الهوية والذاتية والإبداع/ د زهير الخويلدي

تحاول الكتلة التاريخية أن تتدارك الفوات الحضاري وأن تعثر على الجواب الشافي للسؤال عن الهوية وأن ترد على تحديات العولمة وأن تجد طريق الخلاص من أزمة خطاب الهوية التي سببها الإقصاء والحرب. لكنها تقع في كماشة تعثر البدائل وفشل المرجعيات وحالة التخبط الإيديولوجي بين القوى المتنافسة وغياب المشروع الحضاري المتكامل وتعبر عن حاجة ماسة إلى رؤية معمقة للواقع وقراءة تشخيصية نقدية للمجتمع وغربلة فكرية للعقل الذي يسكننا.

لا يمكن بناء عمارة الهوية على أساس الدين فحسب ولا يجوز التعويل على الهوية الدينية لمواجهة المخاطر والصمود أمام موجات التفكيك والتقسيم بالرغم من ادعاء هذا الدين العالمية واكتساحه السريع للمعمورة. كما لا يتعلق الأمر بالبحث عن الأصل والتفتيش عن المصير بالنسبة للهوية التي تخصنا للإجابة عن سؤال من نحن؟ وذلك بطرح سؤال من أين أتينا؟ والى أين سنذهب؟ وإنما المطلوب تحديد موقعنا في العالم وقيمة الرصيد الهووي الذي تحوز عليه الجماعة التاريخية الناطقة بلغة الضاد والإجابة على سؤال أين نحن ؟

ما انفكت حضارة اقرأ تطرح أسئلة شائكة حول نفسها ودورها في العالم سواء من أجل الرد على الاعتداءات والاستثبات أو بغية توطيد السيادة الحضارية وتدعيم الإشعاع والاستفاقة وتوكيد الانتشار الثقافي في الكون. لكنها لا تدعي امتلاكها لهوية متفوقة واستمدادها لهذا التفوق من الدين ولا تزعم مواصلة الريادة وقيادة القاطرة الحضارية في اللحظة الراهنة بل تعترف بفقدان البوصلة وبالضياع في العالم. كما أنها لا تحمل الدين حال الهزيمة التي منيت بها الملة ولا تتعامل مع نفسها كهوية مغلوبة وإنما تطمح إلى الاسترجاع والى العودة إلى الذات والتخلص من الاغتراب والجمود والتذبذب  وزرع الاستنارة والمدنية في المدينة الانسية.

ما يثير الاستغراب ويمثل مفارقة أن الذين يتحركون في فلك الهوية ويقدمون أنفسهم كمدافعين عن الذات الحضارية ينتجون خطابا مبتسرا ويكتفون بكيل المديح الإفتخاري عن وضعيتنا التاريخية ويسقطون في زهو وغرور الخطاب الأبولوجي النرجسي، في حين أن الذين يجاهرون بالانتماء إلي الإنسانية ويحسمون أمرهم مع الموروث والتقاليد يشكلون مادة علمية دسمة عن زمانية الوجود الذي يحوينا والإطار الاجتماعي الذي يتبعنا. فهل يدل ذلك على أن ثبت الهوية يمر عبر الإفلات من رقابة الذاتية والاعتصام بالموضوعية؟ وكيف نتجاوز هذه الفصامية في البحث الأكاديمي بين ذاتية بلا هوية وخطاب هووي بلا موضوعية ؟

ربما يكون الاستنجاد بالمثقف النوعي هو الخيار الذي يفيد في تقوية الاقتدار على مواجهة الخطر بالالتزام بالطابع المركب للهوية والتأصل الكوني والأنسنة الثقافية وتعليم الحشود التي ننتمي إليها من جهة الاجتماع والقانون والثقافة والاقتصاد القيم الكونية والإنسانية التقدمية.

على هذا الأساس لا يتوقف التفكير الفلسفي في الهوية التي تخصنا عند ضبط المفهوم وتقديم التعريف ووضع الحد الجامع والمانع بل يتعدى ذلك نحو تحويل الثوابت وتحريك السواكن وإدخال التعقد في البسائط وزرع الاختلاف في الواحد والتعدد في الوحدة والاعتصام بالمنهج المركب والتدبير الإيتيقي لمستقبل النوع البشري واختيار أنماط الحياة الملائمة على الأرض والسماح بالتلاقي بين الذات والغير وبين الفرد والمجتمع والاسترسال بين الطبيعي والثقافي.  

  لقد جعل أدغار موران من قضية أنسنة البشرية الاهتمام الأكبر بالنسبة للفلسفة المعاصرة وأوكل إلى العقل الايكولوجي مهمة المحافظة على الإقامة في العالم وركز على إبداع الهوية المركبة وصوب سهام نقده إلى المراوحات العقيمة والطرق التبسيطية والاختزالية للطبيعة البشرية وجعل من قضية المنهج البوابة المعرفية الحاسمة للتطرق إلى  مطالب إنسانية الإنسانية ومعرفة المعرفة وطبيعة الطبيعة وحياة الحياة. وبالتالي تسمح الأنثربولوجيا الفلسفية عند أدغار موران بولادة سياسة للحضارة ترتكز بالأساس على محاربة الهمجية والشمولية وتوطن التأصل في الكون والاندماجية في المجتمع والأنسنة في الثقافة والخلقنة في السياسة وتضع الإيتيقا في حضن الوجود وتجعل من النهاية الكارثية بدء جديد لهوية البشر على منحى مختلف .

كاتب فلسفي


تعليم أونروا في لبنان ينذر بكارثة إنسانية/ علي هويدي

مع بداية العام الدراسي في مناطق عمليات "الأونروا" الخمسة، ومع الإستقرار النسبي للتعليم في مدارس الوكالة في أربعة أقاليم هي الضفة والقطاع وسوريا والأردن، برز إلى الواجهة مشكلة إكتظاظ الغرف الصفية في مدارس "الأونروا" في لبنان بحيث وصل عدد التلاميذ في غرف بعض المدارس – بخلاف السنوات السابقة - إلى حوالي الخمسين طالب وطالبة بدل 40 في الحد الأقصى، الأمر الذي حتماً سيكون له تداعيات سلبية تربوية ونفسية وصحية وإجتماعية على الطلاب والمعلمين والإدارة والأهالي والمجتمع المحلي..!

وصلت نسبة التسرب المدرسي في مدارس الوكالة في لبنان للعام الدراسي الماضي إلى 18% تراكمي، وهي النسبة الأعلى بين الأقاليم الخمسة، فعلى الرغم مما يعانيه الطالب الفلسطيني في سوريا نتيجة الصراع الحاصل منذ أربعة سنوات، إلا أن نسبة التسرب المدرسي لم تتعدى 10%، وكذلك الطالب في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان صهيوني حاقد منذ سنوات، إلا أن نسبة التسرب المدرسي لم تتجاوز 9%..!

لم تفلح اللقاءات المتكررة التي أجرتها الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية مع المدير للعام للوكالة ماثياس سيكمالي عن العودة عن القرار حتى الآن على الرغم من الوعود بإيجاد حلول، إذ أن السبب يعود للعجز في ميزانية الوكالة حسب ماثياس الذي يدعو "الأونروا" لخفض التكلفة مع الحفاظ على الجودة..! وهذا بالطبع غير منطقي في هذه الحالة؛ فالقرار سيسبب المزيد من الفوضى والمعاناة للطلاب والأهالي والمعلمين والمجتمع المحلي، وهذا يحتاج إلى حراك إضافي لا يقتصر فقط على المستوى السياسي واللجان الشعبية.. وإنما أيضاً يضم الطلاب أنفسهم مع أولياء أمورهم من الآباء والأمهات.. ولقاء المدير العام وشرح تداعيات هذا الإكتظاظ بشكل علمي وموضوعي، فلا الغرف الصفية مجهزة بوسائل لاستيعاب هذا العدد الكبير من الطلاب، ولا المعلم/ة قادر/ة على التعاطي والتفاعل وضبط المنهاج الصفي مع هذا العدد ضمن وقت الحصة التعليمية، خاصة مع دمج الطلاب الفلسطينيين المهجرين من سوريا مع بقية الطلاب، عدا عن أن الساحات المخصصة للإستراحة بين الحصص هي الأخرى غير مجهزة لاستيعاب الكم الكبير من الطلاب... صحيح ان هناك قاعدة تربوية نموذجية بأن العمر يساوي العدد أي إن كان عمر التلميذ 15 سنة إذاً من المفترض أن يكون عدد التلاميذ في الصف الواحد لا يتجاوز 15 تلميذ، لكن في معظم دول العالم جرى تجاوز هذه النسبة لأسباب موضوعية غير مخلة في أصل الفكرة، أي الحفاظ على استيعاب الطالب وتوفير حقوقه فما بالك بتدكيس خمسين طالب في صف واحد واعمارهم أحياناً لا تتجاوز ثمانية سنوات..!

إن لم يجر تجاوز هذه المشكلة وبشكل سريع فنحن أمام كارثة إنسانية مضامينها مُعقَّدة ومتشعبة إبتداءً من التراجع في العملية التعليمية والتربوية للطالب، مروراً بتعرض الطلاب والمعلمين إلى أمراض معدية نتيجة الإزدحام، وحالات توتر وقلق للطالب والمعلم وللإدارة، وانعكاس لهذه الحالة على أهل الطالب والمعلم والمجتمع المحلي، وإنتهاءً بارتفاع نسبة حالات التسرب للوصول الى المزيد من الإنحراف وعمالة الأطفال والاستغلال وبالتالي المزيد من المشاكل الإجتماعية والأمنية..!

فإذا كان عدد موظفي التعليم في "الأونروا" في لبنان 2049 موظف وعدد الطلاب 32350 طالب وطالبة، يضاف إليهم حوالي 6 آلاف طالب من فلسطينيي سوريا المهجرين، بعملية حسابية بسيطة فان نصيب كل موظف حوالي 19 طالب..! وإذا افترضنا بأن هناك نسبة 25% من الموظفين بين مدير ومشرف وموجه وموظف خدمات..، بقي 1536 موظف، هذا يعني بأن نصيب كل معلم 25 طالب، إذاً على أي أساس يصل عدد الطلاب إلى 45 أو 50 طالب في الصف الواحد..؟!
واضح بأن هناك مشكلة إدارية يجب معالجتها وبسرعة وإعادة تدوير الزوايا بما يخدم الطالب والمعلم والادارة والمجتمع المحلي.. خاصة بأننا لا زلنا في بداية العام الدراسي..!

*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

حديثو النعمة والمسؤولية/ كميل العيد

كان يوجد في إسبرطة القديمة لجنة مهمتها فحص المواليد الجدد لتحديد فيما اذا كانت تبدو عليهم علائم تخلف جسدي أو عقلي حيث يلقون بمن تظهر عليهم هذه العلائم  من قمة الجبل إلى الوادي، ولم يكونوا يحولونهم إلى مسؤولين كمسؤولي الغفلة في هذه الأيام الذين أصبحوا في ظل الأزمة التي تعصف بسورية كُثراً ولهم مقاماتهم ودرجاتهم، فتراهم منتشرين في كل مكان وزاوية من زوايا الوطن تراهم في دوائر الدولة ومؤسساتها، على الحواجز والبسطات، في الأكشاك ووسائط النقل، في المحاكم ودور العبادة، في الجامعات والمدارس، في أسواق الهال وأسواق اللحم، تراهم كيفما سرت وتحركت. على الفيس بوك تراهم وعلى التويتر في المؤتمرات والندوات، في الحفلات والحافلات. موجودين في كل مكان وفي كل زاوية وركن تخلط بين بعضهم وبين مرافقيهم وان تعرضت لغضب أحدهم فعليك أن تتحمل عنترياته ونزاقته فهو ديك بين جماعته وصوص عندما يكون بعيداً عنهم، سيد المراجل في حارته ومكتبه ومؤسسته الافتراضية، ومطأطئ الرأس خارجها. ينطبق عليه المثل القائل ديك على مزبلته. تعرفهم من عقلهم الصغير وثقافتهم المعدومة وبنية أجسام مرافقيهم القوية الذين يرهبون من خلالها ناسهم. ما دفعني لهذا الكلام كثرة الحكاية والاستفزازات التي يتسبب بها البعض والتي تقوض الجهود التي تبذلها الدولة السورية من أجل التخفيف من معاناة المواطن في هذه الظروف الصعبة. فالدولة تقترض المال وتساير الكثيرين وتعض على الجرح في سبيل التخفيف عن الناس، فيأتي بعض مسؤولي آخر زمان حديثي العهد والنعمة ليهدموا كل ما يبنى وليلحقوا الضرر بالنظام السياسي الوطني ويصبحوا عقبة في طريقه وعالة عليه بدل أن يكونوا عوناً له. والمؤسف أن الكثير من مسؤولي الغفلة أصبحوا في مفاصل مهمة من مؤسسات الدولة أو المؤسسات التي تشكلت في ظروف الأزمة وهم عن قصد أو دون قصد يلحقون الأذى بالمجتمع ويستفزونه ويدفعون الناس للابتعاد عن الدولة ومؤسساتها. 
إن الحوادث الأخيرة التي تترامى على مسامع الجمهور من خلال شهود العيان وصفحات التواصل الاجتماعي الوطنية والتي توثق حوادث قتل وفساد وحجز حريات وتعفيش وعنتريات تدق المضاجع وتثير الهلع بالمجتمع، والأكثر إيذاءً للخط الوطني هو عدم إنزال العقاب القاسي بمرتكبي هذه الممارسات وفضحهم وكشف عوراتهم. مسؤول من الصفوف الأخيرة قام مؤخراً وبحسب أحد الإعلاميين بالاعتداء على إعلاميين أمام ضيوف عرب وأجانب وهذه ليست المرة الوحيدة الذي يستفز فيها هذا المسؤول البشر ولو تم توقيفه عند حده سابقاً لما تمادى وتجرأ على حجز حرية إعلامي. صحيح أن هذا التصرف يعبر عن سذاجة فاعله وضعف بصيرته وعدم تقديره للموقف إن كان قد حصل فعلاً والصحيح أيضاً أنه مثير للاشمئزاز والقيء. 
هذه الحادثة وبغض النظر عن دقتها تتكرر عندما يقترب مواطن من محيط أحد مسؤولي الغفلة التي صنعتهم الأزمة وكبرتهم حتى أصبحوا جزءاً منها. فمنذ فترة كنت أسير أمام أحد حواجز الدرجة العاشرة ليلاً عندما وجدت ثلاثة شبان يتعرضون للضرب والركل من عناصر الحاجز وكان السبب أن أحدهم قام بالتبول على قارعة الطريق فشاهده أحد الأشخاص وأبلغ عناصر الحاجز، فقاموا بمعاقبته مع أصدقائه على طريقتهم. لقد نسي هؤلاء أنه لا يمكنهم أن يجمعوا بين الخط الوطني ومحاربة القانون والنظام في آن واحد، كما أن المجتمع لا يقبل أي تبريرات لمرتكبي مثل هذه الحوادث من قبيل أنهم وطنيون وأنهم قدموا خدمات للوطن فهذه ليست صفقة تجارية تخضع للتقاص، بحيث تمحو السلبيات الاإيجابيات، فمن يصنع الخير لا بد من مكافأته على حسن عمله، وعندما يسيء يجب محاسبته على سوء فعلته. ومن لا يحترم القانون لا يحترم بلده ووطنه وغير جدير بأن يكون ذا سلطة وهو يقوض بأفعاله السيئة سلطة الدولة ومؤسساتها. 
إن أسوأ قانون إن طبق أفضل من أحسن قانون إن لم يطبق، لقد آن الأوان لوضع حد لمثل هذه الممارسات وفرز مرتكبيها وطردهم إلى خارج الخط الوطني، وكفى خلط العقاب بالمكافأة وخبص شعبان برمضان، فالذي يسيء يجب محاسبته على إساءته، والذي يمارس الفعل المتفاني يجب مكافأته والفيصل في كل شيء هو القانون. لم نعد مخيرين بل أصبح من مصلحة البلد والنظام والدولة وضع حد لممارسات بعض مسؤولي الغفلة لأن ذلك يسهم في الحد من نزيف الطاقات البشرية التي نخسرها يومياً والتي يصعب تعويضها.

موقعة القفا الأمريكية والإرهاب السلفى للاقباط/ أشرف حلمى

لم تمر على موقعة القفا الأولى عامها الاول بفرنسا التى تعرضت لها البعثة الإعلامية المرافقة للرئيس عبد الفتاح السيسى من قبل الإرهابية والتى وقع ضحيتها أحمد موسى فى نوفمبر الماضى إذا وتهل علينا  غزوة القفا المزدوجة الثانية بالولايات المتحدة الإمريكية والتى ذهب ضحيتها كل من مصطفى شردى ويوسف الحسينى ولكن ليسوا وحدهم ضحايا القفا بل جميع الشعب المصرى الذى تحمل كثيراََ من الاعمال الإرهابية التى قامت بها جماعة الاخوان المسلمين وسط تراخى وضعف مؤسسات الدولة .
فعندما طرقع القفا الأمريكى خرج علينا ابطال الإعلام المصرى الذين تأثروا بشدتة وفى مقدمتهم الإعلامى سيد على عبر فضائية العاصمة وبرنامج حضرة المواطن يولولون من ألم القفا وتأثيرة مطالباََ السفارة المصرية بنيويورك باتخاذ كافة الاجراءات القانونية ضد الأوغاد الذين قاموا بالإعتداء بل وتجريم رجال الشرطة الإمريكية لعدم التدخل لإنقاذهم ودعوة المواطنين المصريين للتظاهر امام السفارة الأمريكية وضرب الإعلاميين الامريكان على قفاهم ايضاََ إن وجدوا بالقاهرة .
الحقيقة امثال هؤلاء الإعلاميون وبما فيهم المدافعين عنهم يستحقون اكثر من قفا على وجوههم نتيجة تغاضيهم وصمتهم عن جميع جرائم الداخل والمشابهه تماماََ لما حدث لأصدقائهم فى الخارج وها يدفعون الثمن الان فاين هم هؤلاء الابطال الشرفاء المدافعون عن الحق من هذه القضايا التى  إرتكبت بإسم الدين  
١ - مواقف قوات الامن المصرية المخزية وتواطئها مع الإرهاب السلفى الداعشى فى إضطهاد وخطف وتهجير أقباط مصر وهدم كنائسهم قبل وبعد الثورة فى كل من صعيد مصر والإسكندرية .
٢ - مواقف مؤسسات الدولة من ممارسة الضغوط على الاقباط للتنازل عن حقوقهم وقبولهم بجلسات الصلح العرفية دون تطبيق القانون فى القضايا المتورط فيها امن الدولة وشيوخ الفتنة .
٣- حقوق شهداء كنيسة القديسين واقباط ماسبيرو وغيرها من مرتكبى الجرائم والمسئولين عنها من مؤسسات الدولة دون محاكمات عادلة .
٤ - ترك الدستور والقانون جانباََ ومنح الاحزاب الدينية الضوء الاخضر لدخول الإنتخابات تمهيداََ لتزويرها لصالح ممولى روؤس الاموال الوهابية  .
٥ - رجوع جميع المتورطين من قضاة ورجال الداخلية  بتزوير الانتخابات لصالح الإرهابية الى قواعدهم سالمين مكافئة لهم لإسناد وإعادة سيناريو التزوير مجدداََ فى الإنتخابات المزمع إجرائها خلال الاسابيع القليلة القادمة  .
٦ - عدم تعرض إعلامنا المصرى لحكومات البدو الصحراوية تجاه ممارستهم العدوانية للمصريين المتواجدون على أراضيها كذلك موقف الدولة المصرية المخزى تجاههم والبركة فى سياسة الرشوة البترودولارية  التى أدت الى إهدار كرامة المواطن المصرى محلياََ وعربياََ ودولياََ  .
٧ - تجاهل الحكومة الرشيدة فى إصدار قانون بناء دور العبادة الموحد وتركة داخل خزينة الدولة خوفاََ من التيار الوهابى البدوى بل وترك تصاريح البناء فى ايادى السلفيين .  
اما الصفعة الكبرى والتى تستحق مئة قفا هو ان الإعتداء الذى وقع على الإعلاميين جاء على يد خونة مصريين وليس امريكان  والسؤال هنا هل المصريون حصلوا على حقوقهم نتيجة الإرهاب الإخوانى داخل بلادهم ؟ بالطبع لا ولازالت المحاكمات مستمرة والنتيجة معروفه .
ولماذا ايها الاعلامى لم تطالب اهالى المظلومين فى الداخل بالتظاهر ضد قوات الامن المصرية المتواطئة مع الإرهاب السلفى للاقباط امام وزارة الداخلية المصرية والسفارات المصرية بالخارج وتدويل قضيتهم ؟ ام ان التظاهر ورفع قضايا ضد قوات الامن الغربية حلالاََ ومحرماََ ضد قوات الامن المصرية والبدوية .
فلا تحزنوا  لقد أدمنا صفع القفا منذ زمن بعيد مروراََ بالقفا الإخوانى بعد ثورة يناير بخاتم اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التى اعلنت فوز الإخوانى  محمد مرسى دون استحقاق وبتوقيع المجلس العسكرى الذى انشأ الاحزاب الدينية ووعد الشعب بتسليم السلطة للمدنيين والقفا  الدستورى بعد ثورة يونيو بختم عمرو موسى وتوقيع عدلى منصور وها نحن الأن على اعتاب قبول المصريين للقفا الوهابى لسيطرة السلفيين على البرلمان القادم بنفس سيناريو المجلس العسكرى وبتوقيع الخلايا النائمة  داخل الحكومة المصرية وطابورها الخامس التى تعمدت مخالفة الدستور وتمسكت الاحزاب الدينية الإ اذا قام المصريين من غيبوبتهم رافضين الرشوة الوهابية العالمية  للنظام وتدخلها فى الشئون الداخلية المصرية قبل ان يولولون ويلطمون مجدداََ وكل قفا وانتم طيبين .

عرفات والمؤتمر العالمي/ وفاء القناوي

.... عرفات إنه  المؤتمر الأكبر , والأوحد الذى يجمع الملايين تحت راية واحدة هى راية الإسلام . وانصياع لأمر واحد هو أمر الله ( وأذن فى الناس بالحج) ,ووراء هدف واحد (لبيك اللهم لبيك) ومهما تعددت اللغات او الجنسيات  لا فرق بين أبيض و أسود ولا بين عربى وأعجمي  , الكل سواسية وهم يلبّون النداء  ( لبيك اللهم لبيك ...لبيك لاشريك لك لبيك) إنها بروفة مصغرة ليوم القيامة وقيام الساعة والأشهاد بالأكفان , اليوم لاغير اللباس الأبيض زى واحد موحد للجميع , والكل يمتثل  لأمر الله ويتناسى أمر الدنيا وبريقها , الكل يأتى من كل فجٍ عميق  تاركاً المال والولد ويترفع عن الشهوات الدنيوية حتى ولو كانت حلال  مثل جماع الزوجات , يتباهى بهم الله سبحانه وتعالى بين ملائكته  ويقول لهم إنظروا كيف يأتونى شُعثاً غُبرأ يرجون رحمتى ومغفرتى , و لم يروا عذابى بعد , فكيف لا أغفر لهم  , إشهدوا أنى قد غفرت لهم , إنه لموقف مهيب  إنه لأكبر مؤتمر عالمى يعرفه التاريخ القديم والحديث , تتجلى الوحدة فيه فى المظهر والجوهر  والهدف , فالكتاب واحد مهما إختلفت اللغات والإله واحد مهما إختلفت الأعراق  , الكل يدعو الله القائل ( ادعونى أستجب لكم ) الكل يلبى لبيك اللهم لبيك فاح الكون من نفحاتها ,لبيك اللهم لبيك تعطرت منها ربوع الوادى كلها, لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك .
فى رحاب عرفات يقف الحجيج تحفّهم رعاية المولى عز وجل , سبقت مشاعرهم أجسادهم , وحيث وقف من قبلهم نبينا الكريم والخلفاء الراشدين  والصحابة الكرام , وكلهم أمل أن يكلل سعيهم من بلادهم البعيدة إلى مكة وعرفات أرض  المشاعر المقدسة بالمغفرة  ورضوان الله , يقفون   حيث وقف نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام ليضع لهم دستور حياتهم إلى أن يرث الأرض ومن عليها , وفى خطبة الوداع أعلن إكتمال الدين ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً )  إنه يوم عظيم تغفر فيه الذنوب لمن لبى النداء وأدى المناسك واجتهد فى رضى الله , ورجع وقد غيره الحج إلى بيت الله  وغيّر سلوكه إلى الأفضل  , كما يغفر أيضاً ذنوب عام مضت وعام قادم لمن صام يوم عرفة من غير الحجيج , فأى رحمة تلك ياألله تبارك الله أرحم الراحمين أما من ذهب للتباهى أو للمظاهر أو لمن لم يتغير بحجه , فإنه لا يأخذ من حجه غير المشقة وأما الذين غُفر لهم يرجعوا كمن ولدتهم أمهاتهم أنقياء من الذنوب  .
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق

