زيارة قداسة البابا تواضروس الثانى الى القدس من اجل صلاة التجنيز على روح المتنيح مثلث الرحمات نيافة الانبا ابراهام مطران القدس والكرسى الاورشليمى والشرق الادنى وذلك طبقاََ لوصيتة التى اوصى بها الا وهى دفنه بمدينة القدس , هذه الزيارة التى أثارة ردود افعال العديد من السياسيين والإعلاميين ورجال الدين بين مؤيد ومعارض سواء من الناحية الدينية والوطنية وارتباطيهما الوثيق بالعلاقات السياسية بين مصر وإسرائيل ومع إحترامى الكامل لجميع وجهات النظر الإ اننى احلل الموضوع من عددة جوانب منها .
اولاََ : لا يوجد قانون او مادة دستورية تحرم او تجرم ذهاب المصريين الى القدس وإذا كان قرار قداسة البابا شنودة الثالث بعدم زيارة المسيحيين لزيارة القدس واستمراره حتى الان من دافع الوطنية المصرية للكنيسة القبطية وإحتراماََ لمشاعر اخواتنا المسلمين من واقع ملف القضية الفلسطينية .
ثانياََ : جاءت الزيارة من اجل المشاركة فى تقديم واجب العزاء لشعب إيبارشية المتنيح الذى هو جزء من شعب الكنيسة القبطية وليست بزيارة رسمية او رعوية كما ذهب الرئيس حسنى مبارك الى القدس لتقديم واجب العزاء فى رحيل رئيس الوزراء الاسرائيلى الاسبق اسحق رابين عام ١٩٩٥
فنرى بعض المنافقين ينظر للزيارة على انها تؤيد التطبيع مع دولة إسرائيل فى ظل وجود تبادل سياسى وتمثيل دبلوماسى بين الدولتين وذهاب قداسة البابا لتل ابيب دون الحصول على تاشيرة دخول إسرائيلية على عكس ما قام به فضيلة الشيخ على جمعة بزيارة القدس تحت الاحتلال الاسرائيلى فى ابريل 2012 من اجل هدف سياسى لإظهار التضامن مع مطالبة الفلسطينيين بالقدس الشرقية التى تسيطر عليها إسرائيل.
ثالثاََ : لن يستطيع احد ان يشكك فى وطنية الكنيسة القبطية وراسها قداسة البابا تواضروس الثانى التى دفعت الكثير من اجل مصر وضحت بالعديد من أبنائها على يد الارهاب الاسود الذى ضرب مصر منذ اكثر من ٦٠ عاماََ ولم نجد احد ممن قام بمهاجمة البابا مؤخراََ بدافع وطنيته والخروج من اجل الدفاع عن التهجرى القسرى لاسر الفيوم وغيرها بإشراف امن الدولة الوطنية , وقف التهكم والهجوم على الديانية المسيحية وإزدرائها من جانب رجال الدين الوهابى ومواقفهم من قضايا عديدة لا تحصى ولا تعد سواء تلفيق التهم والاسلمة الجبرية .... الخ مع وقف قانون بناء دور العبادة الموحد .
رابعاََ : النفاق السياسى للدولة والكيل بمكيالين تجاة ابناء الوطن الواحد , فالمصريين ينظرون لدولة إسرائيل على انها دولة محتلة لفلسطين فى ظل وجود إتفافية سلام مشرك وتطبيع سياسى بعد عودة جميع الاراضى المصرية المحتلة قبل عام ١٩٦٧ , فالمعروف ان مصر دولة فرعونية وفلسطين كنعانية منذ الاف السنين قبل الميلاد ثم تحولتان لدول مسيحية حتى ظهر الإسلام الذى احتل كل من الدولتين من خلال ما يسمى بالفتح الاسلامى العربى واصبحتان دولتان عربيتان إسلاميتان ,
فالموقف الان وبعد الربيع العربى اصبحت دولة أمريكا فى نظر المصريين معادية للاسلام والمسلمين بدعمها كل من الاخوان والسلفيين والجماعات الإرهابية الداعشية فى سيناء , فى الوقت نفسه يقفون منبطحين تجاة السعودية المحتلة امريكياََ مقابل حمايتها من المد الشيعى الإيرانى وخاصة بعد تصريح الأمير السعودي الوليد بن طلال الذى قال نحن "المسلمين السنة" سنقف مع إسرائيل إذا ما هاجمت إيران "الشيعية"، فإيران هى عدوتنا وليس إسرائيل دون رد فعل من هؤلاء الذين وقفوا فى وجه قداسة البابا اليوم , اذاََ اسرائيل ليست بعدو سعودى ايضاََ , اين شجاعتكم ايها المصريين من منع ابنائكم بزيارة السعودية ورجوع من لديكم هناك حتى تحريرها من الاحتلال الامريكى , ام ان كرامتكم وإحتياجتكم للمساعدات والإعانات المالية الوهابية ووطنينكم المتاثرة بالتعاليم البدوية تمنعكم عن إتخاذ تلك الخطوة فليذهب المصريون الى القدس المحتلة كما يذهبوا الى السعودية المحتلة ايضاََ من جهة والداعمة لدواعش سيناء واعداء مصر من جهة اخرى .
واخيراََ : الاهداف الدينية اسمى وارقى من الاهداف السياسية المبنية على الدهاء والغش والخداع فما الغلط من زيارة المسيحيين لزيارة القدس اليس من حقهم التمتع بإقامة شعائرهم الدينية المتزامنة لذكرى صلب وقيامة السيد المسيح له كل المجد فى نفس اماكنها المقدسة ام ان الحجيج محرماََ على المسيحيين فقط فى مصر نظراََ لان معتقدات الإسلاميين تتعارض مع حقيقة الصلب والقيامة , وعلى الرغم من شدة العداء بين الشعية والسنة الإ ان إيران لم تمنع مواطنيها الشعية من الذهاب الى السعودية كذلك لم تحرم السعودية دخول الإيرانيين اراضيها كذلك لم تمنع السلطات المصرية ذهاب المصريين الى كل من قطروتركيا رغم شدة العداء القائم بينهم قبل اكثر من ثلاث اعوام فالذهاب الى القدس للصلاة عند قبر السيد المسيح له المجد ارفع كثيراََ من الذهاب اليها لتقديم واجب العزاء والصلاة على المنتقلين فطريق الملكوت ليس بالوطنية السياسية ولا بالشعارات الرنانة بل بالعمل بكلام الكتاب المقدس وتنفيذ الوصية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق