من وسط الزحام/ أنطوني ولسن

   من وسط الزحام، أخرج.. تقدم الى الأمام!

   لاتقبل أبداً أن تظل في ضجيج العدد، مغموراً في الظلام!

   احمل مصباحك الخاص، واكتشف نفسك!

   ان وجدت قدرتك على الاتصال  والتفاهم، وعندك حب خدمة الناس؛ فلماذا لا تندمج مع احدي المنظمات أو الهيئات التي تعمل على خدمة الإنسانية، عربية كانت أو أسترالية؟!..

   مجتمعك في أمس الحاجة اليك!

   مشاكل الجالية كثيرة ومتعددة، بعضها معقد، وبعضها بسيط يمكن التغلب عليه، وتجعلنا نطرح على أنفسنا ـ بصوت عال ـ، هذه التساؤلات:

   هل بإندماجنا مع المجتمع الأسترالي، نفقد هويتنا وشخصيتنا؟..

   هل اذا ابتعدنا، وتقوقعنا حول أنفسنا يكون في هذا الصالح لنا ولأبنائنا؟..

   هل نحن في هذا المجتمع نعيش لأنفسنا ولا نبالي بأي شيء آخر؟..

   وعلينا أن نفكر لأنفسنا، وربما، أيضاً، لمن حولنا، ونأخذ زمام المبادرة، في مناقشة واقعنا وقضايانا المتعددة والمتشعبة.

   اننا في هذه الفترة الزمنية التي نخوض في دروبها الشائكة، في أشد الحاجة الى كل من يرى في نفسه المقدرة على الخروج من وسط زحامه، والتقدم الى الصف الأول؛  فالمجتمع الأسترالي باتت  نظرته الينا تتغير، وبدأ يتبلور، ويأخذ أشكالا معادية!

   ان ما يحدث في أوطاننا الأم لا شك انه من واجبنا أن نتفاعل معه، ويكون له رد فعل على تصرفاتنا، وفي ذات الوقت، نلتفت إلى حياتنا هنا وحياة أولادنا ومستقبلهم. يجب علينا أن نضعها في الأعتبار؛ فنوضح قضايانا بهدوء دون تحيز لجانب على حساب الآخر.

   كل ما يحدث على ساحات بلادنا، عشنا مثلها كثيرا: ننام وعندما نستيقظ نجد العدو قد صار صديقاً، وربما العكس!

    هذه هي حياتنا في أوطاننا الأم، والاَ كنا أفضل مما نحن عليه، وما كان بيننا عدو أوصديق، بل الكل أخوة يعرفون معنى الكلمة، ويعملون على بناء العائلة العربية الكبيرة التي تعرف كيف تقف أمام مطامع الغرب والأستعمار. لكن بدلا من هذا نجد أنفسنا مشتتين ممزقين لا نعرف الى أين نتجه أو الى أين نذهب!

   نحن في أستراليا واجبنا الظهور بالمظهر اللائق بنا، والمشرف لنا، وأن نضع حجر أساس متين لأبنائنا ليعيشوا في وئام ومحبة مع بقية أفراد المجتمع.

   التعددية الحضارية والثقافية، ليس معناها أن أضع دائرة حول نفسي ولا أتخطاها، بل معناها أن أعطي وأن أخذ.. أعطي من حضارتي وثقافتي كل ماهو صالح ومفيد، وأخذ من حضارات وثقافات الآخرين كل ما هو صالح ومفيد.

   وهذا لن يحدث؛ الا اذا خرج كل من يرى في نفسه القدرة على العطاء، والتفاعل، والأنصهار في هذا المجتمع الأسترالي.

   أقول.. ان هذا لن يتم الا بالخروج من وسط الزحام، والتقدم بإخلاص وشجاعة الى الأمام.

    كلمات في النفس باقية:

* أجمل ما في الحياة حلو ذكرياتها. وأحلى ما في الذكريات الوقت الذي وقفت فيه إلى جوار صديق في محنته.

* أجمل ما في الذكريات، يوم سحبك القرار الذي اتخذته بعد أن اكتشفت أن ضرره أكثر من نفعه.

* خير مجد للأنسان أن يبحث عن السلام داخل نفسه.

* تقف الأمانة خلف الباب تقرع. ويدخل الغش والكذب والنفاق من الشباك.

* تتحول المرأة الى وحش كاسر يفتك بك كلما ظهر عليك الخوف منها.

*عدو اليوم قد يكون صديق الغد. وصديق اليوم قد يكون عدو الغد. لذا كن حكيما مع كليهما.

* سهل احتمال الظلم..صعب انتظار العدالة.

* الكثير يتلف. والقليل لا يقنع. والقناعة ترضي النفس الراضية.
* السياسي، رجل يفضل أن تكون له شعبية بدلا من أن يكون على صواب.

    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق