الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

الجزائر.. الخضراء/ محمد بونيل

رأيت في المنام وهذا عما يزيد عن العشر سنوات مضت، وأنا واقف بداخل واد صاف، نقي ماءه ورقراق، قد بدا لي ظل لمجسم مختلف الأطراف ومترامي الأبعاد، لون ذلك الظل كان أخضر..
حينها زادني ذلك حبا وشغفا في معرفة وكشف رموز وألغاز ذلك الظل من خلال تلك المساحة التي طغى عليها اللون الأخضر، غالبا ما يرمز هذا الطيف من الألوان إلى النباتات، والأشجار، والحدائق الخضراء، الواسعة والشاسعة، ثم من جانب آخر يذكرنا اللون الأخضر في المعتقدات والحياة ما بعد الموت بالجنة التي جأت بها الديانات السماوية، وأشارت وتطرقت إلى مواصفات الجنة، ثم نزولا وتحديدا إلى ذكر أن لونها أخضر جاء، في الكتب المقدسة، وآخرها وأعظمها وصفا ومشهدا تصوريا - القرآن - كتاب الله العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إلا ودحضه..
كانت وقتها الشمس في حالة إحمرار تتجه نحو الغروب، لكي أفهم ما كان ذلك الظل الذي لا يعكسه أي جسم، وأفهم معانيه ودلالاته، إرتأيت أن أتوجه نحو الأعلى، حتى تتضح لي الصورة على الوجه الكامل والصحيح، فتبين لي بعد تركيز معمق ودقيق، والنظر إلى أبعاد ذلك الظل الذي يبدو للغير غريبا، وكما بدا لي الأمر كذلك، بل وزد على ذلك مبهما، لأنه كما هو معروف لكل جسم تحت ضوء الشمس أو النور ظل، هذا أمر معلوم عند الإنسان سواء الأمي أو المتعلم، لم تتضح لي ملامحه، فخلص بي الأمر وتوجهت نحو الأعلى، بعد لحظات من الأخذ والرد في التفكير حول ما أراه أسفل مني، إذا بصورة الظل تتضح شيأ فشيأ، وتتجلى لي معاني ذلك الظل، في رؤى بعيدة، بإختصار وحتى لا أطيل عليكم، كان ذلك الظل الغريب يمثل، الأبعاد الجغرافية للجزائر، كما هي مرسومة على الخرائط عبر ما ترسله الأقمار الصناعية من صور فوتوغرافية، موثقة ومستشهدة لذلك، فماذا لو كان الامر حقيقة مجسدة على الواقع، وليس مجرد أضغاث أحلام...
                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق