الأربعاء، 6 يناير 2016

اشْدُدْ بِأزْرِكَ كَيْ تَكُوْنَ الْغَالِبَا/ كريم مرزة الأسدي

قصائد شامخة : الشموخ والتحدي إرادة الأمم إبان  تخاذل حكامها وساستها ، والشعراء وجدانهم من وجدان أممهم ، وضمائرهم من ضمائرها ، وهم لسان أحوالها وناسها !!! 

 قصيدة من الكامل عشية انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد/ قصيدة شامخة شموخ العرب الأقحاح وعنفوانهم ( سنكتب مقالة حول هذا الموضوع ، لِما يتوجب تفهمه !!) :

أشددْ بأزركَ كي تكونَ الغالبا *** لا يسمعُ  الدّهرُ الأصمّ ُمعاتبا

مَنْ ذا سيفخرُ في الدنى متفرقاً *** لا بـــــاركَ اللهُ التـّقرقَ سائبا

كالأ ُسْدِ إقحمْ حازماً،لاتنثني *** إنْ رمتَ أنْ تجدَ السّموَّ مُصـاحبا

لا  يستقيمُ مع الزّمان ِتردّدٌ **** فالصبرُ حجَـــة ُمنْ  تعوّدَ  خائبـا

منْ  ذا بقدرتِكَ  التي  بجَلتـُها؟ *** خضتَ المعاركّ والحياة َتجاربا

عصرُ السياسةِ بالعقول ِتصارعاً * سبحانَ منْ أعطى العقولَ مواهبا

فالرأيُ قبلَ السيفِ إنْ جدّ الوغى *** والعقلُ فوقَ الزندِ يعلو مراتبا

فتيقظوا للأمر قبــــــــــلَ فواتهِ **** حذراً وعدّوا  للفعــــال ِعواقبا

إذْ كلّ مَنْ يعثرْ بمدرجةِ العلى  **** صبَّ البلاءَ على الشعوبِ نوائبا

مهلاً فما طبع ُ التشاؤم جبلتي **** لكنْ سنا الشعراءِ يخــرقُ حاجبا

**********

هـــــذا العراقُ بأرضِهِ وبشعبهِ *** وبرافديهِ  ،إذا ْ توهّــــــــجَ لاهبا

كمْ مـــــــرّتِ الأيّامُ تثقلُ جُهدَها**** لــــــتعودَ تلكَ الشامخاتُ خرائبا

والحـــــائراتُ الهائماتُ فريســةً ً ****لمنْ ارتدى ثوبَ الرزايا  راهبا

ذي سُنـّة ُالخـَلـْق ِالتي من يومها **** خـُلِقَ الوجودُ  أفاعياً وعقاربا

وطني تشقـّقَ أفقـُــــــهُ   بأصابع ٍ *** قد زجـّها حقــــــدٌ لتغدو ثعالبا

صلـّوا معي لمنْ ارتقى مجدّ العلا *** لولاهُ مـا عرفَ الشموخُ تعــاقبا

هذا الذي قدْ طلَّ منْ أفقِ السمـــا **** ليشيرَ  نحوّ اللهِ  وجداً  ذائبـــا

وروى أديمَ الأرضِ منْ بركاتــــهِ **** خيراً   يجودُ  سنابلاً  وأطايبــا

منْ  لامني في  حبّــــهِ  متجنـياً **** قــدْ زدتـُهُ  حبّـــاً  ودمعـاً  ساكبا

اللهُ  أكبرُ أنـــــتَ أولُ منْ أبــــى ***** ظلمَ العبـــــادِ  ولا  تفاخرُ عاتِبا

فالعدلُ  والإنسانُ مطلــــــعُ  فكرنا **** واللهُ يبقى للنفـــــوس ِمُحــاسبا

***********

بغدادُ رمــــزُ وجودكمْ مــــنْ أعصر ٍ *** نسجتْ على دنيا الوجودِ سحائبا

(هارونُ) يرفدها بحكمةِ دارهِا(1) ***** فتشـعَّ  نـــــــــوراً للعوالم َ ثاقبا

فغدا بساحتها كشمس ٍأشرقـــــتْ ****** دفئاً وبددتِ الجهــامَ الكــــــــاذبا

من ( ألفِ ليلتها) لألِفِ (ربيعـــها) ****** ســـــنحتْ لبارحها يفيءُ مناقبا

فتحـــــتْ قلـــــوباً للأحبة ، حلمُها ***** قدْ جـــــــادَ في نبع ِالعروبةِ ذائبا

قد طاب (دجلة ُ) للشقيـــــق بطيبهِ ****** فلكمْ ســـقى مــن ضفتيهِ  حبائبا

 **************

 يا موطني ناجيتُ أرضكَ أذرعــــــاً ****** عرّجـتُ  فيكَ  مشارقاً   ومغاربا

من (بصرةِ الحسن ِ) التي غازلتُـها **** حتـّى ( رباطِ الفتح ِ) عشــتـُكَ جائبا

طوراً على (الأوراس) أنفـــــحُ طيبَهُ ***** أو فــوقَ ( قاسيونَ) أمسي شاربا

لي في زوايـــا (القيروان ِ) تفســــحٌ ***** غرّبتـُها فـــــي ( برقـــةٍ )  متقاربا

صوبَ (الكنانةِ) إذ ْ يطـــــلُّ نسيمُها  ****** كالطلِّ في ليــــل ٍضربـــتُ مُضارِبا

وإذا رُبى (لبنانَ) قضقضَ أضــــــلعي ***** فيثيرني لفحُ (الجزيــرةِ)  غـــاضبا

وطنٌ  ولي في كلِّ قطــــــر ٍفلـــــذة ٌ  ******* مـــــنْ فكرتي ربـّيتها متنــاسبـــا

مـــنْ ذا يضاهينا بحبٍّ قـــــدْ رســـا ****** منذ ُ الطفــولةِ كــــان فرضــاً واجبا

************
والشعرُ ما  مــــــرَّ السباتَ   حياتـَــــــهُ ***** فــــي  كلِّ طور ٍ يستجدُّ  مواهبـــا

أنا عزمُهُ  لا   أستكيــــــــــنُ  لكبــــوةٍ ***** أنـّى  رأيتُ مـــــن الزمــــان ِ مقالبا

خذ ْما تشا مــــــنْ فيض ِبحر ٍأحرفــــاً ******* ســطـّرتـُها  درراً  وقـــولاً  صائبا

تبقى على ذمــــــم الأنام ِ ِ قصائـــــدي ***** ســــيّانَ  تذهبُ  صادقـــــاً أمْ   كاذبا !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) دار الحكمة طوره المأمون سنة (206 هـ)  امتداداً لبيت الكتب الذي أسسه أبوه هارون الرشيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق