الاستقالة تخدم المؤسسة الحاكمة وسياستها العنصرية/ شاكر فريد حسن

بين حين وآخر نسمع هرج ومرج عن أعضاء الكنيست العرب من القائمة المشتركة، فضلًا عن الشتائم والمسبات والكلام البذيء والعبارات النابية وغير اللائقة ضدهم.
وهذا طبعًا غباء واجحاف بحقهم بتحميلهم المسؤولية عن همومنا ومعاناتنا ومشاكلنا اليومية وعن كل شيء يحدث لنا ويصيبنا من عنف وقتل وشجارات وهدم بيوت وحتى الطلاقات والانفصالات الزوجية، وآخر ذلك قانون القومية الابرتهايدي الذي شرعته الكنيست مؤخرًا.
فقد امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالتغريدات والصراخ والتهجم الشخصي والمهاترات، فضلًا عن المطالبة باستقالة أعضاء القائمة المشتركة من الكنيست..!!!
وهذا يعني طبعًا اخلاء الميدان لحميدان.
والغريب والمستفز أن أكثر المتحمسين لهذه الفكرة ولهذه المواقف والمطالب هم أساتذة ومحاضرين وأكاديميين وباحثين.
فقد انبرى هؤلاء بمحاربة أعضاء القائمة المشتركة والتهجم عليهم وكأنهم مسؤواون عن سن هذا القانون العنصري، الذي يجعلنا مواطنين من الدرجة الثانية.
ان استقالة النواب العرب من الكنيست يخدم المؤسسة الصهيونية الحكومة وسياستها العنصرية القهرية والاضطهادية ومشاريعها التوسعية الرامية الى ابتلاع ومصادرة المزيد من الأراضي العريية وهدم البيوت العربية بحجة البناء غير المرخص، واقتلاعنا من أرضنا ووطننا.
ولا ريب أن حضور ووجود أعضاء القانمة المشتركة في الكنيست يخدم الجماهير العربية وقضاياها اليومية والمعيشية، ويخدم قضية شعبنا الفلسطيني، وذلك بكشفهم حقيقة نوايا المؤسسة الحاكمة وتعريتها وفضح جرائمها أمام العالم، ونجاحهم في استصدار عدد من القوانين التي تحارب العنصزية.
ويكفي أنهم استطاعوا نقل قصايانا القومية والوطنية والحياتية وطرحها في المحافل الدولية ، ولذلك فأن وجودهم يعتبر أمرًا ضروريًا وحيويًا ومهمًا، ولا يمكن التفريط به، حيث أن الكنيست تشكل منبرًا قويًا وهامًا لرفع واسماع صوتنا وصرخاتنا.
وكان نتنياهو قد صرح أكثر من مرة أن وجود أعضاء المشتركة يقض مضجعه، وكان يوم أسود عندما اعلن عن اقامة القانمة المشتركة.
وكنا نأمل من النائب زهير بهلول اعلان استقالته ليس من الكنيست، وانما من حزبه الصهيوني، الذي يتنكر لحقوقنا وحقوق شعبنا الفلسطيني، مثلما فعل من قبل عبد الوهاب دراوشة والمرحوم محمد وتد.
فعلى كل المتطاولين والمطالبين باستقالة أعضاء المشتركة، الكف عن اللغو والتشكيك والمهاترات، ولنشد على أيديهم بمواصلة النضال ضد قاتون القومية العنصري المجحف، وضد السياسة العنصرية التمييزية ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية، صاحبة الحق التاريخي بهذا الوطن، الذي لا وطن لنا سواه.

الحقيقة طفل المحبة/ صالح أحمد

- محزنٌ حين نكتشف أن من بين كل ما نملك.. 
لا نجد شيئا واحدا يحمل بصمة أحدنا..
***
- عجبا  لنا! 
رؤوسنا.. لا تختزن إلا ما ملت سماعه آذاننا.. 
ولاكته ألسنتنا..  ثم خالفته أعمالنا.. 
وما زلنا نبحث عن أسباب تخلفنا!
***
إذا لم تشعر بقلبك طفلا.. وانت تنظر دمعة أخيك..
فعبثًا تبحث في نفسك عن معاني الإنسانية
***
في شرقنا... نحن بحاجة إلى ثورة،
تعلمنا كيف نتقبّل الآخر.. ونتعايش معه أيا كان..
وأن نتسامى عن الأنانية بكل أشكالها.
***
لن تصبحَ راقيا بفكرك..
مالم تعترف بفكر الآخر.. بل وتقدّره..
***
إذا لم تستطع بفكرك أن تنفذ من الجزء إلى الكل..
من المادة إلى الجوهر..
وأن تدرك الحقيقة التي فوق الأنا ...
وفوق حدود الأزمنة والأمكنة..
فأنت ما زلت أميًا..
وروحك مازالت تائهة..
***
الحبُّ تعامُلٌ وتأمّل..
بالتّعامل... تصل إلى حقيقة الإنسان..
وبالتأمل تصل إلى حقيقة الإيمان..
وعند اكتمال كليهما في وعيك.. 
تكون قد وصلت إلى طريق الحق.
***
- لماذا نطلب من الحياة أن تكون رائعة... 
وهي لم تعدنا بذلك أبدا؟
ولكننا وعدنا أنفسنا أن نكون رائعين.. 
فلنكن كذلك.
::: صالح أحمد (كناعنة) :::

أقطف سكون اليقظة/ حسن العاصي


1
في وتر أصابعي
أقطف سكون اليقظة
وأبحث عن صراخي
بخمسة أقواس
قبل أن ينزلق الغياب
إلى عمق الدروب

2
تقضم الرمال وجه الماء
وتتعثر الأشرعة
يشتد مخاض البحر
والزورق يفقد رشده
لكن وجوه العابرين
تغفو في عمق السكون

3
جوعى بلا خيل ولا طوفان
مثل اليتامى يستديم تعبهم
وخلفهم تقشر المرايا السوداء
قلب البلاد
وتنثر ملامح الضوء
على الطائرات الورقية

4
أمسكوا بالحجارة
ورجموها
ألقوا عليها صدأ الحكاية
وغواية الخوف
تواتر الناس والضرب
يتكور الجسد النحيل
يستلقي على الدماء
وجه قصيدة

5
منذ أن اشتدت
أشرعة النار 
وسار موكب الحبق
صوب أقراط السواد
صرت أخشى المطر
والصبح أن يبصر
قلت أريد أن أنتظر
أن يغسل الليل صراخي
قالوا هذا ليس وجه القمر
إذا سألوك عن بحر سليمان
قل لا ماء فيه
وقل لم يمسه بشر
فإن نجا الفجر
واختزل الموسم مسافة العتمة
قل ما زال في ليلي سفر

6
يا مولاي
على ضفاف الوقت
تتلو الأغصان الثكلى
تراتيل الكتاب
يقيم الدراويش الطقوس الخضراء
وبقيتنا تطوف 
حول سهم الريح المنكسر
قد كان للأحمر جبل 
بسبعة بحور
لكن حين يمد النهر ظله
تقضم الغيمة رأسه
لا تبك يا مولاي
مازالت الشمس تستلقي
على البساتين
وجه رحيل
ومازالت السماء
في كل هبوط
تقفل أبوابها وتنام

صُبْحي الطيّب/ ترجمة ب. حسيب شحادة

Ṣubḥī the Goodhearted

جامعة هلسنكي


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة التي رواها خليل بن شاكر بن إبراهيم مفرج المفرجي (أبراهام بن يششكر بن أبراهام مرحيب المرحيبي، ١٩٢٢- ١٩٨٩، شاعر ومفسِّر للتوراة، نشر تفسيرا له لكل التوراة بالعبرية السامرية) بالعربية، على الأمين (بنياميم) صدقة (١٩٤٤-) الذي نقلها إلى العبرية، أعدّها، نقّحها، ونشرها في  الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددين ١٢٢٨-١٢٢٩، ١ شباط  ٢٠١٧، ص. ٣٦- ٣٧.

هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها: إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني. 

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، تُوزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين بالدراسات السامرية، في شتّى دول العالَم. هذه الدورية، ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن الشقيقين، بنياميم (الأمين)  ويفت (حسني)،  نجْلي المرحوم راضي (رتصون) صدقة الصباحي (الصفري، ٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

”فقر مُدْقع

”ما بالكم تشْكون؟ إنّكم تعيشون في عصر ذهبي. وُلدتم في وقت فيه كلّ شيء. لو عرفتم أيّة أوقات مرّت علينا، لكنتم تقدّرون جيدًا ما لديكم. لا يمكن مقارنة فترتنا بفترتكم. إنّ الفقر المدقع قد قضى علينا كليا. بالكاد استطعنا تأمين لقمة العيش لنا. كنت أعود إلى البيت غير مرّة، ولا أجد ما آكله. كنا نكشط (نبحبش) في النملية علّنا نعثر على فتافيت من الخبز القديم، أو ربّما كسرة متعفّنة من كماجة. لم أقدر على الاشتكاء، عرفت أنّ لا مال عند أبي ولا يقدر على  إعالة أفراد عائلته. 
لدى أولاد آخرين توفّر المال؛ مثلًا صديقي راضي بن الأمين صدقة (رتصون بن بنياميم صدقه)، شفاه الله، كان في صباه يطلب ويحصل من والده على نصف غرش كل يوم. آنذاك كان هذا مالًا جمّا. به اشترى شوكولاته. ثمن الأوقية الواحدة مليمان. كان بالإمكان شراء كومة كبيرة جدًّا من الشوكولاته بنصف غرش. في أحيان كثيرة، كان هذا الغذاء اليومي الوحيد، بالنسبة لي وللكهنة عاهد (بريت) وخضر (فنحاس) وسلوم (شالوم)، رحمهم الله، ولأولاد آخرين كانوا في شلّتنا في المدرسة. من كان بوسعه أن يحلم آونتها عن الشوكولاته، في الوقت الذي لم يتوفّر فيه الخبز؟ لو لم يعطنا راضي لكنّا ذقنا الشوكولاته مرّة في السنة. 

صبحي الطيّب

من هنا أصل إلى القصّة الأولى في فترة الجوع تلك. في أحد الأيّام تضايقنا كثيرًا من الجوع. ما كان في جيب أبي ولو غرش واحد لشراء الطحين. ولكن لا بدّ من تناول شيء ما. كنّا على شفا الانهيار. أبي شاكر رأى مِحنتنا، أشار إلى لجَن الطحين الخاوي الذي تعجن فيه أمّي روزا العجين عند توفّر الطحين، وقال: ”خذه إلى دكّان صبحي ستتية وأعطه إياه عَرَبونًا لكيلوغرامين من الطحين،  ليكون لنا الخبز ونُنهي الجوع. قُل له، في غضون أيّام معدودة سندفع لك الثمن ونسترجع لجن الطحين. طبعًا لم أجرؤ على مخالفة أمر أبي، أضف إلى ذلك، لم تتوفّر أيّة إمكانية أخرى.  أخذت اللجن وسِرت إلى دكّان صبحي ستتية. فكّرت طَوال الطريق في ما سأفعله، انقبض قلبي في داخلي من شدّة الخجل.

ما كان في جيبي حتى غرش يتيم، وكوني شابًا يافعًا، لم أتمكّن من عمل أيّ شيء لإبطال بئس المصير. سيطر علينا الفقر بدون أيّ عائق. أبي حرَص على الحفاظ على شرفه بالرغم من كل شيء وبخاصّة عدم الاحتياج لصدقة الإنسان. استقبلني صبحي ستتية عند مدخل دكّانه بـ “”أهلا وسهلا“ من القلب وبابتسامة مرحة. وسرعان ما امحّت ابتسامته عندما رآني مرتبكًا خجولا. كان يعرف جيّدًا حالتنا الصعبة، ولذلك سأني برقّة عن مبتغاي. قلت له، جئت لأشتري كيلوغرامين من الطحين ولكن لا أملك النقود لدفع الثمن، إلّا أنّ اللجن الذي أحمِله أتركه عندك عَرَبونًا ريثما نحصل على المال الكافي لدفع ثمن الطحين. هذا ما أمرني به أبي لأقوله لك، أوجزتُ، وخجلت من النظر إلى عينيه.

صبحي ستتية صاحب الدكّان لم ينبِس ببنت شفة، راح وملأ  كيسًا من الورق بكيلوغرامين من الطحين وناولني إيّاه. وضعت اللجن في مدخل دكّانه وغادرت المكان على عجل وكيس الطحين الغالي ممسوك بإحكام في حضني. بينما كنت أبتعد عن الدكّان، خرج صبحي ستتية صائحًا وراءي: إرجع إلى هنا! ظننت أنّه ندم على الصفقة، وكنت مستعدًا لإعادة الطحين له عند رؤية وجهه العابس.

”تعال هنا يا خليل“، صاح صبحي ستتية،  ”أنا أناديك فرُدَّ عليّ“. رجعت إلى دكّانه متثاقلا، كيف سيراني أبي بدون الطحين؟ ”قل لي، كيف ستعجِن أمّك العجين واللجن هنا“؟ سأل صبحي. تفاقم غيظ صبحي ستتية. ”إفعل ما أقوله لك، خذ الطحين واللجن، عُد إلى أبيك وقل له: صبحي ستتية زعلان كثير منك، لأنّك فكّرت في مقايضة الطحين باللجن. ها نحن جيران، والجار الطيّب ينبغي أن يساعد جاره وقت الضيق. عندما يتوفّر لديه المال يدفع لي الثمن وإلا فالعوض سيأتي من مكان آخر. هكذا الله يساعدني ويساعده. ها نحن إخوة، أبناء إبراهيم“.

وقفت مندهشًا، مترددًا، أأعمل بما نطق. العطاء المجّاني كان من أكره الأمور بالنسبة لأبي، إلا أنّ صبحي ألحّ عليّ قائلًا: عُد إلى البيت، سيدفع أبوك لي متى أراد، هذه ليست هدية، المهم، بالصحّة والعافية. ألحّ وألحّ بي إلى أن قبِلت وإلا فكنت سأخدش شرف المُحسن لنا. أخذت اللجن والطحين وقفلت راجعًا بهما إلى البيت. استغرب أبي كثيرًا وسأل ما حدث؟ لم أُخْف عنه شيئًا، القول بأنّي لم أفرح في قرارة نفسي سيكون كذبا. الجوع ضايقني جدًا كما ضايق أبي، وتخيّلنا الكماجة الساخنة التي تُخرجها أمّي بالراحة. 

بعد أسبوعين دعاني أبي وسلّمني ثمن كيلوغرامي الطحين. صبحي ستتية رفض بكياسة: آلاف كلمات الشكر والامتنان التي غمرته بها وقال: هلّا نحن إخوة، أولاد أبينا إبراهيم الخليل“. 

الدولة العقلانية/ د. عبير عبد الرحمن ثابت

ثمة وجهة نظر لدى صناع القرار فى الغرب وتحديدا فى الولايات المتحدة الأمريكية عن طبيعة المجتمعات العربية؛ مفادها أن الشعوب العربية هى شعوب كلاسيكية يلعب العامل الدينى دورا أساسيا فى تشكيل ثقافتها، وهى فى هذا الصدد من المنظور الغربى لا أمل فى أن تتطور تلك المجتمعات لتواكب التطور الفكرى والثقافى والحضارى للإنسانية، ووجهة النظر هذه ورغم أنها ذات طابع لا يخلو من الفوقية الثقافية إلا أنها كانت دوما عاملا أساسيا فى رسم السياسات الغربية تجاه المنطقة العربية خلال القرنين الماضيين. وفى المقابل فإنه ثمة جانب من الحقيقة فى هذه النظرة الغربية لثقافة المنطقة العربية لا يمكن إغفاله، فنحن فى الحقيقة لا زلنا نعيش فى كنف ثقافة لحضارة عربية إسلامية انهارت منذ قرون  وأصبحت جزء من الماضى.

ولكن أخطر ما تقوم به سياسات الدول الكولونيالية الغربية هو اللعب على تناقضات تلك الثقافة بين الماضى وواقع الحاضر المعاش؛ وتوظيف ذلك سياسيا فى إبقاء تلك الثقافة الجمعية حيث هى كجزء من الماضى، وليس أدل على ذلك من الدور الغربى فى أحداث الربيع العربى الذى كان له الدور الرئيسى فى ما آلت له الأوضاع من نتائج كارثية على جل دول الربيع العربى؛ ورأينا كيف استثمرت تلك النتائج فى تعميق النفوذ لتلك القوى الكولونيالية فى المنطقة، والتى كانت أحد أهم نتائجه المشروع الأمريكى المقترح لتسوية الصراع الفلسطينى الاسرائيلى بما يعرف بصفقة القرن.

وأهم الركائز الأيديولوجية لهذا المشروع تقوم فى الحقيقة على إبقاء الواقع العربى القائم ثقافيا وسياسيا على ما هو عليه لأطول وقت ممكن عبر تثبيت هذا الواقع وشرعنته سياسيا عبر اتفاق  تاريخى بين العرب وإسرائيل يتنازل من خلاله العرب عن روايتهم التاريخية عن الصراع لصالح رواية الحركة الصهيونية؛ ويدفع الفلسطينيون وحدهم الثمن السياسى فيما يدفع العرب الفاتورة الاقتصادية لهذا الاتفاق كاملة فيما ستدفع الأجيال القادمة لأبناء المنطقة الفاتورة الثقافية والسياسية والاقتصادية والحضارية كاملة لعقود قادمة عندما ستجد أنها أصبحت مجمدة جبريا فى الماضى بينما الأمم من حولها قد قطعت أشواطا نحو المستقبل .

إن كسر دائرة الماضى المفرغة التى يدور فيها أبناء الحضارة العربية الإسلامية المنهارة لا يكمن قطعا فى الانسلاخ من الثقافة العربية الاسلامية الموروثة بقدر ما يكمن فى إصلاح تلك الثقافة وفلترتها والانطلاق بها نحو المستقبل، وهذا منوط بالأساس بفكرة الإصلاح الدينى وإعادة بعث حركة التنوير الدينى التى كانت قد بدأت فى الظهور بداية القرن التاسع عشر، وما لبث أن أنطفئ نورها سريعا.

وإعادة بعث حركة تنوير دينى إسلامى يكون بمقدورها الاستمرار والنمو وإحداث النهضة الثقافية مرهون بشرطين أولهما ظهور علماء دين مستنيرين مدركين لحركة التطور فى التاريخ الانسانى  السياسى والثقافى؛ وعلى احتكاك عملى بثقافة الآخر، أما الشرط  الثانى والإجبارى فهو الفصل الكامل بين المؤسسة السياسية الحاكمة والمؤسسة الدينية، وهو ما سيعطى الاستقلالية لعالم الدين والتى حرم منها لقرابة 14 قرن. فتدخل المؤسسة السياسية فى الدينية مفسدة لها تماما كإقحام الدين فى اللعبة السياسية لدى الذين يستخدمون الدين فى التغطية على فشلهم  السياسى، والحل هو أن يبقى الدين والسياسة كخطان متوازيان يهتدى كلا منهما بالآخر بمنطق العقل والحكمة.

فثمة منطقة ذهبية غير مكتشفة بين العلمانية المتطرفة والدينية المتطرفة، إنها المنطقة العقلانية وحيث ما وجدت العقلانية يوجد التنوير وحيث ما وجد التنوير يوجد التقدم وتبدأ الحضارة فى الاستيقاظ من سباتها، ويفتح طريق المستقبل نحو تفعيل العقل النقدى الجمعى باتجاه الثقافة العقلانية والتى ستنتج حتما الدولة العقلانية ذات نظام الحكم الديمقراطى والرشيد.

الهند وأوروبا .. نحو إتفاقية للتجارة الحرة قريبا/ د. عبدالله المدني

وقعت اليابان والإتحاد الأوروبي مؤخرا إتفاقية للتجارة الحرة واسعة النطاق، وصفها المراقبون بالإتفاقية التاريخية ( ستلغي اليابان بموجبها الرسوم عن 94 بالمائة من وارداتها من الإتحاد الأوروبي، فيما سيلغي الأخير الرسوم عن 99 بالمائة من وارداته من اليابان، وذلك بطريقة تدريجيا). 
نعم، الإتفاقية بالفعل تاريخية. ليس لأنها بين إثنين من أكبر إقتصاديات العالم فحسب، وليس لأنها ستخلق أكبر منطقة إقتصادية مفتوحة للتبادل الحر تغطي نحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وليس لأنها ستكون بمثابة عامل توازن للسياسات الحمائية التجارية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإنما أيضا بسبب حقيقة أخرى هي أنه، منذ معاهدة لشبونة في 13 ديسمبر 2007  التي دخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2009، معلنة تأسيس الإتحاد الأوروبي بدستورها الحالي، لم ينجح الأخير في التوصل إلى إتفاقية للتجارة الحرة مع أية دولة أو مجموعة بما في ذلك الصين التي تعتبر أكبر شريك تجاري للإتحاد. وربما كان الإستثناء الوحيدة في هذا السياق هو سنغافورة التي وقع الاتحاد الأوروبي معها اتفاقية للتجارة الحرة في سبتمبر 2013، وفيتنام التي وقع الأوروبيون معها اتفاقية مماثلة في أغسطس 2015 من بعد مفاوضات دامت عامين ونصف العام. 
ولسوف يحقق الإتحاد الأوروبي إنجازا إضافيا لو تمكن من إبرام إتفاق مع الهند مماثل أو شبيه لما أبرمه مع اليابان. وفي هذا السياق، لابد من الإشارة إلى أن الملف مطروح بقوة على جدول أعمال القمم السنوية الهندية ــ الأوروبية. وإذا كانت المفاوضات التجارية والاقتصادية بين الجانبين قد شهدت خلافات وتعقيدات كبيرة في السنوات الماضية فأثرت سلبا على عملية التفاوض حول إبرام إتفاقية التجارة الحرة المنشودة، فإن الآمال انتعشت منذ القمة الهندية ــ الأوروبية الثالثة عشرة في بروكسل سنة 2016. ففي تلك القمة تقرر إستئناف المفاوضات، كما تم وضع خارطة عمل لتحقيق الشراكة الإستراتيجية بين الطرفين بما فيها إنجاز إتفاقية للتجارة الحرة والإستثمار واسعة النطاق بحلول العام 2020، علما بأن الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند وستظل كذلك حتى بعد خروج بريطانيا من الإتحاد. وقد جدد الطرفان إلتزامهما هذا في القمة الهندية ــ الأوروبية الرابعة عشرة التي عقدت في نيودلهي العام الماضي، حيث لوحظ أن الجانب الهندي برئاسة رئيس الحكومة "ناريندرا مودي" كان الأكثر تشديدا على ضرورة المضي قدما لإزالة كل المعوقات الحائلة دون إبرام الإتفاقية النهائية مع الجانب الأوروبي الذي يدرك "مودي" جيدا أن مساهمته ذات أهمية كبيرة ومؤثرة في أجندته الإقتصادية لبلاده، وأن أي تراجع سوف يلحق الضرر بتلك الأجندة التي يود إستثمارها انتخابيا في العام المقبل كي يقود الهند لفترة حكم جديدة. وتتجلى الصورة بطريقة أوضح حينما نعلم أن نيودلهي حريصة على ألا يصيب أدنى ضرر بالإستثمارات الأوروبية الأحادية المتدفقة على الهند، خصوصا تلك التي وقعتها مع فرنسا سنة 2016 حول إنشاء محطة نووية للأغراض المدنية في جايتابور بولاية مهاراشترا، والأخرى الخاصة بالاستثمار في مشروع مد مترو بنغالور بقيمة 200 مليون يورو، ناهيك عن صفقة شراء 36 طائرة مقاتلة من نوع رافال على أن تقوم فرنسا بتصنيعها في الهند، علاوة على إستثمار الفرنسيين مبلغ 2 مليار يورو في مشروع لبناء مدن ذكية في أكثر من مكان من الهند، ولاسيما منطقة "بودوتشيريPuducherry " الإتحادية بجنوب الهند والتي كانت يوما ما مستعمرة فرنسية فشذت عن بقية المناطق الهندية لجهة ثقافتها وتراثها ومعمارها. 
الحقيقة هي أن عقبات كثيرة تقف في طريق الجانبين الهندي والأوروبي لتحقيق ما يطمحان إليه، بدليل أنهما لم يحرزا تقدما بعد 16 جولة من المحادثات الشاقة طبقا لتصريح وزير التجارة والصناعة الهندي "سوريش براباهو" لصحيفة "ذ إيكونوميك تايمز" الهندية (يقال أن أحد أكثر الإشكالات يكمن في حرص المفاوض الهندي على الخروج بنتائج لا تغضب بعض الجماعات والقوى السياسية الداخلية التي ما برحت تنظر إلى هكذا مفاوضات بعين الشك والريبة وتعتبرها بمثابة مفاوضات بين "شمال متقدم غني" و"جنوب متخلف فقير"). وقد أضيفت إليها اليوم عقبة إضافية مقلقة تتمثل في ضبابية العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. وبمعنى آخر فإنه من الصعب على أي من الطرفين إتخاذ قرار قبل وضوح صورة الصفقة النهائية للخروج البريطاني من الإتحاد الأوروبي (البريكست). وتتجلى العقبات في إختلاف الجانبين حول ما يطلبه كل منهما من الآخر. فالهند مثلا تطالب الأوروبيين بمنح شركاتها فرصا غير مقيدة للعمل داخل الأسواق الأوروبية في مجال تكنولوجيا المعلومات مع ضمانات لحماية بياناتها، وفي مجال تصدير مكونات السيارات الهندية مثل محركات الديزل وصناديق التروس وانظمة التوجيه الهيدروليكية وممتصات الصدمات (تحظى أوروبا بالحصة الأكبر من هذه المكونات بنسبة 38 بالمائة من الإجمالي)، فيما يطالب الإتحاد الأوروبي الهنود بتخفيف القيود على الأوروبيين لجهة الإستثمار في قطاعي البنوك والتأمين ومجال تجارة التجزئة، علاوة على تخفيض رسوم إستيراد المركبات أوروبية الصنع. ويمكن أيضا أن نضيف هنا معوقا أقل أهمية يتمثل في حقيقة أن للهند إتفاقات ثنائية للإستثمار والتجارة مع العديد من دول الإتحاد الأوروبي. حيث تطالب نيودلهي بالإبقاء على هذه الاتفاقات المبرمة سارية المفعول، فيما يحاول الاتحاد الأوروبي منع أعضائه من الإستثمار في الهند قبل التوصل إلى إتفاقية التجارة الحرة المنشودة.

د. عبدالله المدني
أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي
تاريخ المادة: يوليو 2018 
الايميل:Elmadani@batelco.com.bh 

في رثاء المرحوم جورج مطانيوس مخايل/ فؤاد الورهاني

سبحان من قسم على العالم عمار

سبحان من طول وقصر بالعمار


حبوا الحياة الناس وما فيها

لكن انا من بعد نظرة واختبار


ما دام جورج الدنيا خاليها

ليش إتعجب عند اخر نهار


رحلة قطار الموت للفيها

محمل بدربو من الدني زوار


وجورج ال اجا وقتو تيخليها

ورح نلحقك يا جورج بي ثاني قطار


ودرب القطار الشعب ماليها

والكل واقف عا محطة انتظار

            ***

يا نسر انت من رعيل الاولين

يا فخر بيت وفيك عيلي مأصلي


كنت الوفي يا جورج يا عالي الجبين

كنت الحكم وتحل اصعب مشكلي


تعمل ببيتك محكمي للمتخاصمين

وما تتركن تالحق بينن ينجلي


ببكيك دمعا ودمعتي نزولا ثمين

يا خي انت من الزمان الاولي


ثمانا وثمانين عمرك والسنين

وليوم صرت بجيرة الرب العلي


ما مات جورج لما نحنا شايفين

بولادو وبأحفادو بيتو منتنلي

         ***

والعين مش لازم تهل دموعها

عانفس حبت لإله رجوعها


والنفس رجعت لا يسوع محررة

بتعيش بالفردوس جنب ربوعها


- رحمة الله عليك يا جورج

سعيد عساف

هي كلماتي في رثاء المرحوم جورج مطانيوس مخايل، مع تعازينا القلبية الى الاخ يعقوب جرجس مخايل الحردين وعائلته، واشقائه يوسف ومطانيوس وميخائيل وعائلاتهم ، وشقيقاته بهيجة وماري ودجني واهل بيتهم.

- الأسفون سعيد عساف وزوجته نورا وابنائهم كميل وداوود ودجولي.

الكرة الأرضية شطرنج بني صهيون/ موسى مرعي

نشأنا في بيوتنا ومدارسنا على التحذير والتخويف من جنود الشيطان على انهم يتسترون وراء ستار الأديان وبعض الأحزاب الاشتراكية  في اوروبا الشرقية ,  واحزاب  ديمقراطية حاكمة في اوروبا الغربية . وقد تسللوا ايضا الى الأديان  فأفسدوها واستولوا على مثاليات العقائد الدينية من الصدور وافسدوها  وعوضوها بعقائد فوضوية مخربة ومدمرة . الشيوعية هم اوجدوها  وهم المتحكمون بالعالم الرأسمالي , والفاشية هم الذين وضعوا اسسها وكذلك النازية . واما الصهيونية السياسية  بالنسبة اليهم  ما هي الا مجرد ورقة حديثة العهد في اللعبة , لعبة الشطرنج للسيطرة على جميع الخلائق والامم والتحكم بالأموال والاقتصاد ومصادر الرزق لشعوب العالم والهدف الوحيد من ذلك هو السيطرة على العالم لاقامة المملكة العالمية بقيادة جنود الشيطان , وجنود الشيطان هم احزاب وجمعيات وحركات دينية اي مذهبية طائفية  كالذين ادخلوهم الى سوريا والعراق باسم الاسلام وكما حصل في اوروبا بعصر القرون الوسطى عملوا على شق المسيحيين بين اوروبا الشرقية والغربية بحروب دموية جرت بين المسيحيين الى ان ادى الحرب الى   مقتل الملايين من المسيحيين بين بعضهم البعض وسالت الدماء كالأنهر . ومن ثم حرب العالمية الاولى وهي حرب الاوروبية نشبت عام 1914 بداية قرن العشرين بسبب مقتل امبراطور النمسا كان القاتل طالب يهودي اوروبي شرقي ادت الحرب الى مقتل عشرات الملايين ويقدر ب 37 مليون ضحية من الاوروبيتين .  لم يكتفوا جنود الشيطان بملايين القتلى بالحرب العالمية الاولى الا واعادوا شعلة  الحرب العالمية الثانية استمرت من سنة 1939 حتى سنة 1945 وكان ضحية الحرب اكثر من 25 مليون مواطن من 30 دولة شاركوا في الحرب . وسمي الحرب بحرب الحلفاء بين جبهتين . الجبهة الاولى النازية والفاشية المانيا وايطاليا وحلفائهم , والجبهة الثانية بقيادة  مملكة بريطانيا الديمقراطية وروسيا الشيوعية وحلفائهم , انتهت الحرب بانتصار الحلفاء روسيا اصبحت الرائدة في اوروبا الشرقية وقسمت المانيا الى شرقية ضمتها الى امبراطوريتها الشيوعية ورائدة المحور الاشتراكي اتحاد سوفياتي . وقسم الثاني الى غربية اصبحت المانية الغربية الديمقراطية  , وفي اوروبا الغربية كلهم اصبحوا بحكم نظام ديمقراطي . فتحققت آمالهم واحلامهم لحكم العالم من خلال عصبة الامم المتحدة اسسوها لتكون صورة يختبئوا خلفها من خلال اعتراف امم المتحدة ان فلسطين وطن قومي  لبني اسرائيل . من خلال سيطرتهم على العالم وانشغاله بالحروب وسيطرتهم على العالم العربي ايضا من خلال  احتلالهم للعالم العربي واستعماره بين المملكة البريطانية وفرنسا وقد تم  التقسيم لدول العالم العربي من خلال رسم مشروع سايكس – بيكو الفرنسي البريطاني على مراحل لتضعضع عالمنا العربي . نجحوا بعملياتهم السلب و السيطرة على العالم كله ولكن انظمتنا في العالم العربي والجيل القديم من معظم آبائنا ايضا كانوا في غباء واورثوا غبائهم وجهلهم لمن خلفهم  من اشخاص هم كانوا قد اوكلوهم عليهم وعلى ادارة البلاد وصاروا بأيديهم اداة واعطوهم مطلق الصلاحيات لسرقة شعوبهم واذلالهم 
حتى هذه الساعة لم يفشلوا ابدا مرة واحدة بمرور وتنفيذ مخططاتهم الدموية والتدميرية , يفشلون في بعض تحقيق هدف ما ولكنهم سرعان ما يظهرون تنفيذ مخطط آخر بديل للمخطط السابق , لأننا في هذا العالم ما زلنا في غباء نهيم ونستهيم حتى هذا اليوم بما نسمعه عن مخططاتهم الشيطانية ولكن واصفين اياها بأنها مجرد مبالغات واوهام غير معقولة . 
هم الذين اتوا بالانحلال الخلقي الذي يسود اوروبا هذه الأيام وادخاله الى عالمنا العربي لانحلال مجتمعاتنا , صنعوا اجيال متمردين على المجتمع الرقي , منهم المثليين مخنثين نساء ورجال وبائعات الهوا , ومنهم اللامبالين للقانون والتمرد عليه وعلى المثل والشرائع  والمجتمع . وانتشار المخدرات المسمومة واباحة المشاريب الكحولية بكثرة في كل مكان واي زمان .
ان كل هذه الامور ما هي الا مظاهر متعمدة من بني اسرائيل ضد العالم وخرابه , هم الذين يقفون وراء كل الحروب والانحرافات للأجيال الغير منهم كله من صنعهم فهم جنود الشيطان . ما هي مصلحتهم في مزج المرطبات بالمخدرات لبيعه لأطفال المدارس الصغار وقد اول ما تم  اكتشافه مصادفة  كان في بعض المدارس الانكليزية في بريطانيا . وايضا في مطاعم الوجبات السريعة اللحمة المزودة  بمواد ضارة تسبب بمرض السرطان في النخاع الشوكي حيث منه  يتسرب مرض السرطان وينتشر في الجسم , وأيضا تسبب تناول الوجبات الشريعة بالكسل والاهمال زائد اللحوم الغير حيوانية المشرعة للانسان وخلطها بلحوم حيوانية يسبب تناولها مستقبليا في الضعف الجنسي وعدم الانجاب وتغيير اللاشعوري عند المتناول بكثرة لهذه الوجبات السريعة الى حالة من اللئم والحقد والضعف في الذاكرة وعدم التعامل مع الآخرين بالين والحسنة بل يصبح بحالة عصبية . 
هل من الممكن احدا يأتيني باثبات لشخص واحد او عائلة من بني اسرائيل داخل مطعم من مطاعم الوجبات السريعة يتناولون الطعام من هذه المطاعم في امريكا او بريطانيا او في استراليا او فرنسا او المانيا . حتى في اسرائيل توجد هذه المطاعم بكثرة واكثرها في تل ابيب ولكن المعلومات تقول انهم يطهون اكل خاص وخالي من الغش لشعبهم فقط . لن يدحر شرهم الا مخططات مضادة لهم لكن كيف ومتى لا اعرف ولا اعرف متى تنتهي , نحن بحاجة ايضا لمخططات تكون اصلاحية ضد مخططاتهم الشيطانية ليكون هدف مخططاتنا الخير وصناعة كل الخير لهذا العالم وليس لاخضاعه لنا ولا لتركيعه امامنا , بل للرفع من مستواه لأننا كلنا بشر من صنع الانسان نحن نريد ان نتعايش مع جميع البشرية على الأرض تعامل الانسان مع اخيه الانسان كاخوة في الخلق ولكل امة لها حريتها الكاملة ولكل وطن استقلاليته التامة لا يبات انسان وهو جوعان ولا يمر عيد على انسان هوعريان  ولا انسان حزين يبحث عن السعاده الا وتكون السعادة داخل اسرته .
 الحزب السوري القومي الاجتماعي 
 مفوضية سدني المستقلة 


أُّيُّهَا الشَّاكي عِشْتَ عُمرًا طويلا/ حاتم جوعيه

قصيدة  نظمتها  ارتجالا على نمط  قصيدة الشاعر اللبناني المهجري الكبير " إيليا  أبو ماضي" بعنوان : ( أيهذا الشاكي وما بكَ داءٌ ) للمسابقة الشعرية التي أقامتها مؤسسة الوجدان  الثقافية  -  وهي إكمال  لعجز البيت  الشعري من قصيدة أبي ماضي ،وهو: ( أن ترى فوقهَا الندى إكليلا ) مع  نظم أبيات  شعرية أخرى على نفس الوزن  والقافية .

أيُّهَا  الشّاكي  عِشتُ  عُمرًا  طويلا        كنتَ   عبئًا   على   الحياةِ     ثقيلا 
تنشرُ اليأسَ في النفوسِ ، وَمَا  زِلْ        تَ   مثالَ   الإحباطِ ..  داءً    وبيلا
لا ترى السّحرَ في الوُرودِ  وَتَعْمَى        أن   ترى    فوقهَا   الندى    إكليلا 
أنتَ   كاللحْدِ  في  وُجومٍ  وَصَمْتٍ         وَتُحَاكي  في القحطِ   أنتَ  الطلولا 
مُقفرٌ    تبقى   من   جمالٍ   وَحُبٍّ         وَمِنَ الخيرِ.. خُضتَ  خطبًا   جليلا 
وترَى   نفسَكَ   الحكيمَ    ولا   تَدْ          رِي ..يراكَ  الجميعُ  فضًّا  جَهُولا 
أترِع   النفسَ   بالمحبِّةِ    والخَيْ         ر ِ ..  ترَ  الكونَ  والوُجودَ   جميلا 
إنَّ    بالإيمانِ   النفوسَ    سَتسمُو         في  سَمَا   الكونِ   تُبدِعُ    الترتيلا
أيُّهَا   الشَّاكي   أنتَ    هَمٌّ    وبيلٌ         تُكثرُ   النَّدبَ    والشَّجا    والعَويلا
أنتَ  في  النفسِ   يا  شقيُّ   عليلٌ          لستَ   في  الجسمِ   والفؤادِ  عليلا
كلُّ    يومٍ    يمُرُّ   دونَ    رُجوع ٍ         إغتَنِمْهُ   فسَوفَ   يمضي   عَجُولا 
لا  يعودُ الماضي  إلينا  وَأمْرُ  الْ           غَدِ    يبقى   مُستعصيًا    مَجْهُولا
إنَّما     العيش    والحياة     خيالٌ          كم   تمنينا    لِعُمرِنا   أن    يطولا
لمْ    نحَقّقْ    كلَّ    الذي    نبتغيهِ          ما     بَلغنا    المَنشودَ   والمأمُولا 
أيُّها   الشَّاكي   دونَ    داءٍ   وَهمٍّ          كم     أطلتَ     التّذمُّرَ     المَمْلُولا 
إبتَسِمْ   الحياةِ    دومًا   وَكُن   في          هَا   جميلا    ترَ   الوُجودَ   جميلا 
لا   تسَلْ  عن   غدٍ   وعنكَ   بعيدٌ          عِشْ    ليومٍ    مُعَزّزًا     مَسؤُولا 
عِشْ   حياةً    بكلِّ    جُهْدٍ    وكدٍّ           لا   تكن   أنتَ    خامِلاً   وكسولا
وتمتَّعْ   بنعمةِ   العيشِ ،  لا   تخْ            شَ   زوالاً   لها   إلى  أن  تزولا 
كُنْ جميلاً  فسوفَ  تجلو صعابٌ            في  حياةٍ ،  تغدُو  الجبالُ   سُهولا 
وتمَتّعْ   من   كلِّ   شيىءٍ   بهيج ٍ           فجمالُ  الوجودِ   يَسبي   الفصُولا 
أنظرِ  البدرَ   في  السَّماءِ   تجلَّى           ويضيءُ    التلالَ    ثمَّ     الحُقولا
إسْمَع ِ الطّيرَ  في الرياضِ  تُغنِّي           وَمعِ    الزَّهرِ    لحنهَا    المَعسُولا
وَحمامُ  السَّلامِ   قد   زادَ   شَجوًا           كلَّ     يومٍ     ولا    يَمَلُّ   الهَديلا 
كحِّلِ  العينَ  مِن  جمالٍ   وَحُسنٍ           وارشُفِ  الكأسَ   كوثرًا   سَلسَبيلا
وترَنَّمْ     معِ    السَّواقي    نهارًا            واسألِ   البحرَ   سرَّهُ    المَحْمُولا
أنا    للحقِّ    شعلةٌ   من   ضياءٍ           وبأشعاري   قد   دَحَرْتُ   الفُحُولا 
وَحَياتي       بذلتُهَا        لبلادي             لم  أجدْ  مثلَ  موطني  لي   بديلا
وَيَراني  الجميع ُ  رَبَّ   المَعالي            والنّدى  دَومًا ، في  الدُّجَى  قنديلا 
أنا   صرحُ  الإبداعِ  في  كلِّ  فنٍّ           وأنيرُ     البلادَ      جيلاً     فجيلا
أنا  تاجُ  الفدا  وفي  مِفرَقِ  الشَّرْ            ق ِ     وأبقى      لِمَجدِهِ     إكليلا
بُهِرَ  الخلقُ  في  روائع   شعري            وقفَ    الكلُّ     شاردًا    مَذهُولا
مِن  مُحيطٍ إلى الخليجِ شدَا  العُرْ             بُ     أغانيَّ      رُتّلتْ     ترتيلا
إنَّ  شعري  مثلُ النّضارِ  ائتِلاقًا             وأغانيَّ       أمطِرَتْ        تقبيلا
إنَّ   شعري  للفنّ  والحُبِّ  يبقى             لا  لأرثي في القفرِ رَسْمًا  مُحِيلا
وَحياتي       بذلتُها         لكفاح ٍ            لافكَّ        المأسُورَ      والمَغلولا
وَوُرودي  مدى  الدُهُورِ   رواءٌ             لا   تُعاني  طولَ  الزَّمانِ ،  ذبُولا 
إنهُ  العيش  في ارتفاع ٍ وخفض ٍ            وَحُظوظٌ   تبقى   ارتفاعًا   نزولا 
وَصَنعتُ  الكثيرَ  والعمرُ  غضٌّ             في     قرونٍ    يُحقّقونَ     القليلا
إنَّ  شعري  لنُصْرةِ  الحقِّ  يبقى             يدحرُ   الباغي  والقميءَ  الدَّخيلا 
لم   يزلْ  سيفي  ظامِئًا  وصقيلا            وعلى   الباغي   مُشْهَرًا   مَسلولا
إنَّ مجدَ  الشُّعُوبِ   يقضةُ   حِسٍّ            وانتِكاسٌ   إذا   استطابتْ   خُمُولا
قد  بذلتُ  الحياةَ   من  أجلِ  علمٍ            واتّخذتُ   الكتابَ    دومًا    خليلا 
قد  خبرتُ  الحياةَ  غضًّا  غريرًا            وتعمَّدتُ      بالكفاح ِ       رَسُولا          
جئتُ  كي  أملأ  الوجودَ   سلامًا            وبإبداعي    كم    أنرتُ    العقولا 
وأغنِّي    مع     النسائمِ     فجرًا            وَمع ِ    الطيرِ    بكرةً    وأصيلا 
ناشرًا  في الوجودِ  سِحرَ  طيوبي           تبتغيني   الحِسانُ    ظِلا ًّ   ظليلا
أنا    أبقى   كالنسرِ   في  عُنفوان ٍ          لستُ    طيرًا     مُنكّسًا     مَبلُولا
مِن   يراعي   تغدو  القفارُ  جنانًا           مطري ازدادَ ، في الهجيرِ،هُطولا 
ولقد     حيَّرَ     الطبيعة َ     أسفا           ري   وَسَيْرٌ  سبقتُ   فيهِ  الوُعُولا       
ومكاني    فوق    الثريَّا     سُمُوًّا           كم   دَعيٍّ    خيالهُ     لن    يطولَ 
وأرى  الغيرَ   ينشرُ الشرَّ   دوما            يقتفي   النتنَ    والقذا   والوُحُولا
كم   عميلٍ    غدا    هنا    وطنيًّا            وَيُجيدُ        الخداعَ       والتّمثيلا
كم  خؤُونٍ  قد  باعَ   شعبا  وَرَبًّا            وقضى    العُمرَ    آبقًا     وعميلا
ويعيشُ  الحَضِيضَ  خَلقًا   وَخُلقًا           ويَرَاهُ   البعضُ  الشّريفَ   الجليلا 
لُكعٌ   قد   غدَا   هُنا   وابنُ   لُكْع ٍ          سيِّدَ     القومٍ     للمَخازي    مُعِيلا
كم   أبيٍّ    ضَحَّى   لأجلِ    بلادٍ           هُوَ     يَحْيَا     مُهَمَّشًا     مَعزُولا
عالمٌ       كلُّهُ     خداعٌ      وإفكٌ            لا   نبيًّا    نبتاعُ     منهُ    الحُلولا
إنَّ   شعبي   مدَى  عقودٍ   يُعاني            وَلكم     ذاقَ     القهرَ    والتّنكيلا
بَيْدَ   أنِّي  أخُوضُ   دربَ  نضالٍ           لستُ  أدري  متى  سأقضي  قتيلا 
إنّهَا   الروحُ   في  اشتياق ٍ  لرَبٍّ           مَنْ  سيدري  متى ستلقى  الرَّحيلا
يرفعُ   الحظ ُّ   كلَّ   وغدٍ   قمِيىٍ           كلَّ   من     كانَ    آبقًا     مَهبُولا
والكريمُ   الأبيُّ    يلقى    صعابًا            دربُهَ    بالأشواكِ    يبقى   طويلا
ولكلِّ   امرىءٍ   حسابٌ   وَحَشْرٌ            وحسابُ   الجاني    يكونُ    ثقيلا
نحنُ مثلُ الضيوف في الأرضِ،للخُلْ      دِ  مساعينا ،  نحنُ  نرجُو  القُبولا 
لا مقامٌ  في الأرضِ إن عاجلا  قد          كانَ   أو   آجلا    سنلقى   الأفولا
كلُّ     حيٍّ      مَصِيرُهُ     لزوالٍ          جسَدٌ    يَحضِنُ    الترابَ   المَهيلا
أيُّها   الشَّاكي  من  حياةٍ   وَعيش ٍ          لا   تكُنْ     للأقدارِ   أنتَ   عَذُولا
"أدرَكتْ  كُنْهَهَا  طيورُ  الرَّوابي"           قالهَا     إيليَّا ...  أراكَ     جَهُولا
فتعلَّمْ    حُبَّ     الطبيعةِ     منها             وَدَع ِ    القالَ     والقِلى    والقِيلا 
فتعلَّمْ    حُبَّ     الطبيعةِ     منها             حكمةٌ      قد     تُعلِّمُ     المَغلولا 
حكمةٌ   تُحيي    بائسًا    وَحزينا            وَسَتُذكي       المُنكّسَ      المَذلولا 
فدَع ِ  اللؤمَ   وارتدي  ثوبَ   بِرٍّ           كُن     كريمًا     وصادقا     ونبيلا 
فالإلهُ    العظيمُ    ربُّ    البرايا           هوَ   يعطي   الخيراتِ    والمأكُولا
والإلهُ     العظيمُ     يفتحُ     أبوا          بَ  الأماني  والحظّ عرضًا  وطولا 
بيدِ    اللهِ    دائمًا   كلُّ     شيىءٍ           خيرُهُ     يبقى      للمَدى    مبذولا
مثلُ   ايُّوبٍ   لم  تذق  أنتَ  هَمًّا           صبرُهُ    في  الآلامِ   كانَ   طويلا  
سَلَّمَ     الأمرَ   والمَصيرَ   لرَّبِّ           صارَ  في  الصَّبرِ  رَمزنا  المَنقولا  
مَدَّهُ     الله  .. كلَّ    خير ٍ    وبِرٍّ           بعدَ     مأساةٍ     عاشَهَا     معلُولا 
رَدَّ      أملاكهُ      وَكلَّ      بنيهِ          وَقضى    العُمرَ    هانئًا     وَجليلا
كلُّ  أمر ٍ  يكونُ  بل  كلُّ   ضيق ٍ          بيدِ      الرَّبِّ     دائمًا      مَحلولا 
والذي     يجعلُ    الإلهَ     منارًا           في  مَسَاعيهِ   لن   يَضِلَّ   السَّبيلا  
أيُّهَا  الشَّاكي   كلُّ  هَمٍّ   سَيمضي          وَسَسبقى   الوُجودُ    دومًا   جميلا 
( شعر : حاتم جوعيه  -  المغار - الجليل -  فلسطين  )
         

ضفائر من الورق المهلهل/ بن يونس ماجن

1
ضفائر من الورق المهلهل
 مثل وشم على مرايا
 ينسكب حبرها بغزارة
2
يتسرب الموج الثائر
الى ضفاف عكرة
حيث تستحم غربان مرتزقة
3
انكسارات عربية متكررة
حروب وانهزامات 
واغتيالات بالجملة
3
نكسات اليأس والطموح
دخول الحلبة الداعشية
المزدحمة بالمذابح الجماعية
4
تضاريس دماغ الحاكم العربي
تتلبد في سلة المهملات
وتمطر طوفانا أسودا
5
سياسة النفاق
تخبز في دهاليزالقمع
ضحايا القتل المأجور
6
من يشتري وطنا
في المزاد العلني
الوطن الذي كان اسمه الهوية

هذا الوطن المحنط بالرايات الملوثة 
أغتلاه التكفيروالاسلاموفوبية
بأي ذنب أغمي عليه
8
الذئاب الملثمة بالكراهية
والتماسيح المدربة على الابتسام
 من فصيلة نازعي حجاب المسلمات

9
يغرفون من المياه الراكدة
سمكة فولاذية
لتكميم الافواه
10
يمشون على المسامير
بنعال من الشوك
مليشيات بعبوات ناسفة
11
يتسللون الى احضان شمعة
وراء الهياكل المنخارة
على شرفات العراء المعتم
12
انقاض مسجد ودير روماني متلف
ومعبد يوناني مهجور
عقائد مضطهدة
13
كطفل عراقي متخلى عنه
تبنته لبؤة وديعة
حضانة الغاب
14
وطفل سوري
اغتصب بالكيماوي
جبروت ابليس
15
في أبراجهم العاجية            
 يتغلغل الخذلان
عسف السلطة الانفرادية

بيادر الأسى/ ابراهيم مشارة

لاَ تَسْأَل الشىء الحَزِيْنَ أَنْ يَمُرَّ كُلَّ يِوْمْ
عَلَى مَرَافِئِ العُيُونْ
لاَ تَسْأَل الشىء الحَزِيْنَ أَنْ يبِيْنَ
... أَنْ يبِيْنْ
لأَنَّهُ مَكْنُونْ
لاَ تَسْأَل الشىء الحَزِيْنَ أَنْ يَقِرّْ
لأَنَّهُ كَطَائِرِ البِحَارِ ... لاَ مَقَرّْ
وَقُلْ لَهُ :
إِذَا أهَلَّ فِى المَدَى ، وَنَقَّرَ البَيَاضَ فِى عَينَيْكْ
وَغَيَّمَ المَكَانُ بِالدُّمُوعِ مِثْلَ حُلْمْ ...
" لقَدْ مَلَكْتَنِى ... فَتَحْتُ لَكْ
صُنْدُوقَ قَلْبِىَ الكَلِيْمْ
فَلْتَقْطُرُ الدُّمُوعُ .. كَالنَّغَمْ
                   - الشىء الحزين صلاح عبد الصبور-        

   حزني هويتي أو هو إنيتي هو شرفي وعرضي  أجمعه أضغطه أنفيه إلى  عالمي الداخلي أحوطه بضحكات  مخاتلة وبحديث عابر، نظرتي  مطاطية أحاول مدها   إلى أبعد من عالمي الرمادي الداخلي بتلك الضحكات المصطنعة لكنها سرعان ما تعود إلى حجمها الطبيعي !

 أقرأ صفحات من  رواية فرونسواز ساجان صباح الخير أيها الحزن :(هذا الشعور المجهول حيث الملل والنعومة فيه تسيطران عليّ، أتراجع عن تسميته، عن إعطائه الاسم الجميل والقاسي ألا وهو الحزن. إنه شعور متكامل وأناني الى درجة أنه يشعرني بالخجل، غير أن الحزن يبدو لي مشرفاً. لم أكن أعرفه هو، لكنني عرفت الملل والأسف وبكمية أقل الندم. اليوم، شيء ما تماماً مثل حرير ناعم ومزعج ينطوي عليّ ويجعلني أنفصل عن الآخرين)

 أتعجب مالذي يجمع بين حزني وحزنها هي مراهقة ثائرة على مجتمع بورجوازي متخم وأنا رجل مكتهل يصافح  غبار الطريق  في أرض تغضن فيها  جبين الساعة وامتلأ بثآليل القبح  فغدا كوجه ميدوزا.

سبحان من مرج الحزنين بينهما برزخ لا يبغيان!

                                                         ***                          
حزني من حزن أرضي الشهباء ووجوه قومي المغبرة، حزني من حزن التاريخ  الذي كان فروسية وشهادة فغدا علامة استفهام بلهاء  تعثرت القابلة وهي تستولد رحمه بفارس جديد لعله أبو زيد الهلالي لعله السندباد يملأ الأرض كشفا وبهجة ومغامرة  يحط رحاله كل يوم في جزيرة  يجمع الثعابين والحكايا والبخور فنزداد عشقا ولهفة وحنينا،حزني حكمة كرعتها من كأس حياتنا التي صارت غير مجدية وبلا جدوى.

                                                  ***

كلما جلست على صخرة همومي  بعد أن ترتد علي وأنا أدفعها على هذا الجبل السيزيفي المسمى الوطن - ومن عجيب أنها تحملني وأحملها- هي طبقتي وأنا شنها أوالعكس-أمواج اليأس واللاجدوى والملل والروتين تضرب تلك الصخرة ولكن لا تفتها عجبا هي أصلد من الصخر؟ ضرورات العيش وتلك الكلمة الطالعة من أمعاء التاريخ "ليس في الإمكان أبدع مما كان" تجعلني ألحس المبرد بكل برودة دمي هو النازف وأنا أسير على درب هذه الحياة التي ابتذلتني فيها العادة والغريزة وحب السلامة. سكن حزنك  تسلم لا تجعله متحركا فتندم وانفه إلى قرارة الروح ليقطع نياط القلب ويجتث أهداب الروح بألم هو أفضع الآلام

               تمنيت أن الخمر حلت لنشوة * تجهلني كيف اطمأنت بي الحال
***                                               
لماذا سلوتك ؟ ثم استفاق في الحنين مد يده كطفل رضيع يبحث عن ثدي أمه 

تلهفت على  منظر تراقص  النجوم في قبة السماء وخرير الساقية وتمايل شجرة الصفصاف العملاقة ورائحة الأرض المبتلة  التي تذكرني برائحتك   لكن لما حان موعد اللقاء هربت أحسست بساقي لا تحملاني  فقدت الرغبة في كل شيء وعدت أجتر الملل البارد عدت أكتب عن الشوق والحنين وأمني النفس بلقاء جديد لأهرب من جديد. وخسرتك أيها العشق كنت ما يتدفق في عروقي ،ما ينبض به قلبي في الزمن الأخضر واليوم يتدفق فيها دم  كدم السوائم في الزمن الأغبر.
                                                ***
لماذا تطاردونني في خلوتي، في احتساء فنجان قهوتي، في ضجعتي بمراسيمكم البلهاء تريدونني وليمة للذئاب على هذه الجغرافيا المترعة ذلا  واستبدادا وعبثا ولاجدوى!؟

شريعتي الرفض لكل ذئب وشاة على السواء. 

حين سقط القناع على القناع تبينت أن ما تحته وجه سامري ليس عنده إلا الضياع والخواء  فواحسرتاه
                                            ***

تعالي نشرب نخب دموعنا

على أعتاب  ليالينا الموحشة

من قمر وقصيد وربابة

نكنس غبار الشارع بصدى ضحكاتنا

فأنا متشرد على قارعة المواطنة

صعلوك ،عاشق قديم من زمن أقدم

أنا ذاك الفتى الطروادي الذي وشمت أمه

على زنده قلبا وسيفا وحمامة

كتمت عشقي لأن الذئاب لم تعد تريد رومانتيكية ولا قصائد مدبجة

في تمجيد  الحب والأوطان

بل تريدني نادلا في ملهى ليلي

يعمل ليقيم أود أولاده وزوجته

ويعجب كيف وصلت إلى الملهى خضرة وزهرة ؟ !

ويصيح فلا جواب

غير العواء وضحكات السكارى 

وصدى الدمع الحزين من مقلتيهما

والليل المطبق البهيم !

قانون القومية: "إسرائيل فوق الجميع"/ جواد بولس

قد يشهد سيل الكتابات حول مصادقة الكنيست على قانون أساس: "إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي" على وقوع حدث كبير ومختلف؛ وذلك رغم عدم الاتفاق على دواعي تشريعه، وعلى تشخيص مخاطره الحقيقية أو تبعاته المستقبلية.
 تعدّدت الأراء وانفرجت التقييمات على قوس من المواقف، تبدأ بفرح البعض لأنّ إسرائيل قد "بقّت البحصة" رسميًا وتعرّت ككيان لا تصلح المواطنة المأمولة فيه ومعه - كما كان يدّعي أصحاب هذا الفرح - وتنتهي بنداءات الإهابة والاستنفار  من قبل جهات عديدة، استشعر أصحابها بدنوّ اشتعال "أم المعارك"، في حين ما زالت خيارات مواجهتها الشعبية والجماهيرية ملتبسة وغير ناجزة .     
أتاح الاعلان عن القانون، لمفكري المعسكرات السياسية الراديكالية والدينية القائمة بين المواطنين العرب في إسرائيل، فرصةً لتأكيد صحة معتقداتهم وتبريرها، متعكزين، كل من رصيفه، على تفسيرهم الخاص لتوقيت نجاح التشريع واشهاره لمباديء وحقائق كانت قائمة في الممارسة والفضاء الاسرائيليين، وشرعنتها  بهذ السفور العنصري المستفز .
حاول الكثيرون تصفير أهمية الحدث؛ فستبقى اسرائيل بعده ، حسب هؤلاء، كما كانت قبله؛ وهي عندهم ليست أكثر من كيان "ذاهب الى حتفه" إما بقوة الدعاء أو بغزارة البصاق ! واذا لم تصدّقوهم فانتظروا الفرج لأنه قريب ، والغدَ لأنه كالأمس شفيف.
في المقابل، يتذرّع بتشريع القانون جميع من نادوا بضرورة مقاطعة الكنيست، ويعلنون مجددًا ، بسببه، أنّ ساعة القطيعة، هذه المرة،  قد أزفت، وأن على أعضاء القائمة المشتركة تقديم استقالاتهم فورًا إلى غير رجعة؛ فالكنيست ليست في نظرهم منصةً مناسبة وكافيةً للنضال ضد سياسات القمع والعنصرية. هذا علاوةً على تأكيد أصحاب مبدأ المقاطعة بأنّ القانون قد قضى نهائيًا على حلّ الدولتين، وبأنّ على الجماهير العربية في إسرائيل أن تستعد للمواجهة الكبرى وللبدء في مراسم الكفاح المرّ، وذلك كما يليق بمن ينشدون العيش في وطنهم كرامًا وفي دولتهم أحرارًا.         
أما أتباع الحركات الإسلامية فقد وجدوا بهذه المناسبة تعزيزًا لما يؤمنون به، وتسويغًا لكونهم حركة  تغمس الدين في مفاصل الحياة اليومية وتربطه بشؤون الدولة والأمة، كما كتب، على سبيل المثال، الشيخ كمال الخطيب بعيد اقرار القانون مصرحًا: "مع اقرار برلمان اسرائيل لقانون يهودية الدولة، فقد تبيّن لكل عاقل أن الدين منغمس في حياة الإسرائيليين وأنه التوافق بين الكنيس وبين الكنيست ، فالسياسة حاضرة في الكنيس والدين حاضر في الكنيست.
فلماذا يصر العلمانيون منّا على قوقعة الاسلام في المسجد والفصل بين الدين وبين الحكم والسياسة، وإلا فإنه "الاسلام السياسي" يناصبونه العداء؟!".
الى جانب تلك المواقف سنجد مَن أكّد أن القانون يؤسس لمرحلة جديدة في الحياة السياسية الاسرائيلية، وسيؤثر على مكانة المواطنين العرب، لما سيخلقه من ديناميكية طبيعية ترافق العملية التشريعية، خاصة اذا كانت تحظى بمكانة دستورية عليا، كما هو الحال في قوانين الأساس الاسرائيلية.
للجميع حق بالتعبير عن موقفه والدفاع عن قناعته وعقيدته وتحمّل مسؤولية ذلك تباعًا.
أكثر من قانون ، الاعلان عن مملكة اسرائيل الجديدة
لا خلاف على كون المواطنين العرب، بجميع فئاتهم ودياناتهم، الضحايا المباشرين لهذا التشريع؛ مع ذلك يستهدف وجهه الآخر  قطاعات صهيونية واسعة، علمانية ومتدينة، لا تتساوق تعاليمها مع تلك القوى الصهيونية المتدينة التي أصرت على تمريره بالنصوص التي توافقت عليها؛ 
ولهذا سيشكّل يوم تشريع القانون حدّاً فاصلًا بين مفهوم الدولة التي اعلنت عام 1948 وفقًا للمضامين "البن غوريونية" - خاصة فيما يتعلق بعلاقة الدين ومكانته في الدولة، ومكانة الجيش، ومكانة التعليم الرسمي، والنظرة للعلمانية، وللحقوق المدنية، ومكانة المواطنين غير اليهود، وغيرها من ركائز الدولة والمجتمع-  وبين جميع هذه المضامين والمفاهيم في الدولة " البينيتية" التي يعكس ملامحها بصرامة قانون القومية الجديد. 
لم تتردّد القوى السياسية اليمينية المسيطرة بالتعبير عن أهدافها وعن إصرارها على إتمام مهامها وتدعيمها بتشريعات مناسبة، من أهمها وآخرها القانون الذي نحن بصدده؛  فجميع المتحدّثين الرسميّين باسم هذه القوى الصهيونية الدينية المسيحانية أوضحوا انهم يسعون لإحكام سيطرتهم على رقاب الأجهزة القضائية، وفي مقدمتها المحكمة العليا، دون أن يغفلوا تمكنهم من أجهزة الامن والجيش وجميع الوزارات السيادية وما يتفرّع عنها.
في موازاة هذا التطوّر، بدأنا نلاحظ في السنوات الاخيرة كيف استشعرت جهات صهيونية عديدة مخاطر ما ينمو في أروقة حكم الدولة؛ ومع تصورها بان العرب سيشكّلون الضحايا المباشرين لذلك التوحش العنصري الفاشي، أحسّت بأنهم ليسوا بعيدين عن فم التنين وعن نيرانه الحارقة، لأنهم في الواقع "غرباء" وخارج فقه قانون الأساس "إسرائيلنا التي فوق الجميع" .
 لماذا الآن؟ 
لقد استعان اليمين الاسرائيلي بقفزاته  في السنوات الأخيرة بعتبات مدّتها  أمامه بعض القوى السياسية والدينية الناشطة بين الجماهير العربية ، خاصة تلك التي تؤمن بان إسرائيل ما زالت ،كما قامت، كيانًا مزعومًا وباطلًا أقيم على باطل.
الى جانب ذلك سنجد، بالطبع، عوامل خارجية كثيرة ساعدته على إحكام سيطرته في الدولة وعلى انجاز القانون بعد سبعة اعوام من النقاشات حوله ومحاولات تمريره الفاشلة؛ ومن بينها تعاظم  قوة اليمين المتطرف في معظم الدول الأوروبية وغيرها، وتهالك وحدة الدول العربية وتهتك انسجة الدول الاسلامية، وضعف حالة الشعب الفلسطيني.    
 أعرف أن القوى العنصرية المتطرفة لم تكن بحاجة إلى مدعّمات ومنشّطات كي تمارس نهمها وجشعها وبطشها؛ لكنها نجحت بتجنيد بعض المواقف العربية  وبرّرت بطشها بادّعائها ضرورة الدفاع عن مستقبل الشعب اليهودي ودولته في وجه العرب الساعين من داخل الدولة الى القضاء عليها واقامة دولتهم القومية مكانها أو امارتهم الاسلامية، كما يؤمنون ويصرحون ويكتبون . 
يجب التصدي ولكن كيف؟
انشغلت، كما كان متوقعًا، مؤسسات المجتمع العربي في إسرائيل بتداعيات القانون،  وبادرت جمعيات ومجموعات كثيرة، وفي طليعتها "لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل" ، لعقد لقاءات تشاورية حول طرق التصدي لتبعات هذا التشريع. كل هذه المبادرات مباركة ولكن.. لن يراهن عاقل على ما قد يحدث قريبًا، وسيبقى أقوى الاحتمالات الواردة ألا نلمس تحرّكات "ثورية" مؤثرة،  وذلك ببساطة لأنّ معظم أحزابنا وهيئاتنا التمثيلية ومؤسساتنا السياسية بنيت في عصور دارسة؛ ورغم جميع التحوّلات في العالم وفي المنطقة وفي الدولة، لم يبادر معظمهم إلى مواءمة برامجها وآليات عملها لمتطلبات معطيات العصر الجدّية.  لقد بقي أكثرها كذلك الشخص الذي يشهر سيفًا في وجه صاروخ "التوماهوك"  او كمن يريد اسقاط طائرة ف(35) بمقلاع. 
لا أوافق على الدعوة للهجرة من الكنيست، وأخشى من فشل جميع المحاولات النضالية التقليدية أو من عدم ارتقائها الى خطورة الحدث؛ وأن يقتصر  جدول "المقاومة" على بعض المبادرات القضائية، التي سيبقى سقفها "عدل" اسرائيل القوية، وإلى جانبها بعض الفعاليات "التحرشية"  الحاصلة تحت ما يسمى مظلة الرأي العام الدولي ومؤسساته الغارقة عمليًا بما تمليه مصالح تلك الدول ومرابحات/ مقايضات قادتها  الموسمية؛ وكما قلنا في الماضي نكرر أنه من دون كسر القوالب والخروج من فروض " القبيلة"  لن ننجح في بناء "كواسر موج"  قادرة على درء الهزائم والغرق.  
 فقريبًا سوف نشعر ، كمواطنين عرب، بنتائج هذا القانون على حياتنا اليومية وعلى مكانتنا السياسية. لن يقتصر تأثيره المباشر على مواقف الأجهزة القضائية التي ستنحني إنصياعًا لروحه الجديدة وتقتصّ بهدوء من لحم حقوقنا المدنية والسياسية - كحقنا في التأطر السياسي، وحقنا في التظاهر، وحقنا في السكن وفي الحركة وفي التعبير عن الرأي وغيرها- بل سينعكس أثره في علاقة الدولة معنا كأفراد وكمجتمع ولن تبقى حياتنا عرجاء كما كانت بل ستصير تفاصيلها أعقد وأصعب وهوامشها أضيق بكثير .
سيكون الآتي أفظع، وسيفرض علينا الواقع المتشكّل، أذا بقي تعاطينا معه بأنماط العمل القائمة،  طريقًا من أثنين : فإما مواجهة طاحنة كبرى مع نظام جديد يؤمن أن الرب حليفه وأن الأرض سجادته وأننا هنا، نحن العرب، نتحيّن الفرصة "لقتله"؛ وهم يتصرفون بواقع حكمة اجدادهم القاضية بان "من جاء ليقتلك قم واقتله أولًا"  ويعرفون ان العالم  يعيش في عصر، تقوم فيه فضائيات "النظام العالمي الجديد" بتصوير موت الملايين من الأبرياء كما تصوّر هوليوود افلام "الغرب المتوحش";
وإما نجاح من يؤمنون بذلك باقامة أطر مستحدثة وجبهات عريضة تعمل بأساليب ومفاهيم مبتكرة، وتنطلق من كوننا مواطنين في دولة  يريد معظم قادتها التخلص منا، ولكن بالرغم من ذلك يتطلب صراعنا في هذه المرحلة الحرجة، أن  نجد فيها حلفاء ونحاول معهم الوقوف في وجه العاصفة وأمام نيران التنين  .
قد تكون مهمة ايجاد الحلفاء من العرب سهلة، أما من اليهود والصهاينة صعبة  أو عسيرة، ولكن عدم المحاولة، وهي أسهل، سيؤدي إلى ارتكابنا فشلًا خطيرًا، ستكون نتائجه أكبر من كابوس، لكنها، حتمًا، ليست أصغر من نكبة .
يتبع

والدرُّ يســكن ُ في قعر الدّجى الصدفا/ كريم مرزة الأسدي

فردٌ إذا غـابتِ الأنظارُ رؤيتهُ  *** فالعيبُ فـــي الطرفِ،لا في نجمهِ وكفـى!
ما كـان عبقرُ حكراً للذي ســلفوا *** هـــذي النوابغ أثــرتْ سلفــــها تُحفا
لكنَّ مَن بدّدَ الأنـــــوارَأظلمُهمْ *** والأرضُ تحجــبُ شــــمسا بدرها خسفا


من البحر البسيط ، هكذا ولدت القصيدة ، وخلّها حرّة تأتي بما تلدُ!!. 

اكرمْ بدنياكَ ، كدر الهمَّ قدْ سلفا **أنّى حللّتَ بــأرضٍ عشـــتها  نجفا

تحلو الشمائلُ منِ ألْفٍ ومنْ ألَفٍ**حتّى صرفتَ الذّي ما كان منصرفا!

"فاستوحِ مَنْ طببَّ الدنيا بحكمته"* قدْ ثارَعدلاً ، أزالَ الظلمَ والسّدفا 

بُعْدٌ يقرّبُ منهُ الوجـدَ، تلهمهُ *** إشعاعَ فكرٍ، وقدْ زان الورى شـرفا

عشْ ذائباً في سموِّ الرّوح أزهدهمْ ** عيشاً،وكان أخاً للمصطفى وصفا

هذا العراقُ،ويأبى اللهُ قسمتهُ *** أرضى الإمامَ ،وأرضى الصحبَ والخلفا

لو داعشٌ لعّبتْ في لِعبها لُعَباً **** تبّاً لها لنْ تنـــــالَ الظـــــهرَ والكتفا  

شعبٌ تآخى على مرِّ العصور،فلا***أعني سوى الشعب مَنْ في مجْدهِ حُلِفا 

 يا حادياً بثْ خفايا القلب اعذبها **** حـيِّ العراق ، وحـــيِّ الأهلَ والنّجفا

ذاكَ الغريّ،وراحُ الشّعرِ(نابغُهُ)**إذْ غــرّ (أحمدُ) كأسَ (الجوهرِ) ارتشـفا(1)

أنت ابن ذاكَ وهذا ، والروي نسبٌ**** اغرفْ أجدتَ،كما كانا،وما اغترفا
        
لا تأبهنَّ بسجنِ الدار مؤتزراً *****  فالدرُّ يســكن ُ في قعر الدّجى الصدفا

دعْ عنكَ مَن يرتقي عرشاً بهابطةٍ ***** والهــابطاتُ لكعبٍ سمتها الخسفا

خمسون عاماً مضتْ منْ لا أباً لهمو! *** تصحيفَ لؤمٍ،ويأبى اللهُ ما صُحِفا      

إنَّ المقاديرَ إنْ غالبتَـــــها غُلِبتْ ***** تغدُ المطيّةُ ، ركّــــبْ فوقها  الهدفا

وانشد رعاكَ الذي ســواكَ نابغةً ***  واقلبْ عليهمْ بيوت الشعْرِ و (السلفا)!!

وارجعْ لدنياك شجواً أنتَ صاحبه **** ريمٌ على القاعِ يا منْ قد رعى و وفى  

يا أمَّ زيدٍ : ثلاثوناً و واحــدةٌ  *****  لمْ نألفِ الخلفً ، لا قــــطرُ البكا  ذُرِفا

يا أمَّ زيدٍ : وأمُّ (الأُسْلِ)  واسطة ٌ*****  والنّبعُ أينعَ في (عبّاســـهِ ) و(صفا)(2)

هذي الرجالُ، إذا ما جُذرها رسختْ *** مثل الرواسي تصــدُّ الريحَ  إنْ عصفا 

فردٌ إذا غـابتِ الأنظارُ رؤيتهُ  *****  فالعيبُ فـــي الطرفِ،لا في نجمهِ وكفـى!

ما كـــان عبقرُ حكراً للذي ســلفوا ***** هـــذي النوابغ أثــرتْ سلفــــها تُحفا

لكنَّ مَن بدّدَ الأنـــــوارَأظلمُهمْ ******  والأرضُ تحجــبُ شـــــمسا بدرها خسفا

شتّــــان بينَ وضيعٍ ٌ أمــــرهُ تبَـــعٌ****** للســـــاقطينَ وبيــنَ الحـــرِّ إن أنــــفا

أنتَ ابنها ، لا ركامُ القشِّ راهبـةٌ ******* كلاّ ، ولن مــن فحيح الصــلَّ  ترتجفا(3)     
    
خذْ  ما تشاءُ مـــــن التنويمِ هيمنة ً*****أيــنَ البطولــــة ُللأبــــرارِ والشّـُــرفا ؟!

منّا الحضاراتُ قد سـادتْ ركائزها**** قـــفْ ! واسألِ الدّهرَ إذْ كنّا ، وما خلفا 

لا يستبينُ ضحى الغبــــراءِ،عجّتها ***** تُدني الذليل وترمي عـــــــزّها  قذفا

فوضى تشيرُ إلى الأقـــــــدارِ هازئةً ً****** يا خيرَ مَــــنْ سلبَ الآنامَ أو نسفا!!

شعبٌ كــأنّ بلا عــرقٍ يعــرّقــــهُ *** ***** يـا للـرجالِ ! ألا رأسٌ ، فـوا أســـفا

عمرٌ يمرُّ بذي الآمــــــالِ  يرقبُها *******  يومـــاً بيـومٍ فلا بــرّتْ ولا نصـــــفا

إنّ الحياةَ إذا  لا ترتجــي أمـلاً ******  كالمــــوت ســـــــيّان ، إذْ  أيّـامها حُتفا

يا صاحبيَّ قفا نحدو على وطـــنٍ *** ***** دامــي الجراح، قفـا يا صاحبيَّ قفـا!!

هلّ كانَ أعذبَ من ماءِ الفراتِ؟ وكـمْ ***** * يا دجلةَ الخير!  يا لهفي ومَنْ لهفا!!

يا دجلة الخيرِ!  جرحٌ في ضمائرنا ***** قلبٌ يذوبُ ، ودمـعُ العيــــــنِ قد وكفا   

تباً لقومٍ يسودُ الجرمُ عالمهم  ********  يغري الجهولَ ، ويخشى العلمَ والظرفا

صبراً جميلاً على البلوى ، وإنْ دهمتْ ***** نحنُ لها ،  وسيروي عزمنا النطفا

والدّهرُ ينجبّ ليلاً ، أمــــــره عجبٌ ******** قــد يرتـــدي الأملَ المعقودَ ملتحفا

سمعاً ! ولا أتّقي قولاً بخــــــاتمةٍ *******عاش العراقُ ، ليبقى فوقَ مَـــــنْ وصفا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) نظمت عدة أبيات ارتجالية عند وصولي مدينة النجف الأشرف سنة 2004 نسيتها وكان مطلعها :
اكرم بدنياك كدر الهمِّ قد سلفا *** حيّ الإمام وحيّ الأهل والنجفا 
وهذه الأيام تذكرت المطلع ونظمت على غراره ، وختمت القصيدة قبل أحداث الموصل الأخيرة ، ثم أضفت عليها بضعة أبيات بعدها ، فولدت القصيدة هكذا بذاتيتها وموضوعيتها 
(1) النابغة الذبياني من حيرة النجف ، أحمد بن الحسين المتنبي من كوفة النجف ، الجواهري ابن النجف !!
(2) أسيل أم صفا ، ابنة الشاعر واسطة العقد ، وزيد الابن الأكبر ، وعباس الأصغر
(3) أنا أحياناً أسير على نهج المدرسة الكوفية ، ولي مؤلف ( نشأة النحو العربي ومسيرته الكوفية / مقارنة بين النحو الكوفي والنحو البصري ) ، والمتنبي والجواهري كثيرا ما ينهجانها ، وهما من أبنائها ، وأنا أزعم كذلك ، وعراقتي فيها تمتد لمئات من السنين ، المهم ، العرب قد يفصلون بين لن ومعمولها ، والكوفيون يسيرون على الشاذ  حتى أنني في  بحثي عن الضرائر الشعرية ، ونشرته خمس حلقات مطولة ، أدرجة خمسين ضرورة شعرية !! ، ومنها ما سمع من العرب قولهم  :     
لن ما رأيت أبا يزيد مقاتلا ***أدعَ القتال وأشهدَ الهيجاء
 المعنى لن أدع القتال ما رأيت أبا يزيد مقاتلا ، ـ (ما) مصدرية ظرفية تسبك مع ما بعدها بمصدر أي لن أدع القتال مدة رؤيتي أبا يزيد مقاتلا .والفعل أدع : منصوب بلن ، وأشهد منصوب بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف والمصدر معطوف على القتال.
 البيت من الكامل وهو في خصائص ابن جني  :2/411 ، ومقرب ابن عصفور  : 1/262 ، ومغني لبيب ابن هشام الأنصاري  : 373
شرح هذه النقطة فقط للتوضيح ، والقياس على غيرها .. والشعر صعبٌ وطويل سلمه !!!