صدق الله العظيم

أستراليا وحكومة القرن الحادي والعشرين/ عباس علي مراد

مرت الحياة السياسية الأسترالية منذ العام 2007 وحتى تاريخه بحالة من التخبط والإرتباك والمطبات سواء على المستوى الحزبي او على المستوى الوطني.
الإنقلابات على القيادات السياسية وتغيير الرؤساء والتي كان لها أثر سلبي على الإداء السياسي والإقتصادي، رغم ان الإقتصاد الاسترالي نجا من الأزمة المالية العالمية التي ضربت الأسواق العالمية بين عامي 2008-2009، لكن الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد استمرت حيث تم توالى على المنصب خمسة رؤساء للوزراء من العام 2010 حتى اليوم، وخلال تلك الفترة انشغلت الحكومات المتعاقبة بالإنقلاب على سياسيات الحكومات التي سبقتها وإلغاء قوانين وإقرار اخرى لتعود تلك القوانين لتواجه نفس المصير سواء كان التغيير داخل الحزب الواحد او من الحزب المعارض الذي وصل للسلطة عبر الإنتخابات، مما لا شك فيه عدم امكانية استمرار هذا الوضع، وللتخلص من هذه الحالة لا بد من خطوة بالإتجاه الصحيح، وهنا يتبادر الى الذهن السؤال الأساسي والمركزي، هل يكون الإنقلاب على زعامة طوني ابوت البداية لتلك الخطوة؟!
رئيس الوزراء الجديد مالكوم تيرنبول اطلق على حكومته تسمية حكومة القرن الحادي والعشرين، والمعلوم ان ابوت نفسه كان قد قال عند المحاولة الأولى للإطاحة به في شباط الماضي ان الحكومة الجيدة ستبدأ اليوم.
لا نريد ان نحكم على الكتاب من عنوانه، رغم انه عنوان جذّاب وبرّاق وواعد، خصوصاً انه وفي اقل من اسبوعين اعلنت حكومة تيرنبول سياسات جديدة اهمها رصد مبلغ 100 مليون دولار لمحاربة ظاهرة العنف المنزلي رغم ان  ابوت كان ينوي الاعلان عنها قبل اطاحته من منصبه،  وكان الملفت للنظر ان تيرنبول رفع نسبة تمثيل النساء في حكومته بنسبة  150% والملفت ايضاً الخطاب العام الجديد للوزراء خصوصاً وزير الخزينة سكوت موريسن الذي حدد الخطوط العريضة لسياسته التي ستعتمد على العمل، التوفير والإستثمار، وكانت المقاربة الإنسانية لقضايا اللاجئين الموجودين في جزيرة ناورو وبابونيوغيني لتحسين اوضاعهم، نقطة تحسب لرئيس الوزراء الجديد رغم رفضه مسألة قدومهم الى استراليا وتشدده في هذا الامر.
اداء الحكومة هذا كان له مردود ايجابي لدى الرأي العام، وللمرة الأولى تتقدم الحكومة على المعارضة في استطلاعات الرأي وتكون بوضع انتخابي أفضل بعد احتساب الاصوات التفضيلية، لكن شهر العسل قد ينتهي بسرعة اذا تراجعت اندفاعة الحكومة او تباطأت في معالجة قضايا مهمة لإستمرار ثقة الناخبين والمستهلكين والذين هم على استعداد لإمداد الحكومة بإكسير الحياة السياسية اذا ما تمت مصارحتهم بحجم المشاكل في القطاعات والمؤسسات التي تحتاج الى اصلاح مثل النظام الضريبي بما فيه ضريبة السلع والخدمات ( جي اس تي)، معاش الإدخار التقاعدي، الارباح على رأس المال، الميزانية، النظام الصحي، التعليم واعادة النظر بالنظام الفيدرالي والعلاقات بين الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات والمقاطعات. وهناك قضايا اخرى مثل قضايا الإسكان وأسعار المنازل، قوانين اماكن العمل ومسألة التغييرات المناخية وزواج المثليين والمسألتين الأخيرتين قد تواجهان صعوبات لأي مقاربة جديدة لهما بسبب معارضة جناح اليمين في الحزب لأية تغييرات على أقله قبل الإنتخابات الفيدرالية القادمة، علماً ان اليمين اشترط على تيرنبول لدعمه عدم تغيير السياسة المتعلقة بالتغييرات المناخية. وبما ان الحكومة هي حكومة القرن الحادي والعشرين هناك قضايا مستقبلية قد لا تكون ملحة لكنها لا تزال عالقة مثل تغيير العلم وتحويل استراليا الى جمهورية، خصوصاً وان رئيس الوزراء مالكوم تينبول هو من اقوى المؤيدين لتحويل استراليا الى جمهورية وشغل منصب رئيس حركة تحويل استراليا لجمهورية سابقاً  وكانت استراليا اجرت استفتاء حول الموضوع في تشرين ثاني/نوفمبر عام 1999 وقرر الناخبون الابقاء على النظام الحالي وكان ذلك في عهد رئيس الوزراء الأسبق جون هاورد.
ماذا بعد التغييرات على المستوى الحكومي؟ ماذا عن حزب العمال؟ وما هي السياسة التي سيتبعها؟ وهل سيغير من استراتيجيته؟ خصوصاً ان رئيس الوزراء الجديد يتكلم لغة المستقبل عكس طوني ابوت الذي كان يسهل استهدافه سياسياً. وهل سيلجأ الحزب الى تغيير زعيمه اذا استمرت استطلاعات الرأي تفضّل رئيس الوزراء عليه ولم يستطع بيل شورتن تحسين ادائه واقناع الناخبين بالعودة لتأييد الحزب خصوصاً الذين تخلوا عن العمال في الإنتخابات الأخيرة؟
 وهناك سؤال آخر وهو هل سيقتنع طوني ابوت ومناصريه داخل حزب الاحرار بما حصل ام سنكون امام اعادة سناريو راد-غيلارد ولكن بنكهة احرارية بين ابوت وتيرنبول؟ خصوصا ان ابوت تراجع الى المقاعد الخلفية ولم يأخذ قراره النهائي حول مستقبله السياسي اقله قبل نهاية العام.
أخيراً، هناك بداية مرحلة سياسية جديدة وما علينا الا الإنتظار لبعض الوقت لنرى اذا كنا سنصل الى نوعاً من الاستقرار السياسي الذي افتقدته استراليا خلال العقد الأخير، ولهذا الاستقرار شروط اهمها المصارحة والتواصل مع الناخبين التي اثمرت مع بوب هوك وبول كيتينغ خلال ثمانينات القرن الماضي ومع جون هاورد منذ اواسط التسعينات حتى عام 2007 وهذا ما استطاع ان يستثمره مايك بيرد في نيو سوث ويلز.
ونختم، ان ندخل القرن الحادي والعشرين بعد انقضاء 15 عام من القرن افضل من التسكع على اطلال الماضي،وكما يقال ان تأتي الامور متأخرة خيراً من ان لا تأتي ابداً. علماً ان الامور بخواتمها!

سدني
Email:abbasmorad@hotmail.com

وصل السيل الزبى/ رائف حسين

تعودنا بالسنوات الماضية على تصريحات وأعمال لرجال في السلطة الفلسطينية تجاوزت الخطوط الحمراء حتى تلك التي حددوها بأنفسهم وتخطت ايضا الاجندة الوطنية المتفق عليها وخرجت عن الاجماع الوطني الفلسطينيي.  ما نراقبه من شهرين على الأقل تخطى كل الحدود المتاحة وما صدر في الأيام الاخيرة من أوامر لبعض الأجهزة ألامنية وما تم بثه عبر وسائل الاعلام من تصريحات مشينه لأشخاص محسوبين على رأس الهرم  السلطوي متزامنا مع تصعيد الصهاينة حملتهم على الأقصى الشريف وقدس الكرامة تجاوز كل ما كنا نتوقعه.
بدأت رحلة التجاوزات الخطرة في الحملة الفاشلة لمطبخ الرئاسة بالإجهاض على منظمة التحرير بمحاولتهم لعقد مجلس وطني بعيدا عن كل القوانين والاعراف الوطنية. الطريقة والحيل التي أُتبِعت بينت للقاصي والداني ان هؤلاء يتبعون أجنده لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالمصلحة الوطنية العليا. لحسن حظ الشعب الفلسطيني تم الإجهاض على هذه المحاولة، ولو للوهلة الاولى، مع قناعتنا التامة انهم لن يستسلموا،  بل سوف يقتنصوا الفرصه القادمة لتمرير مشروعهم، مشروع غرفة العمليات الامريكصهيونية بالقضاء على الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بتقزيمهم لدور م ت ف ومؤسساتها وهدم ما تبقى منها وتحويل الصراع الصهيوني الفلسطيني من صراع سياسي وجودي الى مشكلة انسانيه اقتصاديه يتم حلها بإرضاء الطرف المظلوم بفتات مادي زهيد.
في هذه الأيام نحن امام مشهد مُخزي اخر من مشاهد مسرحية المطبخ. قوات أمنية سلطوية تُزَج بأمر من فوق للتصدي للجماهير الفلسطينية والفصائل الوطنية التي تحتج في شوارع المدن الفلسطينية على جرائم الاحتلال الصهيوني واعماله الاجراميه ضد مقدسات شعبنا وامتنا وضد اطفالهم وابناءهم العزل. كيف نفهم هذا الاندفاع وهذا الانزلاق المدمر؟ هل هي زلة ام انها استراتيجية جديدة لهرم السلطة وطباخيها؟ 
هذه ليست المرة الأولى التي تتصدى القوات الأمنية الفلسطينيه لأبناء شعبها في شوارع فلسطين المحتلة. محاولات الأجهزة الأمنية منع المظاهرات بأشكالها المختلفة أن كان ضد الاحتلال او ضد تصرفات السلطة  او ضد الانقسام ومحاولات تقزيمها له تاريخ طويل وصل ذروته في الحرب الصهيونية الاولى  على غزة. رغم هذا التاريخ المشين لتصرفات الأجهزة الأمنية إلا انه خطأ شنيع ولا يغتفر  أن قمنا بتحميل عناصر الأجهزة الأمنية مسؤولية ما حصل. علينا ان ندرك حقيقة واضحة مفادها ان عناصر الأجهزة الأمنية ومعظم قياداتها لا تتصرف دون أمر سياسي من فوق. كل المسؤولية عن هذه الأعمال المشينة التي تقوم بها بعض الأجهزة الأمنية  تتحملها القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية. عناصر الأجهزة الأمنية هم من أبناء الشعب الفلسطيني المناضل لهم عائلاتهم ولهم تاريخهم المناضل وأنا على قناعة تامه بأنهم بأكثريتهم الساحقة ممتعضون ومستائون مما هم مجبرون على القيام به،  الا ان قوت عائلاتهم ومصير ابنائهم مرتبط بوظيفتهم بالاجهزة الامنيه وهم بصراع يومي بين الوظيفة وقوت العائلة والواجب الوطني الشريف. 
ما تقوم به قيادة السلطة الفلسطينية من تحركات ليس استراتيجية جديدة بالتعامل مع الوضع المأساوي الذي يزداد يوماً تأزماً في فلسطين المحتلة.  وهو ايضاً ليس تخبط سياسي كما يدعي البعض. ما تقوم به السلطة من كتم للغضب الجماهيري وملاحقة.          " المشاغبين" من نشطاء  وفصائل مقاومة وصحافيين هو تجسيد وتنفيذ كامل للتنسيق الأمني مع الاحتلال نزولا عند رغبة الدول المانحة التي تعطي تعليماتها للسلطة وقياداتها عبر رجالها الموجودون برام الله . 
برأينا ونحن لسنا وحدنا، بل هو ايضا رأي خبراء فلسطينيون وعرب واجانب كثيرون، ان التنسيق الأمني الذي ألقى عليه الرئيس محمود عباس عباءة القدسية ووضعه فوق كل المصالح الوطنية المتفق عليها اصبح الكابوس اللاجم والقيد المحكم للحركة الوطنية الفلسطينية ونضالها ضد الاحتلال الصهيوني. من البديهيات انه من حق أية قيادة لشعب ما ان تتخذ الاستراتيجية التي تراها مناسبة لتحقيق أهدافها السياسية ضمن رؤيتها للواقع، والشعب يحاسب هذه القيادة ويقيم استراتيجيتها بالانتخابات. هذا هو الوضع الطبيعي في الأنظمة الديمقراطية والشبه ديمقراطية، لكننا في فلسطين المحتلة بعيدون سنوات ضوئية عن هذا الواقع. القيادة الفلسطينية من رئاسة السلطة ومجلسها التشريعي فقدوا شرعيتهم، كما يراه الدستور الفلسطيني، منذ سنوات.  رغم تربعهم على عرش السلطة دون استفتاء ودون محاسبة ومع هذا الاختراق الدستوري الصارخ الا انهم لم يحملوا أنفسهم حتى عبء المحاولة لشرح "استراتيجيتهم" بالتعامل مع "اصدقائهم" لابناء شعبهم،  واكتفوا، الرئيس محمود عباس ومطبخه بالقول: ان التنسيق الأمني مقدس!! لا بل اكثر من هذا؛ أحداً منهم لم يشرح للشعب على مدار السنين كلها ما يحصل حقاً في التنسيق الأمني مع الاحتلال وما هي حدود هذا التنسيق ان وجدت أصلاً! وما منفعة هذا التنسيق والاحتلال جاثم على صدور شعبنا ويلهم من ارضنا!  
لا حاجة لان يكون القارئ خبير سياسي وأمني ليفهم حقيقة التنسيق الأمني. الكل يعرف ان هذه الجلسات التنسيقية ليست جلسات دردشة واحتساء القهوة بين الطرفين.  نظرة سريعة على صفحات الانترنت لوزارة الخارجية الإسرائيلية ووزارة حربها ومواقع مخابرات الجيش " "walla تمكن كل شخص الاطلاع وبوضوح كامل على ما يجري حقيقةً ضمن التنسيق الأمني. منذ سنة 2011 تعقد سنويا بين الطرفين الصهيوني  والفلسطيني اكثر من 320 جلسة، اي بمعدل جلسة يوماً ان استثنينا ايام العطل عند الطرفيين. في هذه الجلسات يتم سنويا، حسب معطيات المواقع الصهيونية، تنسيق حوالي 1100 عملية أمنية.      
التنسيق الأمني كما هو متعارف علية في العلاقات الدولية اداة سياسية - أمنيه لتوثيق الأمن والاستقرار العام بين دولتين صديقتين بتبادل المعلومات الأمنية التي تخص البلدين ومصالحهما،  وهو أيضاً اداة وقائية لردع تٓأزُم الصراع واحتدامه بين كيانين متواجدان في حالة هدنة من النزاع او الحرب الدائرة  بينهم. السؤال المطروح هنا: أية حالة تنطبق على فلسطين المحتلة وجارتها اسرائيل الصهيونية؟ 
اذا اعتبرنا تصريحات الرئيس محمود عباس حول " أصدقائه الاسرائليين" كلام عسلي لترطيب الأجواء بين خصومين ليس الا، لوجب علينا ان نستنج ان فلسطين المحتلة وإسرائيل دولتان لا تربطهما علاقات صداقة وشراكه حقيقية ومصالحهم الوطنية متضاربة. هذا استنتاج بديهي لعموم ابناء الشعب الفلسطيني والنتيجة الواقعية ان اي تنسيق أمني بينهما يتعارض مع المصلحة الوطنية العليا. لكني أشكك انه ايضا استنتاج بديهي لعدد لا بأس به من الرجال في قمة الهرم السلطوي.
 الحالة الافتراضية  الثانية لارضية التنسيق الأمني هي  ان فلسطين المحتلة وشعبها في نزاع وحالة حرب مع الدولة المغتصبة، اسرائيل،  الا ان الكيانين وقعوا اتفاق هدنة بينهم ووجب التنسيق الامني بين الطرفين لكي لا يتأزم الوضع الأمني وينتقل الى صراع مفتوح بين القوات العسكرية للطرفين ينتج عنه قتل للأرواح ودمار للبنية التحتية على الجهتين! اذا اعتبرنا ان اتفاق اوسلو هو اتفاق هدنة على الطريق للوصول الى اتفاق سلام كامل فيجب ان تعني الهدنة، وفق المعايير الدولية،  وقف وتجميد اعمال العداء باشكالها المختلفة في هذه الفترة . الواقع في فلسطين المحتلة يظهر لنا صورة مختلفة عن هذا السناريو. في فترة "الهدنة" والتي بدأت سنة 1993 شنت اسرائيل ثلاث حروب على فلسطين المحتلة ( حربين على قطاع غزة وحرب على الضفة الغربية) ودمرت قطاعات باكملها وقتلت الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني اضافة الى مصادرة مساحات شاسعة من ارضة واستوطنت داخل الاراضي المحتلة وسلبت مصادره الطبيعية وخطفت الآلاف من ابناءه العزل وسجنتهم خارج وطنهم. كل هذا خروقات لأي اتفاق ممكن ان نسميه "اتفاق هدنه" وخرق لكل المواثيق الدولية. نستنتج من هذه الحقائق ان اسرائيل لا تعتبر ان بينها وبين فلسطين المحتلة اتفاق هدنة لذا وجب طرح السؤال على للرئيس عباس ومطبخه : لماذا ما زلتم متمسكون باتفاق نقضه الطرف الاخر منذ ساعاته الاولى وداس على بنوده مراراً وتكراراً?  ولماذاوما زلتم متمسكون بالتنسيق الامني معه؟ لماذا تتصدون لكل محاولة  عسكرية وشعبية لمقارعة الاحتلال?
  اسأله وجيهه اعتقد انها تدور برأس كل فلسطيني ورأس كل محب للشعب الفلسطيني ومناصر لقضيته. 


الى محمد بركة قائداً ومناضلاً/ شاكر فريد حسن

   
انتخب النائب السابق ورئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الرفيق محمد بركة رئيساً للجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني . وهو انتخاب مشرف ومستحق وعن جدارة . فالرجل المناسب في المكان المناسب ، والصديق محمد بركة قادر ان يشغل هذا المنصب الهام ويستحقه ، إنه قدها وقدود . 
عرفت محمد بركة منذ زمن بعيد ، وتوسمت فيه الصدق والاستقامة وروح التضحية والعطاء والنضال والقيادة والاخلاص للمبادئ ، والوفاء للقيم الثورية التي يؤمن بها ويذود عنها ، قيم الاشتراكية والديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة للمرأة . وتاريخه الممتد ممتلئ بالشرف وصفحات الكفاح المضيئة ، وقدم الكثير لوطنه وشعبه ومجتمعه من خدمات جليلة . 
وغني عن القول أن حياة محمد بركة لا تقتصر على المواقف الصلبة الحازمة والقدرات الفكرية والسياسية الباهرة فحسب ، بل أن بركة رجل الفكر والممارسة يمتلك رؤية دبلوماسية مدهشة صقلتها المحن وتجارب النضال الغنية ، وهو يشكل شخصية ذات ملامح ومكونات متكاملة متوجة بكاريزما ذاتية وحضور مميز ولافت لا يختلف في جدارتها واهليتها احد . 
اننا نثمن الدور الطليعي الثوري الذي يؤديه ويقوم به محمد بركه ورفاقه وزملائه في الدفاع عن قضايا ومطالب جماهيرنا العربية الفلسطينية ومصالحها القومية ، وفي مواجهة سياسة التمييز العنصري والاضطهاد القومي ، وسياسة نهب وسلب ومصادرة الارض  ، وسياسة التجهيل والعدمية القومية ، التي مارستها وتمارسها حكومات اسرائيل المتعاقبة ضد جماهيرنا التي بقيت في وطنها وتمسكت بالهوية والارض والتراب والزيتون وحافظت على انتمائها . 
إن المسؤوليات والمهام جسام والتحديات صعبة وخطيرة ، ولكن ثقتنا بمحمد بركة ، جبل المحامل ، كبيرة ، فهو قادر بوعيه وحنكته السياسية وتجربته الثرية ، تذليل الصعاب والعراقيل وتجاوز الازمات وتعميق العمل الجماعي بين مركبات اللجنة ورسم برنامج وحدوي ونضالي مرحلي للجماهير العربية يحقق مطالبها في المساواة القومية والمدنية ، والعمل على انجاز الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني في الاستقلال والحرية واقامة الدولة المستقلة ، وكنس الاحتلال من جميع المناطق الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ . 
وفي النهاية تحية من القلب وتهنئة خالصة مع باقة ورد حمراء نقدمها لابي السعيد بمناسبة انتخابه رئيساً للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ، مع التمنيات له بالنجاح في اداء مهمته ورسالته الوطنية والسياسية والاجتماعية وخدمة اهداف اللجنة ، وصباح الخير . 

التبدلات في المشهد السوري/ راسم عبيدات

واضح بأن هناك تبدلات وتحولات وتغيرات جدية في المواقف الأمريكية والأوروبية الغربية وتوابعهما من جماعة التتريك والمشيخات النفطية العربية من الأزمة السورية،بعد ان كانت تلك المواقف طول الفترة السابقة مشوشة ومرتبكة ومتناقضة،بحيث كان يجري التعبير عن الموقف من ثم يجري التراجع سريعاً عن هذا الموقف،وحتى اتخاذ موقف مغاير للموقف المتخذ،ولكن هناك جملة من المتغيرات فرضت مثل هذه التحولات التي لا يمكن الرجوع عنها فيما يخص الحل السياسي للأزمة السورية،فلم تعد الإشتراطات للحل برحيل الرئيس السوري،ولم يعد الرئيس جزء من الأزمة بل هو عنوان الحل.

هذه التبدلات والتحولات في المواقف من الأزمة والمشهد السياسي في سوريا،أملتها جملة من الظروف والتطورات بحيث تجعل العودة عنها شبه مستحيلة،ويقف في مقدمتها النقلة النوعية الروسية في التعاطي مع هذه الأزمة،حيث نشهد تدخل عسكري روسي مباشر في محاربة الإرهاب،من خلال الأسلحة والقوات المرسلة الى سوريا جوية وبرية وبحرية،فروسيا في محاربتها الى جانب القوات السورية وقوى المقاومة الأخرى للتنظيمات الإرهابية،تدرك بأن ذلك يشكل جزء من دفاع عن أمنها القومي،وليس فقط الدفاع عن حليفها،فسوريا معقلها الرئيسي والوحيد في المنطقة المطل على البحر المتوسط،وكذلك المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية،عدا عن كونها تقف على بحيرة نفطية في سوريا والعراق،فهي تسيطر على خطو إمدادات خطوط النفط والغاز الروسي،وكذلك الجماعات الإرهابية القوقازية والشيشانية،قد يجري توظيفها من قبل امريكا والغرب الإستعماري ومشيخات النفط الخليجي للعبث بالأمن القومي الروسي،ولذلك هذا التدخل الروسي من شأنه تقوية النظام الروسي،وخصوصاً ان روسيا تقول بأن مساعدتها العسكرية لروسيا تجري ضمن ميثاق الأمم المتحدة،حيث الحكومة السورية الشرعية هي من طلبت تلك المساعدة،ولا شرعية في سوريا سوى للجيش السوري وقيادته،هذا التغير النوعي الروسي من الأزمة السورية،احدث تبدلات مهم في المواقف الأمريكية والأوروبية الغربية والتركية وحتى الغنوشي أحد قادة الإخوان المسلمين،بحيث بات مصير الأسد يقرره الشعب السوري،وللتخفيف من حدة التراجع في المواقف،جرى ويجري الحديث عن دور للأسد في المرحلة الإنتقالية.
والعامل والموقف الروسي ليس الوحيد الذي لعب دوراً هاماً في مثل هذه التغير في المواقف لمكونات العدوان على سوريا،ولكن توقيع الإتفاق النووي الإيراني،وتزايد تأثير العامل الإيراني على المواقف الأوروبية الطامحة كل منها بأن تنال حصتها من الإستثمارات الإقتصادية والعقود للأعمار في ايران بعد رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عنها،وما ترتب على ذلك من اعتراف أمريكي- أوروبي غربي بالمصالح الإيرانية في المنطقة،وبأن ايران جزء من الحل وليس الأزمة في سوريا،وهذا ما تبدى من قول وزير الخارجية الأمريكي كيري بأنه سيعرض على نظيره الإيراني محمد جواد ظريف رؤيا وتصور أمريكي لحل سياسي للأزمة في سوريا على هامش اجتماعهما في الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة،وسبحان مغير الأحوال كيري يعرض وظريف يرفض او يوافق او يعدل..؟ما لم يكن مقبولاً قبل أشهر أصبح مدماك الحل الان.
وأيضاً بسبب ما ترتكبه من جرائم وفظائع الجماعات الإرهابية والمتطرفة وفقدان الأمن ومقومات الحياة في المناطق التي تسيطر عليها،رأينا نزوحاً كبيراً وواسعاً نحو البلدان الأوروبية بمئات ألآلاف،هذا النزوح الذي أقفلت في وجه حدود البلدان العربية التي تورطت في مد وتزويد تلك الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والرجال،لكي تدمر بلدهم وتجبرهم على الهجرة ،تحت يافطة وشعار جلب الحرية والديمقراطية لهم،من قبل بلدان ليس لها علاقة بالحرية او الديمقراطية كمفاهيم وقيم،أحدث ضغطاً وتوترات كبيرة بين الدول التي نزحت إليها أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين،وكذلك تنامي النزعات العنصرية بين مواطني تلك الدول،وما قد يحدثه هذه اللجوء بهذه الأعداد الكبيرة من تأثيرات ديمغرافية في تلك البلدان،وكذلك ما يترتب على ذلك من عدم إستقرار.

وهناك عامل ومتغير هام آخر هنا،ألا وهو الجماعات الإرهابية التي شاركت في الحرب والقتال الى جانب الجماعات المتطرفة في سوريا من سكان تلك الدول،حيث ان عودتها وعدم القدرة على ضبطها،كما حدث مع العرب الأفغان والجماعات الإرهابية التي تمردت على مشغليها،ونقلت الإرهاب الى الدول التي عادت اليها ولغيرها من الدول،فهذا خطر جدي على استقرار وأمن تلك البلدان،وبالتالي أسهم ذلك في التحولات في المواقف من الأزمة والحل السياسي في سوريا.

ولعل العامل المهم جداً هنا هو الصمود غير المسبوق للجيش العربي السوري وتماسكه وقدرته وخبرته الطويلة في محاربة تلك الجماعات الإرهابية،والتفاف الشعب السوري حوله وحول قيادته الشرعية،هي من العوامل الهامة في إحداث مثل تلك التغيرات والتحولات.
نحن اذا أمام متغيرات دراماتيكية في المواقف من الأزمة السورية والحل السياسي لها،بحيث أصبح الرئيس السوري جزءاً وعنواناً لحل سياسي يجري تحت سقفه،بعد ان رحيله شرطاً للحل،وهذا التغير الان واضح بأنه من الصعب التراجع عنه في ظل التراجعات في القدرة الأمريكية على فرض حلولها في المنطقة،حيث لم تحقق نجاحات تذكر في حل تلك الأزمات وفق إرادتها ومصلحتها،ولكون روسيا أضحت لاعباً مهماً في الحلبة الدولية،وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط،ولذلك في القريب العاجل سنشهد حجيجاً اوروبياً وعربياً لدمشق وفي ظل قيادة الأسد الذي صمد ورحل العديد من الزعماء الذين اعلنوا عليه الحرب.

ملامح السخرية في كتاب أحلام مستغانمي: قلوبهم معنا وقنابلهم علينا/ عبد القادر كعبان

إن كلمة "سخرية" تحمل العديد من المعاني في لغتنا العربية فهي قد تدل على إخضاع الآخر، إذلاله أو قهره مما يعكس نظرة دونية قد نهى عنها ديننا الحنيف، حيث وردت هذه الكلمة في العديد من المواضع في القرآن الكريم كقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم" (سورة الحجرات، الآية 11). و من هنا ندرك معنى أن لا يستهزئ بشر بغيره مهما كان جنسه أو لونه أو طبقته الاجتماعية أو حتى إن كان أميا لا يعرف القراءة والكتابة، ولا يحتقره حتى لا يشعره بالإهانة مقارنة بالآخرين، وهذا أصبح حال الكثيرين من أبناء شعبنا العربي اليوم للأسف الشديد. 
هذا المشهد الذي يحتوي إجمالا على ملامح السخرية جعلنا نقف أمام كتاب "قلوبهم معنا وقنابلهم علينا" (1) للمبدعة الجزائرية أحلام مستغانمي وهو جملة من المقالات كتبتها بحروف الألم الذي امتزج بالسخرية من واقع عربي هزيل خلال فترة الغزو الأمريكي للعراق نشرتها عبر مجلة "زهرة الخليج" الإماراتية على مدار عشر سنوات.
من هنا نستنتج أن مصطلح السخرية يعتبر من أرقى أشكال التعبير الأدبي مهما كان جنسه: مسرحية، قصة، قصيدة شعرية، رواية أو مقالة، خاصة لما يحمله في طياته من مواقف انتقادية تظهر في إحساس الكاتب بالمفارقة الدلالية بانفعال لا يخلو من ملامح الفكاهة والإمتاع حيث تقول المبدعة أحلام مستغانمي في شأن مقالاتها: "بعض هذه المقالات بكيت وأنا أعيد قراءتها، وبعضها ضحكت ملء قلبي كأنني لست من كتبها. وبحسب مقياس هذه الأحاسيس المتطرفة، ارتأيت أنها تستحق منكم القراءة" (ص 7).
من العتبة الأولى للنص ممثلة في العنوان "قلوبهم معنا وقنابلهم علينا" تستوقفنا مفردتين أساسيتين "قلوب" و"قنابل" لكل منهما دلالة تختلف عن الأخرى، فالأولى جمع "قلب" والذي تربطه علاقة وطيدة بمشاعر الإنسان وضميره كذلك، أما الثانية مفردها كلمة "قنبلة" وهي جسم معدني أجوف يحشى بالمواد المتفجرة ويقذفه العدو على غيره. من هنا نرى أن عنوان هذا الكتاب يحمل نظرة ضبابية وانسداد أفق وظلم يحكم حياة جملة من البشر وواقع بلد بعينه، منذ لامسته أقدام العدو وهذا ما سيكتشفه القارئ حتما خلال مباشرة عملية القراءة.
تعلن المبدعة أحلام مستغانمي ومنذ أول مقالة لها في الباب الأول (شوف بوش بقى واتعلم) تحت عنوان "من غير ليه.." عن رفع التحدي وهذا يبدو أكثر وضوحا من خلال سخرية لاذعة تطبع النص الأول بشكل عام حيث تقول: "لا تسألوني لماذا لا أحب بوش الأب، لا بوش الابن، ولا بوش الأم. وإذا كان لا بد لي أن أختار واحدا من آل بوش، فسأختار الكلبة بوش، تلك التي أثناء إقامتها في البيت الأبيض، وبصفتها الكلبة الأولى، اختارت أن تضع مواليدها في غرفة نوم الرئيس..." (ص 13). هذا يدفعنا لنكتشف كقراء جملة من الآليات التي توظفها الكاتبة ببراعة لتنقل لنا موقفها مما يجري في الواقع كقولها في المقالة الثانية المعنونة "إذا لم تستح...": "...لا أعرف من ناس أميركا إلا سياسييها، ومن اشتهر من نجومها، فلقد عجبت لأنني لم أجد في تاريخ أحد من هؤلاء ما يشي بذرة من الحياء، إلا إذا كان وصول بعضهم للنجومية، أو للسلطة، يتطلب أن يكون معافى من هذا المرض الأميركي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمناصب السياسية الكبيرة..." (ص 17)، وبصراحة فعنوان المقالة يدفعنا لنتذكر فورا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، فالحياء رافد من روافد التقوى لكن أمريكا لا تعرف مذاقه للأسف الشديد، وهذا ما عبرت عنه مستغانمي من خلال تلك السطور بلهجة تهكمية لا تخلو من السخرية بامتياز. 
تتحدد معالم هذه اللهجة الساخرة كذلك في الباب الثاني (العراقي هذا الكريم المهان) أيضا انطلاقا من تعدد المواضيع ذات التيمة الواحدة التي ترتكز على كرامة العراقي المهانة، ثم من إلمام الكاتبة بمعطيات تخص الأحداث التي تعرض لها العراق الشقيق ومعرفتها بخلفيات عدوه الأمريكي ففي مقالتها الموسومة "اضرب القطوسة.. تفهم العروسة" حيث تقول: "ولذا، الدبابة الأميركية التي صوبت نارها نحوهم ما كانت تقصد سوانا، نحن ملايين المشاهدين العرب، الذين رأينا دمنا يتدفق في كل مكان في فندق فلسطين. والنار التي استهدفتهم، بذريعة الخطأ، ما انهالت عليهم سوى لتشرع الحرب المعلنة على الحقيقة، حيث سقوط المدن يعني سقوط الشهود العيان." (ص 49).
لا تكتفي الجزائرية أحلام مستغانمي بفضح هذه الهيمنة بعين الحياد المزيف الذي لا يخلو من نبرة الغضب بل تعمل على خلخلة الحاكم العربي وإخراجه من دور البطولة الكاذبة حيث تقول في مقالتها "شاربا الطاغية.. وأحذيته": "ذهبا شاربا صدام، وما زال البعض يحوم حول ما يحلو للذباب أن يحط فوقه. ذلك أن المشكلة ليست في شاربي الطاغية، بل في من لا يتصور نفسه إلا ذبابة." (ص 63).
ملامح السخرية تتكرر في مجمل مقالات الأديبة مستغانمي حيث تنقل لنا جملة من الأحداث بامتدادات أخرى تعزز غاية التهكم الذي يظهر جليا في الباب الثالث (خالتي أميركا) فمثلا تظهر عدة مقاطع تستدعي التأمل في مقالتها الموسومة "قلوبهم معنا.. وقنابلهم علينا" وهي التي اختارتها عنوانا مناسبا لكتابها بدقة متناهية أين نقرأ ما يلي: "تصوروا أمة تأتي بمئات الألوف من رجالها، وبترسانة حربية لم تشهد مثلها الكرة الأرضية.. فقط لتأخذ بزمام أمور شعب آخر لوجه الله، وتنفق من مالها لهدايتنا، ما تعجز قدرة البسطاء من أمثالنا على حسابه. كل هذا من أجل عيون الديموقراطية، كي تهبنا نعمة الحرية، باسم أرباب عدالة العالم الذين،  لمحض مصادفة، هم  أيضا أرباب الاقتصاد العالمي!" (ص 129-130).
ستتحدد السخرية بشكل مباشر من خلال مقالة أخرى تحت عنوان "أكاذيب.. بالجملة" التي افتتحتها الكاتبة بمقولة تشرشل (في الحرب تصبح الحقيقة ثمينة إلى درجة أنها يجب أن تحاط بحراس من الكذب)، وتلك أسلبة اختارتها مستغانمي كتكنيك يخاطب المعنى الاجمالي لما تكتبه في مجمل مقالاتها تأكيدا على البعد الساخر في خطابها فمثلا نقرأ ما يلي: "النصب أخو الكذب. لذا دوما كانت حقول الأكاذيب الغربية تهز كلما رأت رؤوس أموال عربية قد أينعت.. وحان قطافها." (ص 149).
تفضح المبدعة أحلام مستغانمي نوايا الخطاب السياسي الأمريكي المبني على قيم مزيفة ترفض السلام واحترام الآخر من خلال جملة مقالاتها في الباب الرابع والأخير (تصبحون على خير يا عرب) حيث نقرأ لها في مقالة "قل لي.. ماذا تشرب؟" ما يلي: "في زمن الطهارة الأميركية، والنوايا الحسنة لكبرى الشركات العالمية، كيف لا ننام مطمئنين وكوكاكولا بطيبة الأم تريزا تفكر فينا، والقديس 'ماكدونالد' يدعو لنا مع كل همبورغر بالخير و'نايك' و'أديداس' يقودان خطانا نحو أحلامنا القومية الكبرى." (ص 194). هنا نشهد أنه غزو ثقافي بصفة حضارية يهدف أولا لطمس هويتنا العربية الاسلامية ويشجع شبابنا للتخلي على ثقافته الوطنية، وثانيا يعتبر بدوره غزوا اقتصاديا ذات خلفيات سياسية خبيثة. 
أخيرا نتبين من خلال جملة مقالات هذا الكتاب كيف تفضح مستغاني الأفكار السامة للغزو الأمريكي بل وتسخر بأسلوب راقي من خلال تشريح إيديولوجياته السياسية الدنيئة بآليات انتقادية ترفض الإجرام المسلط على ذلك العربي الذي لا يزال يتخفى وراء صمته ويسخر من أخيه العربي الآخر، حيث يذكرنا ذلك بمثال المبدعة أحلام مستغانمي في مقالتها الموسومة "جوارب الشرف العربي" الذي افتتحته بمقولة من القرن الثالث قبل الميلاد لصاحبها كوانتوس إينيوس أين نقرأ ما يلي: "مشهد حميمي، يكاد يذكرك ب'كليب' نانسي عجرم، في جلبابها الصعيدي، وجلستها العربية تلك، تغسل الثياب في إناء بين رجليها، وهي تغني بفائض أنوثتها وغنجها 'أخاصمك آه...أسيبك لا'..." (ص 78). 

المصدر
(1) أحلام مستغانمي: قلوبهم معنا وقنابلهم علينا، دار الآداب، ط 3، 2010.
 *كاتب صحفي جزائري

الخطأ أكبر المؤدّبين/ شوقي مسلماني

(قال)  
رجاءً احترموا العقول يا ذوي العقول السحريّة!. 
** 
إتّفاقيّة "كامب دايفيد" 1973 رصاصةُ "الرحمة" في جريح "هزيمة 1967". والإسلامي التكفيري اليوم ينبش قبر الجريح ذاته ـ الذي مات ـ ويبعثر رفاته. 
** 
وكانوا معزولين إلى درجة أنّ حكّامهم الأجانب ظلّوا، وحتى بعد زوال دولتهم الأمّ، يحكمونهم لسنوات.  
** 
ولا بأس، ومثالاً لا حصراً كتاب "أزمة العقل العربي أم أزمة البرجوازيّة العربيّة" لشهيد الفكر مهدي عامل، من يقرؤه؟ الحضور ـ الغياب؟. أيضاً مثالاً لا حصراً كتاب "ماركس في استشراق إدوارد سعيد" لمهدي عامل أيضاً، هو لمن؟. للرمل؟. بالإضافة إلى بلاغة هذين الكتابين المسألة بحقّ هي مسألة مستوى يجنح إلى أعلى. 
**  
فلقونا، جعلوا لأبناء الأقليّات ممثّلين في البرلمان. نحن نريد أن نرى دستوراً لا ينظر إلى المواطن على أساس أنّه أقلّوي، بل على أساس أنّه مواطن في وطن واحد بين مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات وحريّة الرأي والمعتقد. 
** 
ألف لواحد وواحد بألف. 
** 
القائد هو الذي يقول ما أنتَ تفكّر به. 
**  
الخطأ أكبر المؤدّبين. 
** 
النفَس الملحمي لن يُدركه من ليست له دراية بالنفَس الملحمي. 
** 
ليس الآخر ما ترغبه أن يكون عليه بل ما هو عليه. 
** 
العزيز في الغربة ذليل.  
***

(زاهي حوّاس)  
"لا يجب أن تكون رجلاً مجتهداً فحسب؛ ولكن يجب أن تكون مديرًا قويًّا. فمن أجل أن تقوم بعمل جيد يجب أن تكون متواضعًا وقويًّا في نفس الوقت". 
*** 

(الصادق النيهوم) 
العرب المسلمون يسمّون الفقيه عالِماً!. 
***

(أوراق)  
هو يطلب لي الشرطة وأنت تطلب لي الشرطة "هوّه إحنا بعيد الشرطة"؟. ـ وحيد سيف في مشهد من فيلم مصري. 
**   
تجفل الملكة في الفيلم المصري وتصرخ: "يالهوي، يالهوي"!.  
** 
في عزّ مشهد "إغراء" من فيلم مصري يظهر على الشاشة إعلان موعد آذان الصلاة!. 
** 
الزوجة التي تساعد زوجها على ارتداء سرواله لا تتركه وحيداً في أيّامه الأخيرة.. ولكن من يدري؟.
** 
عثرَ على صندوقين. كان في الصندوق الأوّل مليون دولار، وفي الثاني ذهب وأحجار كريمة أيضاً بقيمة مليون دولار. وعلى رغم القيمة المتساوية للصندوقين، بما يحتويان، بالكاد نظر إلى الصندوق الأوّل، وأبدى فرحاً حقيقيّاً بالثاني. 
** 
أعاد خلط الأوراق بشكل مدروس. 
** 
"دي أن آي": سِفْرُ الحياة أو الكونُ  في خليّة. 
** 
"استوسَخوا ـ استنسَخوا واحد منُّه"؟ ـ يقول وحيد سيف في مشهد من فيلم مصري.  
** 
"اللي عايزك تبصّله لازم يطلعلك" ـ مثل مصري. 
** 
وعندما لا يليقُ سواك في خضمّ الإتّجاهات. 
***

(هوامش)   
فوّاز طرابلسي قال أنّ مؤسّسي "اليسار الديمقراطي" هم: الياس خوري، سمير قصير وزياد ماجد، وأنّ الثلاثة هؤلاء اختزلوا الإستقلال اللبناني بالعداء لسوريا، وأنّهم ليبراليّون إقتصاديّاً ويتغازلون مع الطائفيّة. 
**  
فيلمان روائيّان: "طروادة" و"300"  لوحات بجماليّة عالية، تختصر أحقاباً وحروباً وأبطالاً وانكسارات وانتصارات، ودائماً ذهب، سلطة، إبادة. 
** 
ما أجمل أسماء هنود حمر: "الرقص مع الذئاب"، "تقف بقبضة عالية"، "الريح في مفرق شعره". 
** 
يقول العالم نيل تايسون أنّ أوّل من نظر علميّاً إلى السماء وبلا منازع هو عالم من البصرة!. 
** 
حيّز القرية والطبيعة فسيح في قلب وعقل وإبداع جبران خليل جبران. 
***

(من محفوظات صديقي فضل عبد الحي)  
ـ إن ترضى بما قلّ كثُر. 
ـ لا تخافوا الموت فإن مرارته في خوفه. 
***

(خواتم)  
ـ العقل بطاقة مرور القصيدة. 
ـ الشِعر عقل لا ينتظم بمعرفة، بل ينتظم بالمعرفة. 
ـ الشعر من أكثر الفنون تفاؤلاً وأعلاها صوتاً.  
ـ حيث العقل أعلى يكون الشِعر أعلى. 
Shawki1@optusnet.com.au

بين نسخ تجربة الغير بعالم الصحافة و بين الإبداع/ فراس الور

كنت في يوم من الايام أطالع ما ينشر حول مهرجان مهم في الأردن منذ بضعة سنين، و كنت اراقب ما تكتبه أقلام النقاد و الصحفيين عن فقارته الغنية و فعالياته المتنوعة حيث كان الحدث الابرز في ليالي صيف عمان الغنية دائما بالفعاليات الترفيهية، فكان مهرجان جرش للثقافة و الفنون قبل أن يتم إلغائه لفترة من الوقت ثم إعادته لنا مؤخرا من أكثر المهرجانات شهرة في الوطن العربي و استقطاب للفنانين بتاريخ الأردن على الأطلاق، و كم أسعدني بدء أول يوم من فعاليته حينها حيث هل ضيوف الأردن الكرام للمشاركة بحفلاته التي كانت حينها ستجري وسط سلام كبير قبل أحداث الربيع العربي المؤسفة حيث تيسر لفنانين من لبنان و سوريا مصر القدوم لبلادنا المضيافة الحبيبة، و مع كل أسف هنا كانت الصدمة الكبرى لي، 

بعد بدء فعاليته كانت الصحافة تكتب بروح طيبة حول النجاح الكبير الذي كان يحصده هذا المهرجان الراقي، و كانت بعض الأقلام تكتب على الإنترنت عن فعاليات قادمة كنوع من الدعاية له ايضا...و لكنني لاحظت تكرار بعض النصوص حرفيا بالعديد من الصحف الإلكترونية و كأنها آلة نسخ تكرر ما يتردد على لسان بعض الكتاب...فلاحظت غياب مفهوم التجربة الذاتية عند العديد من الصحافيين الذين يكتبون عن هذا المهرجان مع كل أسف، فهل يُعْقَلْ أن تتحول صحفنا الإلكترونية الى آلة نسخ بكل امكانياتها و تنسخ مقالة واحدة يتم تداولها بين الأشقاء العاملين بهذا المجال؟ هذه ليست سرقة بصورة مباشرة بل اسمها تعبئة صفحات إلكترونية بدون وعي و الخوض بتجربة ذاتية حتى أُقَيِمْ الأمور و أكتب كصحفي عن الحفل من خلال حضوري الشخصي و أختبار بصورة ذاتية أجواء الحفل، فهذه الخطوة ستساعدني كأديب بشحن حواسي و إثراء خبرتي عن الحفل لأكتب على سبيل المثال لا الحصر عن الحضور و كيف تفاعل مع الفنان الذي يحي الحفل، كيف كان مستواه الغنائي؟ حل نجح هذا الحفل أم لا؟ ماذا كان شعوري كمستمع و كناقد فني و أنا استمع الى الحفل الغنائي؟ ما كانت اراء بعض الحضور عن الحفل، الخبرة الذاتي ستشحن قلم الأديب بأرقى العبارات ليعبر عن رأيه بالحفل الذي يحضره فغالباً عندما تتوفر هذه العناصر بذهن الأديب سيكتب بإبداع عن الحفل أو الأمسية الذي شاهدها و ستكون كلمته موزونة أكثر و ستتزين مقالته بالبلاغة اللغوية المطلوبة...بل سيجد أن قلمه سينجح بصياغة مقال صحفي يتسم بالمصداقية التي غالبا ما سيشعر بها القارئ فورا و هو يطالع اسطر المقال...و هذه العناصر ستبني للأديب الإحترام و التقدير عند الجمهور الذي سيعتاد على مطالعة كل جديد له، 

أذكر هنا خبرة مررت بها حينما كتبت مقالة حول ظاهرة انتشار سيارات التكسي في العاصمة الأردنية عمان، فطلبت مني رئيسة تحرير المجلة التي كنت أنوي نشر المقال معها أن أكتب هذه المقالة و أن أضع مقارنة بين هذه الخدمة بالأردن و خدمة التكسي بولاية نيو يورك في أمريكا، شعرت حينها بأنني أمام مسؤلية كبيرة و كم وجب علي أن أتمتع بأخلاقيات مهنية عالية حيث أن مقالتي سيتم نشرها بأكبر مجلة إنجليزية بالاردن و يعني هذا أن شريحة واسعة جدا من المجتمع بكل طبقاته المثقفة ستتطلع عليها، فأذكر بأنني زرت محامية صديقة لي و طلبت منها ديوان قانون السير الأردني كي يصبح لي خلفية قانونية و أنا أكتب عن هذه الظاهرة التي اجتاحت عمان بصورة غير طبيعية حينها، و قد طالعت هذا الديوان بالكامل، و كم أمضيت ايام طويلة زرت فيها المسؤلين عن هذا القطاع لأخذ تصريحاتهم و تطلاعتهم لحل هذا الموضوع، و قمت بسؤال العديد من سائقي التكسي عن المشاكل التي تواجههم بحياتهم المهنية، و من ثم أمضيت ساعات طويلة اطالع الموقع على الإنترنت لسيارات الأجرة بنيو يورك فكلمتي كانت يجب أن تتمتع بالمصداقية، و بحمد الله نشرت المقالة لي بعام 2004 في مجلة  Living Well الرائدة بالأردن، فالأديب الصادق ابن المهنة الأصيلة سيشرع بعملية البحث العلمية و المنهجية كثيرا و مطالعة المراجع الأكاديمية إن لزم الأمر قبل أن يكتب كلمة بمقاله أو في الصحيفة الذي يكتب بها، فمهنة الكتابة تتمحور بالدرجة الأولى عن قدرة الكاتب على تقديم رأيه و من ثم أن تكون المعلومات التي يقدمها صحيحة و أن يتمتع مقالة بالمصداقية المطلوبة، 

نحن في نهاية المطاف نريد كلمة حسناء تساهم بحركة إعلامية قوية و متزنة تنبع من أقلام مبدعة صادقة و ليست منافقة تسعى لإتمام واجباتها فقط بصورة عشوائية، فالحركة الإعلامية بأي بلد هي جزء من النشاط الثقافي الذي يجب أن تُراعَى به أخلاقيات المهنة على أكمل وجه، و يجب أن تكون الأقلام المهنية المشحونة بالحب للمهنة و بالإخلاص المهني حاضرة كي تعطي بسخاء و ليست لنسخ تجربة الغير بصورة عمياء او لتعبئة الصفحات الإكترونية بصورة عبثية، فالكاتب المبدع سينجح بلفت الأنظار له لأنه يحترم ذكاء القارئ من خلال ما يكتب لذلك هو ناجح بالوصول بصورة مبدعة الى القارئ ليخاطبه بما يريد، أتمنى أن تصحي هذه الكلمات الضمير الغائب عند بعض الإخوة...لا غير،  

احنا آسفين يا وزيرة الهجرة/ أشرف حلمى

بعد أيام من هجوم بعض الإعلاميين على وزيرة الهجرة الجديدة الدكتورة نبيله مكرم بسبب حلفانها اليمين الدستورى أمام السيد رئيس الجمهورية  بفستان قمه فى الأناقة ولكنه نصف كم بل وإتخذت منه بعض الفضائيات مادة إعلامية لجذب ورفع نسبه المشاهدين لديها نتيجة إفلاسها الإعلامى  دون إعتبار وإحترام لرئاسة الجمهورية التى لم تعلق من بعيد او قريب بخصوص هذا الامر مما يعتبر إهانة للرئاسة نفسها بحجة مخالفة البروتوكول الذى يجهلونه هؤلاء الإعلاميين .
لقد وقفت أمام هذا الموضوع أيام قليلة منتظراََ ردود افعال هؤلاء المنافقون   من مواقفهم المخزية تجاة أولاََ رفض علاء عبدالصادق مدير كرة النادى الأهلى استلام ميداليات كأس مصر ومصافحة مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك فى وجود كبير الياوران مندوب رئيس الجمهورية وخالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة والذى يعبر عن عدم إحترام علاء عبد الصادق للشعب المصرى عامة ورئيس الجمهورية ومجلس الوزراء خاصة وثانياََ مواقفهم المشينة نحو الإرهاب السلفى الذى يتعرض له أقباط العامرية الان على مسمع ومرأى الجميع وتغاضيهم عن  بعض الإعلاميين الذين باعوا أنفسهم للشيطان مقابل رشاوى الدول العربية فى صورة رحلات وهدايا لهم مؤخراََ للتنازل عن مبادئهم وأخلاقهم الإعلامية .
مما لاشك فيه عندما خرجت سيادة الوزيرة الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج عن صمتها للرد على هذه الهجمة الشرسة قائلة أنها لم تكن  تتوقع  أن يتم اختيارها وزيرة فى الحكومة وعلمت باختيارها للمنصب الوزارى يوم الخميس مساء وهو ما تطلب منها العودة من عملها من دبى فجر يوم الجمعة الذى أدت فيه اليمين أنما أرادت الوزيرة  توجيه عدة رسائل الى دول الغرب من خلال فستانها الأنيق منها
١ - تغيير نظرة دول العالم الى مصر من خلال الملابس العصرية الأنيقة للوزيرة والتى تتماشى مع الموضة العالمية طبقاََ للبروتوكول الدولى  خاصة وان منصب وزير الهجرة والمسئول عن شئون المصريين بالخارج والمتواجدين معظمهم فى الدول الغربية يتطلب نوعية جديرة بالإحترام والتقدير ذو سلوك حضارى فى التعامل معهم كما تتعامل معهم المصالح الحكومية الغربية المتقدمة .
٢ - خروج مصر من قمم الحكم الاخوانى المتخلف الذى ضرب مصر وجعل من وزارائها وكبار مسئوليها إضحوكة فى أفواة الغربيين نتيجة تصرفائهم وآدائهم وملابسهم وخاصة عند مقابلتهم بعضهم البعض ورفض بعض وزراء الجانب المصرى السلام بالايادى على الجنس الاخر .
وأخيراََ نتمنى التوفيق للحكومة الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى وخاصة الوزيرة النبيلة نبيلة مكرم التى نفتخر بها فى بلاد المهجر متآسفين لها لما تعرضت له من إنتقاد بعض القله الإعلامية الحاقدة بسبب تفاهاتهم ونظراتهم الإعلامية المتخلفة دون الرجوع والنظر الى سيدات محترمات رؤساء دول وحكومات امثال رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر التى أدت اليمين الدستورية امام الكونجرس الأرجنتينى للمرة الثانية بفستان نصف كم ايضاََ فى حضور العديد من رؤساء دول اميركا اللاتينية الاخرى دون نقد من أحد , مرة أخرى احنا اسفين ياسيادة الوزيرة   فإن الذين هاجموكى هم للأسف بعض نجوم إعلامنا المصرى فى الزمن الردئ .

اشتاق للشتاء/ الدكتور رافد علاء الخزاعي



أشتاق للشتاء
لرائحة المطر
للأكواب الساخنه
الشاي المهيل
الحليب الساخن
رائحة الشلغم
من يد امي الحنونة
لسماع قصص عمتي
عن الجني
عن الهور
عن امجاد الاجداد
وصوت الكتيلي يرسل اشارات اعجاب
تشبه صوت بوق الانتصار
بخاره المتصاعد مع ضؤ 
المدفاءة النفطية علاء الدين
يرسم لوحات سريالية
تنافس مسرح الدمى
اشكال حيوانات
تطير على بساط سحري
على جدران الغرفة العارية
نضحك ونحن
ننظر من النوافذ
حبات المطر تتدلى من اوراق الشجر
نهرب من طول الليل
الى الحضن الدافى
الالتحام العفوي مع صوت الرعد
انه الشتاء
يعطي لارواحنا الشفاء
يرسم في مخيلتنا
قصص واساطير
تمحيها اخبار الفضائيات
عن جني حقيقي
اسمه داعش
انتفض له الاحفاد
والسوال الازلي
هل ستبقى العمات 
تحكي قصص الامجاد
قصص الحرمان
والاهأت
قصص كثيرة  لا اظن
ان العمات سترويها
للاجيال
لان وقتها
الاجيال سافروا بعيدا
في ديار اللاعودة
الى حضن
الوطن المتشظي
في هذا الشتاء

مأساة الحج وفاجعة المسلمين/ د. مصطفى يوسف اللداوي


فاجعةٌ كبيرةٌ ومصيبةٌ عظيمة، تلك التي أصابت المسلمين وألمت بهم في جميع أنحاء العالم، خلال موسم الحج لهذا العام، بعد الحادث الأليم الذي أدى إلى مقتل عشرات الحجاج نتيجة سقوط رافعةٍ عظيمةٍ عليهم، في أيام الحج المطيرة، التي شهدت زوابع ورياح شديدة، وطقساً خريفياً غير متوقع، أحدث اضطراباً كبيراً، وتسبب في فوضى مريعة، أثناء وجود الحجاج بالقرب من الكعبة المشرفة، رغم أن عدد الحجاج لهذا العام أقل من السنوات التي سبقت، ربما لانشغال الأمة والشعوب في همومها ومشاكلها الداخلية، التي أورثتهم حروباً ضروساً واقتتالاً مريراً، وقتلاً وخراباً، ولجوءاً وهجرةً، وضياعاً ورحيلاً، شغلتهم عن الحج وأرجأته إلى أعوام قادمةٍ.
لم يكد يستفيق المسلمون من هول المصيبة التي حلت بهم، والكارثة التي نزلت عليهم، حتى منوا بفاجعة مقتل المئات من حجاج بيت الله لحرام، دهساً بالأقدام، وخنقاً تحت الأجساد، نتيجة التدافع المحموم، والاستعجال غير المبرر، ومخالفة التعليمات والسير عكس الاتجاه، وعدم الوعي والدراية، والاستخفاف وغياب الحكمة، أو نتيجة الإهمال وعدم اليقظة، أو قلة الخبرة وضحالة التجربة، أو التساهل وعدم المسؤولية، والتوكل وعدم الأخذ بالأسباب، أو غير ذلك من الأسباب الكثيرة التي قد تفضي عنها نتائج التحقيق في الحادث الأليم.
لا شك أن الحزن عظيم، والمصاب جلل، والأسى كبير، والفاجعة قاسية، إلا أن الحادث قد وقع، والقدر قد سبق، ومن كانت منيته في الديار المقدسة فهي منيته المكتوبة، وقدره المحتوم، وخاتمته التي لا مفر منها، فلا ينبغي البكاء طويلاً على من فقدنا، وإن كان الحزن يسكن صدورنا ويعتصر قلوبنا، وقد يكون من الصعب نسيان الحادثة، أو تجاهل تداعياتها النفسية الكبيرة، فإنهم أعزة وأحبة، وأهلاً وأقارب، وإخواناً وأشقاء، أياً كانت صلتنا بهم فإنهم مسلمون، تربطنا بهو وشائج عظيمة، وأواصر محبةٍ كبيرة، وقد خرجوا عبادةً ليعودوا، لا ليقتلوا غرباء عن أوطانهم، ويموتوا بعيدين عن أهلهم.
لا يجوز أمام هذه المصيبة التي عصفت بنا جميعاً، أن نتسابق إلى تحميل السلطات السعودية كامل المسؤولية عما حدث، وكأنها هي التي تسببت بها عمداً، وارتكبتها قصداً، وخططت لها مسبقاً، وإن كانت تتحمل مسؤوليةً كبيرة عما حدث، فهي المسؤولة عن هذه الشعيرة العظيمة، وعليها تقع مسؤولية الترتيب والتنظيم، والإعداد والتجهيز، وضمان السلامة والأمان، وهي إذ تقوم بهذا العمل فإنها لا تكلف ولا تغرم، بل تتشرف به وتفخر، وتتيه به وتزهو، فقد أكرمها الله به وميزها عن غيرها، وقد كان العرب قديماً يقتتلون على السقاية والسدانة، أيهم يناله هذا الشرف، ويحوز على هذا السبق، فيذهب دون غيره بالفخر، ويذيع صيته بين القبائل بالشرف، وتكون له الصدارة الدائمة، والاحترام الواجب، والتقدير اللازم، والكلمة المسموعة، والرأي الرشيد.
إلا أن من كانت ترسو عليه السدانة أو السقاية، فإنه كان يهتم ويقلق، ويخاف ويجزع، ولا يهدأ في النهار ولا ينام في الليل، فهي مسؤولية عظيمة، وواجبٌ كبير، وامتحانٌ صعبٌ وخطير، لهذا فقد كان صاحب الحظ أو الابتلاء يستعد لها ويتهيأ، ويتجهز بما يلزم المهمة وما يحتاج إليه الحجيج، فيكد ويتعب، ويجد ويجتهد، ويعمل ويسهر، ومن لم يكن عنده ولدٌ وغلمانٌ، وعبيدٌ وأجراء، وأسيادٌ وأشرافٌ، وخدمٌ يقومون بالعمل، ويسارعون في الخدمة، فإنه كان يعتذر عن المهمة، ويتنازل عنها لغيره ممن هو أقدر وأفضل، وإلا فإنه يفضح ويكشف، وتسحب منه السدانة أو السقاية، وتنزع عنه الحصانة، وإلى غيره القادر تسلم وتسند.
لكن المملكة العربية السعودية، وعلى مدى العقود الماضية، أثبتت أنها تقوم على خدمة بيت الله الحرام، وتبذل أقصى وسعها في توسيع الحرم وتهيئته، وفي توفير كل الخدمات الممكنة، وتقديم التسهيلات المرجوة، فلا ينبغي توجيه اللوم لها، وتقريعها وتحميلها المسؤولية دون غيرها، واتهامها بالتقصير كأنها هي التي أجرمت وتسببت في هذه الحادثة وما سبقها، بل ينبغي أن نذكر لهم فضلهم، وأن نعترف بجهودهم، فقد أعطوا الحرم الكثير من اهتمامهم، وأنفقوا على مشاريعه الكثيرة، وتوسعاته العديدة، وخدماته الكبيرة، ولم يقتصر جهدهم على الحرم، بل امتد إلى المشاعر المقدسة في منى والمزدلفة، وفي جبل عرفات والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
وهي جهودٌ نرى آثارها بالعين، ونقف على انجازاتها باليد، ونلمس نتائجها على زوار بيت الله الحرام، راحةً وطمأنينةً، وسهولةً ويسر، فقد اتسع الحرم حتى التحقت به جبالٌ، وتيسرت المواصلات حتى تنافست فيها السيارات والقطارات، وكثرت الخيام وتنوعت، وأصبحت لا تشتعل ولا تؤثر فيها النيران ولا تصيبها الحرائق بأضرار، وتطوع عشرات آلاف الجنود للخدمة والتوجيه، والمساعدة والرعاية، والإنقاذ والإسعاف، والحماية والتدخل السريع، وساهمت طياراتٌ ومراكز إسعاف، وسياراتٌ وأماكن إيواء، وغير ذلك مما تدركه عين الحاج ولا تنكره عاماً بعد آخر.
لهذا ينبغي أن نقف أمام هذا الحدث المصيبة وغيره بمسؤولية كبيرةٍ، دينية وأخلاقية، وأن نضع تقوى الله سبحانه وتعالى نصب عيوننا، وحياة أمتنا أمام ناظرينا، وأن نكون أمناء وصادقين في التعامل مع هذه الحادثة، ودراسة أسبابها ومعرفتها، والبحث في سبل تجنبها وتجاوزها، فهذه مصيبةٌ لا ينبغي أن نستغلها في خدمةِ أهدافٍ أخرى، سعياً لتسجيل أهدافٍ، أو تحقيق إصاباتٍ، أو جني مكاسب سياسية بعيدةً عن هموم المسلمين الدينية.
بل يجب على كل قادرٍ على تقديم العون والمساعدة أن يبادر بها، ويستعجل في تقديمها، فكرةً ومشروعاً، ونصيحةً واقتراحاً، وخيالاً وإبداعاً، وأعتقد أننا كمسلمين بجميع أطيافنا وبمختلف جنسياتنا، قادرين على أن نوجد حلولاً، وأن نبتكر وسائل حماية ووقاية، فلو أن كل دولةٍ قدمت نصحها، وأبدت استعدادها للمساهمة والمشاركة في تأمين الحج كل عامٍ، أقله لحجاج بلادها ورعايا أوطانها، فإننا بإذن الله نستطيع أن نتجاوز هذه المحنة، ونضمن عدم تكرارها أو غيرها.
عظم الله أجر هذه الأمة، وكان معها في مصيبتها، وعوضها خيراً ممن فقدت، وبارك لها فيمن أبقى، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، ورحم الله شهداءنا ومن فقدنا، وأسكنهم فسيح جماته، وجعلهم جميعاً من أهل الفردوس الأعلى، وقد رحلوا إليه بعد حجٍ وعدهم فيه بالقبول، وذنباً من بعده مغفوراً، فاللهم تقبلهم شهداء، واحفظ من بعدهم أرواح المسلمين وأبدانهم.

هل من أمل في عودة الروح؟/ أنطوني ولسن


أكثر من خمسين عاماً مضت، ومازالت هذه القصة تحتل مكانها في عقلي، وفؤادي!

في إحدى قرى مدينة المنيا بصعيد مصر، كان رجل دين يقوم بزيارة أهلها من المسيحيين، وحدث أن توفى رب عائلة من العائلات، وكان من الطبيعي على رجل الدين أن يعرج عليها؛ لتعزية الزوجة وابنها، والصلاة معهما.

داوم الرجل على الذهاب إلى الأرملة وإبنها؛ للأطمئنان وقراءة الإنجيل.

بعد فترة قصيرة، لحق الابن بأبيه!

من الطبيعي أن رجل الدين قام بواجب التعزية، لكنه لم يذهب لزيارة الأم الثكلى بعد وفاة ابنها وحيدها!

مرت فترة زمنية وهو على هذه الحال، وقد خانته القوة على الذهاب للإطمئنان عليها، وعلى أحوالها، ومباركتها بالصلوات المعزّية؛ ربما لأنه في داخل نفسه، كان يشعر بالألم تجاه هذه الزوجة والأم، التي فقدت زوجها، وإبنها، وليس لها أقارب، يسندونها في محنتها!

 أرسلت الأم إليه؛ تسأله: لماذا لم يعد يفتقدها، ويسأل عنها في وحدتها؟!..

كانت تلك الرسالة، المُحمّلة بالعتاب، لقادرة على هز انتباهه من مشغوليات هذا العالم؛ فشعر بالخجل من نفسه، على تقصيره البالغ من نحوها!

ذهب لزيارتها.

وهناك رحبت به الأرملة، وعاتبته.

وقبل أن يعتذر لها، دخلت عليهما جارتها المسلمة، وسألتها: إن كانت تريد منها شيئاً تحتاج إليه؟..

شكرتها الأرملة، وطلبت منها ما تحتاج إليه أمام رجل الدين.

ذهبت الجارة.

ونظرت الأرملة إلى رجل الدين، وقالت له: الله لا يترك أحد بلا معين.. وهذه الجارة، تقوم برعايتي، كأخت لي، وتعمل على راحتي!

،...،...،...

أين أختفت هذه المشاعر الطيبة، التي لم تكن تنظر إلى الهويّة الدينية، بعيداً عن قلب المصريين؟!..

وهل نأمل ـ بعد هذه السنوات الطوال ـ، بعودة هذه الروح ـ روح المحبة، والود، والمساندة ـ، إلى ربوع مصر السخيّة، مرة أخرى؟!...

أخي الحبيب شربل

بعد التحية

سأتوقف عن الكتابة لفترة إستجمام بعد هذا المقال،وإلى لقاء

أحيانا أحبك برغم السكر/ فاطمة الزهراء فلا‏

وفي الأعياد خبزت الكحك للأطفال
معجون بترياقي
فكان أمر من العلقم
ولا أعلم بأن  الفقر أحيانا
أصم كما الحجر  أبكم
 ولأنني أنثي أصحو مع الشمس
أنام  بالأمرأحيانا وبالسكر
ولا تعنيني الأخبار ولا حوادث الدهر
وفي قلبي ينام الهم والسأم
وأن الشوق يؤلمني
ويقتلني بالوجع وينام بالأحداق 
ويشطر الأعناق 
 لو يضيع الحلم
نتألق في الغناء علي الأوجاع
ونخسر أجمل ما في الحياة
ربيع العمر
بلا جدوي نعيش
ولعبتنا كما اعتدنا
ما بين حكمة الجدات
وبين آهات الصبر والأم
ولازلنا نطوي الصفحة
نعد السطر  خلف السطر
نبشا طواه الحزن
فأعود وأحرق كل أوراقي
بذاكرتي
وأوقد نارا علي الدرب
وأغزل من الشمس ضفائرا من اللهب
وأضع الكحل في عيني فينبهر العابرون
ويسألون عن السبب
وعن ريشات ألواني
وعنواني ومن يوقظني طوال الليل ؟
ومن يبني في خيمة الأحزان
صخري من اليأس ؟
وأنا لازلت أضع
رايتي الحمراء
علي بابي برغم أني امرأة
صارت في الخمسين من الهم ؟
وحائط النسيان أنهكها
وحر يوليو بلا تكييف أو حتي مروحة
علي الأحلام التي مرت لا تريق الدمع
علي الأسفلت قتلوها كما الهرة
ولا مرة  للتابوت حملوها
ولا الحنطة ولا الورد  تعرفها
وكل ما شهدته أمانيها

ثلاث ظواهر مزمنة في جمهوريات آسيا الوسطى/ د. عبدالله المدني


أتذكر أن أحد أساتذتي كلفني ذات مرة بإعداد دراسة حول أكثر وأقل دول الاتحاد السوفيتي السابق نجاحا لجهة تطبيق الديمقراطية وبرامج الإصلاح السياسي. فتوصلت بعد بحث مضن إلى نتيجة مفادها أن أكثر تلك الدول نجاحا هي جمهوريات البلطيق الثلاث (لاتفيا وليتوانيا واستونيا)، وأقلها هي جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية (اوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان وقيرقيزستان وتركمانستان، إضافة إلى آذربيجان). أما الأسباب فتمثلت في وجود إرث ديمقراطي سابق لضمها إلى الإتحاد السوفيتي في حالة مجموعة الدول الأولى وإنعدامه في حالة مجموعة الدول الثانية. واكتشفت على هامش البحث أن الأخيرة لا تعاني فقط من فشل تطبيقها للديمقراطية، وإنما تعاني أيضا من ظاهرتين خطيرتين هما الفساد المستشري في مفاصل الدولة، واحتكار الزعيم الفرد للسلطة. وهما ظاهرتان  عبدتا الطريق أمام بروز ظاهرة ثالثة هي لجوء الزعيم إلى توريث الحكم لأحد أفراد أسرته ولكأنما بلاده مملكة من الممالك الوراثية.
والمعروف أن جمهوريات آسيا الوسطي وقعت، بعد إنسلاخها عن الإتحاد السوفيتي في مطلع التسعينات، في أيدي زعماء أحزابها الشيوعية المحلية الذين نصبوا أنفسهم رؤساء للبلاد وراحوا يستخدمون ما راكموه من نفوذ في زرع أقاربهم في مفاصل السلطة كي يضمنوا الفوز في الانتخابات المتعاقبة ويتحكموا في ثروات الوطن.
نجد تجليات ظاهرة الأسرة القوية الحاكمة والمتحكمة واضحة في أوزبكستان التي لم تعرف زعيما منذ استقلالها سوى الرئيس إسلام كريموف، فيما إبنته غولنارا كريموف تدير مؤسسة اقتصادية خاصة ذات نفوذ يتعدى الداخل إلى الخارج لجهة احتكار البزنس في قطاعات الاتصالات والمرطبات والغذاء والبناء والمنسوجات والطاقة والتعدين، وسط توقعات بإعدادها من قبل والدها لخلافته.
كما نجدها واضحة في جارتها طاجيكستان التي يديرها الرئيس إمام علي رحمانوف منذ عام 1992 بقبضة حديدية على راس نظام ديمقراطي الشكل، ستاليني المضمون بدليل فوزه في عام 2013 بفترة رئاسية رابعة مدتها سبع سنوات في انتخابات لم تشهد منافسة حقيقية وخلت من الدعايات والخيارات الانتخابية، الأمر الذي أفضى إلى تصويت 84% من المقترعين لصالح رحمانوف بوصفه الخيار الوحيد.
وإذا كانت قيرقيزستان تبدو مختلفة بعض الشيء لأن شعبها استطاع أن يطيح أولا بحكومة الرئيس عسكر آكاييف من خلال ثورة السوسن 2005 وأن يوصل زعيم المعارضة كرمان بيك باكاييف إلى السلطة، ثم نجح في عام 2010 في الإطاحة بالأخير بسبب استبداده وفشله في تلبية طموحات الجماهير الحقوقية والمعيشية، فإن نفوذ أبن الرئيس المخلوع مكسيم باكاييف، الذي عينه والده في عام 2009 رئيسا للجهاز المركزي للتنمية والاستثمار والاختراعات فسهل أمامه الطريق للوصول إلى الأموال العامة، لا يزال قويا، وسط عجز الحكومة الجديدة عن إستعادة الأموال العامة التي نهبها هو ووالده، خصوصا وأن تلك الأموال تم تهريبها إلى الخارج، ناهيك عن إقامة مكسيم في بريطانيا وتأثيره من هناك على الأوضاع في داخل بلده.
أما كازاخستان التي تصدرت الأنباء مؤخرا بعد قرار رئيسها نور سلطان نزارباييف (75 عاما)، تعيين إبنته داريغا نزارباييف(52 عاما) في منصب نائب رئيس الوزراء، وذلك في عمل وصفه المراقبون بالخطوة التي تمهد الطريق أمامها لخلافة والدها، فقصتها لا تختلف عن بقية جاراتها إلا في التفاصيل المملة.
فرئيسها نزار باييف الممسك بالسلطة منذ عام 1991، والذي فاز في إبريل الماضي بولاية جديدة مدتها خمسة أعوام، ليس لديه أبناء ذكور لكي يورثهم السلطة. ولهذا السبب كان رهانه على أصهاره في البداية، ولاسيما زوج إبنته الكبرى كاريغا، وهو رجل الأعمال راخات علييف الذي شغل في السابق منصب نائب مدير الأمن الداخلي وسفير كازاخستان في فيينا وكان شريكا لمليادير النفط راشد سارسونوف. لكن هذا الرهان إصطدم بحادثة قيام علييف باختطاف وقتل مصرفيين إثنين في عام 2007، ومن ثمّ الهرب إلى فيينا حيث توفي في فبراير الماضي في داخل سجنه النمساوي أثناء إنتظار محاكمته.
هذه الحادثة وما تردد على هامشها من أحاديث حول مخطط إنقلابي كان يعده الصهر علييف للإنقضاض على السلطة، ربما هي التي جعلت الرئيس نزارباييف يعيد حساباته، فيصرف النظر عن الرهان على صهره الآخر تيمور كوليباييف الرئيس السابق لصندوق الثروة السيادي والهيئة الوطنية للنفط والغاز، والشركة الوطنية للسكك الحديدية والمتزوج من إبنته الوسطى دينارا نزارباييف التي ظهرت مرارا على لائحة فوربس لأصحاب المليارات، ويعيد إبنته كاريغا إلى دائرة الضوء، علما بأن كاريغا كانت نائبة برلمانية منذ عام 2004، ثم اعتزلت السياسة بسبب فضيحة زوجها، وتفرغت لرئاسة جمعية والدها الخيرية حتى عام 2012. وبعد ذلك، عادت إلى البرلمان تحت راية حزب " أوتان نور" القريب من السلطة.
ونأتي أخيرا إلى آذربيجان التي تحقق فيها فعلا توريث السلطة من الرئيس السابق حيدر علييف الذي عمل مسئولا عن المخابرات الروسية (كي جي بي) زمن الاتحاد السوفيتي قبل أنْ يستولي على السلطة في آذربيجان في عام 1993 إلى إبنه الرئيس الحالي إلهام علييف الذي تولى السلطة بمجرد وفاة والده في عام 2003 من خلال انتخابات وصفت بغير النزيهة، وكان قبل ذلك يتولى منصب نائب رئيس شركة سوكار النفطية الحكومية المسئولة عن إحتياطات آذربيجان من النفط والمقدرة  بسبعة مليارات برميل.
د. عبدالله المدني
* باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: سبتمبر 2015 
البريد الالكتروني:Elmadani@batelco.com.bh 

عبارة الهامش:
أكثرها نجاحا لجهة الاصلاحات السياسية هي جمهوريات البلطيق الثلاث، وأكثرها إخفاقا هي جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية.

حفيفُ بصيرتي: إلى امرأة يقاسمني بها وقتٌ آخر لرجلٍ من ظِل/ فراس حج محمد


كأنّ الكعبةُ صفحتَه 
وقِبلتُها
سجادةٌ من صلاةٍ في الضُّحى اللاذِعُني 
بغيرِ وجودِها!
وكأنّ مَفْتَحُ عينِها عند الصباحِ 
ومَغْمَضُ رمشِها عند المساءْ
كأنّ صفحتَه الضياءْ!
وأنا البليدُ بكلّ ما ملكتْ عُروق 
يدي النَّحيلةْ! 
أجترُّ أوجاعَ احتضاري!
وأفقدُ ما تبقى من حفيفِ بصيرتي!
شيئاً فشيئاً لا أرى شيئاً 
سوى حرفيْ غبارِ!
كأنّ القِسْمَةَ "الضِّيزى" هنا
بيني وبينَ الرّيحْ
لا شيءَ يَعْدِلُ بَيْننا هذا النهارْ!
ومزاجُ أغنيتي كطيرٍ ذابَ في 
صوتِ خُسراني الأليفْ!
-2-
كأنْ لم يبقَ بيني وبينكِ 
غيرُ حرفينِ مشتركينِ
وبضعُ جُمَلٍ 
وعشْر نصوصْ 
مُشاكَساتٌ ناعمةْ!
وخمسُ قصص قصيرةٍ جداً 
وسبعُ ليالٍ طويلةٍ
ثلاثةُ أعوام قِصارْ
ونصفُ قمرٍ حزينْ 
وستةُ أسفارٍ 
تزفّ صورتك الجميلة للقراءِ
والنقادْ...
أصدقائنا المشتركينْ!
كأنْ لم يبق بينيَ غيرُ
عُسْر الوقتِ
وشجْرَةُ ظلّْ
و"كمشة" من أقحوانْ
ومعتقلٌ 
وعدوى لا تزولْ!
كأنْ لم يبق فيّ سوى وجعين 
منغلقين في ذات الأنينْ