غدا ستتوقف الحرب ونصلي ونترحم على ضحاياها..
غدا ستتوقف الحرب ونشاهد صور الدمار الشامل.
غدا ستتوقف الحرب وسيروي الأحياء مشاهداتهم.
غدا ستتوقف الحرب وتعلن أرقام الشهداء والجرحى والمصابين والمعاقين ولكن تلك الأرقام ستكون تقريبية وغير دقيقة لأن المفقودين تحت ركام الدمار أكبر من أن تحصى ولن يتم إحصاءهم.
غدا ستتوقف الحرب ويعاد إعمار ما تم تدميره وستحل البنايات الشاهقة الارتفاع والقصور والبيوت على أرض رويت بالدماء وينسى القاطنون في تلك العمارات والبيوت والقصور أنهم يمشون ويقطنون على اراضي سالت فيها الدماء أنهارا.
غدا ستتوقف الحرب وتصدح أفكار الشعراء والأدباء بقصائد وروايات عن أرض البطولات.
غدا ستتوقف الحرب وتصنع أفلام من بطولات من لم يعيشوا فترة الحرب ومآسيها وويلاتها.
غدا ستتوقف الحرب يستثمر نتائجها ساسة ونواب ووزراء ورؤساء وملوك وقيادات أحزاب يشيدون بالشهداء الذي ضحوا من أجل الوطن!
غدا ستتوقف الحرب التي صنعها الإنسان ويصبح قادتها زعماء وأبطال ورؤساء يتاجرون فيما صنعوه ويصبحون من كبار الأغنياء.
غدا ستتوقف الحرب ويزداد أعداد الفقراء والمشردين والمحتاجين كما سيزداد أعداد اللقطاء.
غدا ستتوقف الحرب وتكبر مساحات المقابر وتتوسع.
وعندما تنتهي الحرب سينقسم الناس إلى فرق عديدة، فرقة توشح بالأوسمة والتكريم ويقال عنهم أنهم أبطالاً، وفرقة تصبح أرقاماً لا يعرف أحد أعدادها.
أما الذين لم يكونوا أبطالاً ولا ضحايا وآثروا العيش في الوسط ولم ينغمسوا في الحرب، وتحملوا تبعاتها فأنهم سيصبحون خارج التاريخ سيتم ذكرهم في الروايات على أنهم ضحايا جشع الإنسان، وعندما يسألهم سائل لماذا لم تنخرطوا في الحرب فستكون إجاباتهم تبريرات مقنعة.
وعندما تتوقف الحرب ستزدهر الحكايات والروايات والأحاديث والأفلام عن بطولات معظمها من مخيلات الرواة.
وعندما تتوقف الحرب سيحاكم الزعماء والرؤساء والوزراء بأثر رجعي إنما على الورق فقط في وسائل الإعلام ليس إلا.
وعندما تتوقف الحرب سيكون هناك أعياد ومناسبات لا تحصى.
وعندما تتوقف الحرب سيجد الناس أن هناك الكثير من الأحداث والمآسي لم يتم ذكرها.
وكل ما سيقال بعد توقف الحرب بشاعرية وأدب أن الصدأ سيأكل آلة الحرب وتعود الأرض لتزهو بألوان خضرتها وزهورها والخاسر الوحيد فيها هو الإنسان.
عن الحروب
قيل أن الحروب يقررها قادة يعرفون بعضهم، ويخوضها مقاتلون لا يعرفون بعضهم!
فالقادة يعرفون كيف يضبطون اللعبة، ولكن المقاتلين يستخدمون الرصاص الحي ويموتون ويبقى القادة يراقبونهم!
وعندما يقرر القادة إنهاء الحروب يجلسون على طاولة المفاوضات مستديرة أو مستطيلة لا فرق، فيما المقاتلون اما يقبعون في القبور واما في المصحات لتلقي العلاج!
وبعد انتهاء المفاوضات بين القادة يتسلم كل منهم نسخة من المعاهدة أو اتفاقية وقف الحرب ويتم تسريبات منها إلى وسائل الإعلام، ويعلن كل منهم النصر!
أما المقاتلون لن يحصلوا على نسخ من تلك الاتفاقيات بل سيحصل ذويهم على نسخ من شهادات الوفيات!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق