سوف يذكر التاريخ أنه فى صباح يوم الثلاثاء الموافق 29 مارس 2016 تم إختطاف طائرة مصرية تابعة لشركة مصر للطيران من خاطف مجهول الهوية و توجيهها قسرا الى الهبوط بمطار لارنكا بقبرص بدلا من مطار القاهرة
وسوف يذكر التاريخ أن هذا الخاطف كان رحيم القلب جدا وقد أطلق سراح الأطفال والنساء سريعا وهذا قبل أن يطلق سراح باقى الركاب بعد ذلك بسويعات قلائل
أيضا سوف يذكر التاريخ أن الخاطف الذى أعلن أنه يلف جسده بحزام ناسف , وهو الشىء المستغرب جدا وخاصة بعد تعرضه لأجهزة التفتيش عند عبوره بوابات المطار , لم يكن له طلبات سياسية
وكذلك سيذكر التاريخ الموقف المشرف لرباطة جأش طاقم الطائرة وفريق عملها فى التعامل مع هذا الموقف
والأكثر طرافة ما سيذكره التاريخ من إلتقاط أحد الركاب الأجانب صورة سيلفى له وللخاطف يظهر فيها الحزام المفترض أنه ناسف , بينما الراكب الأجنبى يبتسم إبتسامة عريضة
ولكن كل ما فات حمادة وموقف الوزير الهمام , وزير السياحة , حمادة تانى خالص , فقد عقد مؤتمرا صحفيا مبهما بعد إختظاف الطائرة بعدة ساعات وتحديدا الساعة الحادية عشر ظهر يوم الثلاثاء , لا ليقول شيئا , وإنما لمجرد أن يقول عبارتان صاغهما بطريقتين مختلفتين ولكن مفادهما واحد وهما
ـ لا أعرف
ـ ولا أستطيع الإدلاء بمعلومات فى هذا الخصوص فى الوقت الراهن
كما طلب من الحضور أن يتركوهم يعملو , ولست أدرى من الذى إقترح على سيادته ترك العمل , بذات نفسه , ليخرج أمام الكاميرات لمجرد أن يتفوه بهذه التفاهات فى هذا الوقت الحرج !!!!!
غير أنه للحق لفت نظر الحضور الى نقطة هامة جدا , غير أنى لا أعرف لماذا وكيف طرأت الى ذهنه فى هذا الوقت العصيب أو الذى يفترض أن يكون عصيبا, إلا لو كان قد عزم على إعلانها أصلا وأنها السبب الأساسى لهذا المؤتمر الذى هو فى حقيقة الأمر وفى هذه الظروف كان مضيعة للوقت
أما عن هذه الإلتفاتة فقد كانت أن سيادته إفترض فرضية بعيدة جدا فى مثل هذه المواقف , ألا وهى إحتمالية أن يكون الحزام الناسف هيكليا !!!!!! وقد حملت هذه الإطروحة العديد من علامات الإستفهام والتعجب
فحتى وإن كانت كفكرة مطروحة فى غرفة العمليات , على غرابتها ورفضها فى مثل تلك الظروف , لكنها تظل فرضية غير قابلة للخروج بصفة عامة , ناهيك عن الطرح على العموم فى ظروف حرجة وحساسة مثل التى كان يمر الشعب بها فى هذا الوقت
والسؤال الذى أرقنى وأدهشنى فعلا هو من أين أتت هذه الفكرة لسيادته ؟
غير أن أكثر ما يشغلنى كمواطن أن هذه الفكرة التى أثبتت صحتها , فيما بعد , سوف ترسى قاعدة للتعامل فيما يستجد , لا قدر الله , وسوف نجد من يتعامل مع الكثير من الأحداث التى قد تتشابه على أنها وهمية أو غير ذات جدوى , وأخشى ما أخشاه أن يكلفنا هذا فى المستقبل الكثير والكثير
وأخيرا سوف يذكر التاريخ أننا كبلد وحكومة وشعب كنا نحاول مرارا وتكرارا إستسماح العالم كى يعود أدراجه للسياحة بتاريخنا وآثارنا ومعالمنا وخاصة بعد سنوات محاربة الإرهاب والتى كان آخرها ما تعرضنا له من أحكام أثرت على حركة السياحة والطيران قبيل إنفجار الطائرة الروسية بأجوائنا , وقد بذلنا الكثير فى هذا السبيل , وبمجرد أن بدأت تنقشع الغمة ولو قليلا جاء هذا الحادث الذى لم يصنف للآن وقد هدم جدار الثقة الذى ظللنا نبنيه ليال وأيام
سوف يذكر التاريخ أن ما تكبده إقتصادنا وسياحتنا من هذا التصرف الأهوج كان
ـ إعلان بعض الدول الأجنبية مصر منطقة غير آمنة , بعد أن كانت تعانى من الإرهاب
ـ قيام روسيا بإلغاء رحلات الطيران , التى كانت قد وعدت بإعادتها الى مصر , الى أجل غير مسمى
وهنا نجد أنفسنا نقف لنقولها كلمة مثلما قالها نيل أرمسترونج عندما هبط أول إنسان على سطح القمر ,, هى خطوة فى سبيل الغباء والتخلف قام بها إنسان غير مسئول فى بلد يعانى ويكابد الفقر والجهل والغباء ليتعامل معها أناس ليسو على مستوى المسئولية ليتحمل تبعاتها شعب لم يعد قادرا على التعامل مع كثير ما منى به من النكبات
والله وحده القادر على رفع البلاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق