاربِ في أعلى رأسي
في ظُلُماتِ الهجرةِ والهجرانِ
شبحاً صِرفا
أشتمُ أنساباً قتلتني في مهدي حيّاً - ميْتا
أتبرأُ منها
إسماً
إسما.
أحلام
ـ 2 ـ
تتركني أعضائي
عضواً
عضوا
تتركني أغرَقُ في بحرِ سفائنِ قرصانِ
تتساقطُ أسناني في نومي
يترُكني أحبابٌ كانوا أحبابي
تركوني للهجرةِ قبلَ حلولِ الذكرى
يطرُدني جوٌّ مشبوهٌ قاسِ
فأهاجرُ خوفاً من شيءٍ غدراً يأتيني
والتيهُ محاجرُ أعينِ أجدادي
تركوني لهيامِ الحالمِ في رؤيا النومِ
وعظامِ نقاوةِ أنسي في ناسي
وبساتينِ طفولةِ عهدٍ ولّى
كطفولةِ عيسى أو أقسى في المهدِ
تركوني مشتاقاً للصدرِ المتورّمِ لم يقطعْ عهدا
غذّاني بالمُرِّ وطعمِ فنائي في أوّلِ عهدي بالدنيا
وتساهلَ في أصعبِ حاجاتي
وتحمّلَ آلامَ البُعدِ وظلّمةِ أنفاقِ المنفى
نوراً يتلألأُ ما بين سوادِ الغيمِ وقصفِ شديدِ الرعدِ
شمعاً مُصفرّاً صلْدا
لا يُصغي إذْ أنطقُ مُضطرّاً حرفا
لا يفتحُ عيناً للسافحِ دمعاً صِرفا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق