كم هي مسرحية وتعموية وتبعية وغير حضارية هي تلك الديوانيات “القبلية” التي يعقدها الرئيس نبيه بري كل يوم أربعاء في “خيمة” مقر الرئاسة الثانية الرسمي المعروف بمسمى “عين التينة”.
وكم هم وطبقاً لكل المعايير الأخلاقية والقيمية والإيمانية كتبة وفريسيين وغلمان أولئك النواب الذين يتحوكمون حوله كالأطفال، ومن ثم يخرجون فرحين ومغتبطين لينقلوا عنه للبنانيين التعساء الذين يعيشون وسط جبال القمامة والمقهورين حتى بلقمة عيشهم، لينقلوا عنه ما تكرم وأدلى به هذا الطوباوي من درر وجواهر ونبؤات.
علماً أن الإعلام الممسوك من “رقبته ولسانه” يسوّق له زوراً وبهتاناً على أنه من غير طينة البشر العاديين، وعلى أنه أكثر حكمة وحنكة وقدرات من “سليمان الحكيم” نفسه.
هذا الإستيذ الذي يتم تصويره من قبل الإعلام اللبناني المنافق على أنه “سليمان الحكيم للقرن ال 21″، هو متربع بالقوة ومن خلال نفوذ وسلطة وإرهاب قوى الاحتلال على كرسي الرئاسة الثانية منذ ما يزيد عن 23 سنة رغماً عن أنوف وإرادة الشعب، وخلافاً لكل ما هو دستور وميثاقية وحريات..
ضيوف ديوانية الأربعاء من النواب يخرجون بعد كل جلسة لينقلوا عن الإستيذ بوجل وخشوع ما تكرم وتفوه به من نصائح وحّكم وتحذيرات ورسائل ورُؤىً….
يا لها من مسرحية هزلية تستهزئ بعقول وذكاء وقدرات وثقافة اللبنانيين.
عملياً فإن مشهدية ديوانيات عين التينية “الأربعائية” هي غير مسبوقة في تاريخ لبنان.
هذه المشهدية وللأسف، تندرج ضمن قائمة المؤشرات الأكثر تسخيفاً للحريات والديموقراطية وكل ما هو دستور ومجالس نيابية في زمن المحل والبؤس المفروض بالقوة والإرهاب والبلطجة على لبنان واللبنانيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق