هل تصبح سوريا قضية تضاف إلى مجموعة القضايا؟/ فؤاد الحاج



الآن بعد أن انتهى النظام الذي حكم سوريا طيلة أكثر من أربعة عقود، يتم طرح العديد من التساؤلات من ضمنها وماذا بعد؟ وكيف سيكون مآل سوريا؟ وهل سيتم تقسيم سوريا مثلما حدث في العراق بعد احتلاله؟ ربما أكون مخطئاً في توقعي ولكن يبقى السؤال مطروحاً إلى أن تبرز نتائج ما جرى في سوريا ليس على المدى البعيد إنما على المدى القريب ولو مبدئياً. لأن ما يتم الإعلان عنه من كافة الأطراف في سوريا ودعواتهم إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وعدم الانجرار إلى قتال أو صراعات طائفية ومذهبية لا تحمد عقباها. وبالطبع فأن ما جرى في سوريا سيؤدي إلى إطلاق عملية تفاهمات إقليمية وعربية ودولية حول سوريا، ما يعني تقسيمها إلى مناطق نفوذ أو دويلات بولاءات مختلفة، وهذا يصب مباشرة في صالح الكيان الصهيوني وإعادة تشكيل ورسم خارطة الشرق الأوسط والهيمنة عليه. وهذا برأيي ما سيؤدي إلى تقسيم سوريا ضمن أفكار ومشاريع متعددة، منها الفيدرالية واللامركزية الإدارية أو اللامركزية الجغرافية أو توزيع السلطات كما حدث في العراق. وما جرى في سوريا سيترك الأثر الكبير ليس على القضية الفلسطينية فقط ضمن المشروع الصهيو-أمريكي وهو تفتيت المنطقة وإعادة رسم خارطتها، وهو ما أعلنه سيء الذكر والصيت الرئيس الأميركي جورج بوش الصغير في الأول من أيار/مايو سنة 2003 بعد غزو العراق واحتلاله، حيث قال آنذاك من على سطح حاملة الطائرات إبراهام لنكولن في خطاب ما سمي إعلان النصر "من العراق سنعيد رسم خارطة المنطقة"! 

لذلك فأنني أعتقد أنه بعد المعارك العسكرية ستكون هناك معارك سياسية داخلية في سوريا، بين مختلف التيارات والأجنحة السياسية المختلفة التوجهات والتطلعات، وهذه المعارك ستكون أكثر خطورة من المعارك العسكرية، لأن المعارك السياسية التي ستجري ضمن أطياف التيارات السورية الداخلية فأنها تكتسب أهمية خاصة لكل طرف أو فئة أو حزب حيث أن كلا منهم يريد تحقيق أهدافه وقناعاته ضمن مبادئه وعقيدته التي يؤمن بها، كما بين التيارات المدعومة من الجهات الخارجية. 

من هنا فأن المطلوب في هذه المرحلة تجاوز كل الخلافات من قِبَلْ كل الأطـراف دون استثناء، للحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووحدة الشعب السوري. والمطلوب أيضاً من كل الخيرين والشرفاء في المنطقة العربية وفي العالم دعم وحدة سوريا وشعبها كي لا يصبح هناك "قضية سورية" وما أكثر القضايا العربية منذ 1948 التي بدأت بـ"القضية الفلسطينية" التي تلتها قضايا عديدة، منها "القضية العراقية" و"القضية ليبية" و"القضية اللبنانية" و"القضية اليمنية" و"القضية السودانية" بعد أن كان لدينا قضية واحدة، كي لا نبكي وننوح ونتحسـر على مآل "القضية الفلسطينية" بعد أن أصبح لدينا مجموعة قضايـا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية القادمة ضمن حزمة التفاهمات الدولية على مستقبل المنطقة وأقطارها. 

10/12/2024 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق